تجربة زراعية لشاب سوري تنتج عشرة آلاف شجرة سرو

عيسى حمود

عشقه للطبيعة الخضراء وشغفه الدائم في اكتشاف الأصناف النادرة قاده إلى استنبات 10 آلاف غرسة سرو من صنف الليلندي الإيطالي بعد أن استقدم عقلاً صغيرة خلال زيارة قصيرة لمدينة بستويا الإيطالية.

ويدفعه اليوم هاجسه لمضاعفة إنتاج هذه الشجرة التي تلقب بشجرة القصور والقلاع الملكية في وقت أنهكت فيه الحرائق غاباتنا وحدائقنا وفتكت بالمساحات الخضراء الجبلية.

الشاب بشار قتيل ابن مدينة حماة نشأته المبكرة بين الغراس والشتول في كنف والده الذي كان من رواد المشاتل الزراعية بحماة ساعدته على اتقان كل أسرار تعقيل واستنبات الأشجار الثمرية والتزيينية.

ويروي قتيل لـ سانا: “خلال زيارتي إلى مدينة بستويا الإيطالية بحكم عملي في المشاتل الزراعية رأيت هذه الشجرة تزين سور أحد قصور المدينة وقد تمكنت من استقدام عقل بسيطة من تلك الشجرة وقمت بعدة تجارب استنبات وتطعيم لها داخل مشتلي جنوب مدينة حماة الذي يمتد على مساحة تقدر بعدة دونمات حيث خصصت فيه مكاناً كبيراً لإنتاج ورعاية هذه الشجرة الفريدة”.

ويضيف: أقوم بسحب عقل بسيطة من شجرة الليلندي بطول 15 سم وأقوم بتطعيمها على السرو المحلي ثم نقوم بخدمتها ورعايتها حولاً كاملاً داخل بيوت بلاستيكية ثم يجري نقلها إلى الهواء الطلق داخل شبكة من القصب كي تنمو وترتفع ويشتد ساقها ويضاف القصب في هذه المرحلة لأنه يساعد النبات على النمو بشكل عامودي ومستقيم ووجودها في الهواء الطلق يساعده على التجانس والتعود على طبيعة المناخ السوري الذي تأقلمت معه نتيجة عدم وجود فوارق كبيرة بين المناخين السوري والإيطالي.

وتتمتع هذه الشجرة حسب قتيل بجمالية مظهرها فهي ترتفع ثم تتدلى بشكل هندسي جميل وتمنح منظراً جمالياً فريداً للحدائق وأسوار المنازل حيث كانت تزين بها القصور الإيطالية القديمة ويجري قصها بعدة أشكال هندسية ما يمنحها منظراً طبيعياً ساحراً ويتابع.. لا بد من توسيع المعرفة الزراعية بهذه الشجرة ونقل تقنية زراعتها وطرق تعقيلها واستنباتها إلى كل مشاتل سورية على الرغم من أنه تم نقل جزء من خبرتي بها إلى زملائي من أصحاب المشاتل ونأمل بأن تمتد زراعتها إلى المناطق الجبلية التي عانت من أضرار وويلات الحرائق خلال السنوات الماضية لافتاً إلى أن هذه الشجرة تلقى اليوم طلباً كبيراً ولها مستقبل تصديري واعد وخاصة إلى لبنان والعراق والأردن.

وعن تجربة قتيل أكد المهندس الزراعي علاء سكرية أن هذه التجربة فريدة وتشكل إضافة حقيقية لخبرات السوريين في الإنتاج الزراعي وخاصة أن للسرو الليلندي الإيطالي ميزة جمالية فريدة عن السرو المحلي الذي لديه امتداد خضري إما أفقي أوعمودي فيما يدمج صنف الليلندي الإيطالي بين الميزتين الأفقي والعمودي.

وأشار المهندس سكرية إلى قدرة هذا النوع من الأشجار على التأقلم مع البيئة المحلية دون أي مشاكل بسبب تقنية التطعيم على الأصل المحلي لافتاً إلى استخدام هذا الصنف في تزيين الحدائق العامة والمنزلية وتكثيف الغطاء النباتي كما يمكن استخدامها في المناطق الجبلية حيث تجري ترقيع الغطاء النباتي.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا