أكد رئيس الإدارة التركي رجب طيب أردوغان أن علاقته مع الرئيس بشار الأسد، كانت جيدة لكن «تطورات معينة تسببت بتدهور العلاقة»، متجاهلاً أن ما تسبب بتدهور هذه العلاقة هو دعمه للتنظيمات الإرهابية في سورية، واحتلال مدن وبلدات وقرى في شمالها.
وذكر موقع «أثر برس» أنه وبالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الروسية على ضرورة انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية التركية لإجراء اجتماع آخر لوزراء خارجية سورية وإيران وتركيا وروسيا، أكد أدوغان، في لقاء أجراه مع شبكة «CNN» الأميركية أن علاقته مع الرئيس الأسد، كانت جيدة لكن تطورات معينة تسببت بتدهور العلاقة.
وحتى عام 2010 كانت العلاقات بين دمشق وأنقرة توصف بالجيدة، ولكن مع اندلاع الأزمة السورية في عدد من المدن والبلدات السورية في منتصف آذار 2011 وتحولها إلى حرب إرهابية ضد سورية بعد أشهر، جعلت الإدارة التركية من أراضيها ممرا للإرهابيين من كل أصقاع العالم إلى سورية. كما عمدت إلى تشكيل تنظيمات إرهابية في الأراضي السورية ودعمها بالمال والسلاح ومن ثم احتلت مدنا وبلدات وقرى في شمالها.
وعلى خلفية ذلك ساءت العلاقة بين دمشق وأنقرة وانقطعت بشكل نهائي، وتقوم حالياً روسيا بدور الوسيط لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين ولكن أردوغان يرفض الانسحاب من الأراضي التي يحتلها في شمال سورية.
وقال أردوغان لشبكة «CNN»: «لسوء الحظ طرأت تطورات معينة، أدت إلى تدهور علاقتنا، وذلك التفكك تسبب في انزعاجنا أيضاً»، مشيراً إلى أن علاقته مع الرئيس الأسد كانت جيدة.
وعن مسار التقارب السوري- التركي الحالي، قال أردوغان: «بسبب صداقتي مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، ظننا أنه يمكننا فتح باب، على وجه التحديد في معركتنا في مواجهة الإرهاب في الجزء الشمالي من سورية، والتي تتطلب تعاوناً وتضامناً وثيقين، إذا استطعنا فعل ذلك، كما قلت، فلا أرى أي عقبة ستبقى في طريق مصالحتنا».
ويقصد أردوغان بـ«الإرهاب» وحدات حماية الشعب الكردية التي تنتشر في شمال سورية ويعدها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يصنفه «تنظيماً إرهابياً».
وفيما يتعلق بانسحاب القوات التركية من سورية، قال أردوغان: «لدينا أكثر من 900 كيلومتر من الحدود وهناك تهديد إرهابي مستمر من تلك الحدود على بلدنا، السبب الوحيد الذي يجعلنا نمتلك وجوداً عسكرياً عند الحدود هو محاربة الإرهاب وهذا هو السبب الوحيد»، على حد زعمه.
وأشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريح صحفي في 18 أيار الجاري إلى أن الهدف المشترك للدول المشاركة، في اجتماعات وزراء خارجية سورية وروسيا وتركيا وإيران هو القضاء على ما سماه «التهديدات الإرهابية»، وضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين، وإحياء العملية السياسية في سورية، مشيراً إلى أن الملفات كلها مرتب بعضها ببعض وتتطلب خططاً شاملة.
ووفق وكالة «الأناضول» التركية الرسمية انتقد أردوغان في كلمة له يوم الجمعة الماضي، خلال فعالية بمركز الخليج للمؤتمرات بمدينة إسطنبول المعارضة التركية لعزمها الانسحاب مما سماه «الممرات الأمنية» التي أقامتها أنقرة لحماية حدودها من «التنظيمات الإرهابية»، ويشير أردوغان بـ«الممرات الأمنية» إلى المناطق التي يحتلها في شمال سورية.
وقال أردوغان: «ماذا قال هؤلاء (المعارضة)؟ قالوا سنهدم، ماذا سيهدمون؟ الآثار التي قدمناها لبلدنا وأمتنا. قالوا سننسحب، من أين سينسحبون؟ من الممرات الأمنية التي أقامتها تركيا لحماية حدودها من التنظيمات الإرهابية، فلا شرطتنا ولا دركنا ولا جنودنا يعطونكم هذه الفرصة بإذن الله».
وفي تصريح سابق أوضح رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، مرشح تحالف الأمة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو، أنهم سيعيدون العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في حال وصولهم إلى السلطة ويعملون على إعادة ملايين اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم، حيث اعتبر خبراء أن تلك التصريحات تعني انسحاب تركيا من المناطق التي تحتلها في شمال سورية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن