أصبح من الممكن تجميل الأنف من دون جراحة في حالات معينة. فلم تعد الجراحة ضرورية في كل الحالات، بل يمكن تصحيح مشكلات معينة بتقنيات غير جراحية.
تعتبر عملية تجميل الأنف من أكثر عمليات التجميل شيوعاً حتى اليوم. صحيح أنها لم تعد من العمليات الصعبة بعد التطور الذي حصل في عالم التجميل، إلا أن اللجوء إليها لا يزال يشكل هاجساً لمن يحتاجها بما أنها عبارة عن جراحة؛ ولكل جراحة مضاعفاتها التي لا يمكن توقعها. في مواجهة هذه المخاوف التي يمكن أن يعانيها كثيرون ممن يحتاجون إلى عملية تصحيح للأنف، تأتي اليوم تقنيات تصحيح الأنف غير الجراحية لتحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن.

هل تعتبر عملية تجميل الأنف من دون جراحة بسيطة؟
بات من الممكن تجميل الأنف من دون جراحة، وفق ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في جراحة التجميل والترميم الدكتور جو خوري. يمكن أن يجريها بعض أطباء الجلد والأطباء الاختصاصيين في الطب التجميلي بعد الخضوع للتدريب اللازم. لكنها تعتبر عملية صعبة، ولا يمكن الاستخفاف بها، بسبب وجود أوعية دموية في الأنف؛ وعدم التنبه لوجودها يمكن أن يتلف الأنسجة، كما أن الحقن غير المناسب يمكن أن يؤدي إلى العمى، إذا كان الحقن بالفيلر. من هنا أهمية أن يكون جراح تجميل متخصصاً.
كيف تجرى عملية التجميل من دون جراحة؟
يمكن تصحيح الأنف من دون جراحة إما بالحقن بالفيلر أو بالبوتوكس أو بالخيوط، وفق الآتي:
-العملية الأولية للأنف: عندما لا يكون الأنف قد خضع لعملية تجميل سابقة.
-العملية الثانوية: يكون هدفها تصحيح آثار أو تشوهات معينة لم تتمكن الجراحة التي أجريت من تصحيحها وإزالتها.
كيف يمكن اختيار التقنية غير الجراحية المناسبة لتصحيح الأنف؟
-البوتوكس لتجاعيد الأنف: يواجه بعض الأشخاص مشكلة ظهور التجاعيد فوق الأنف عند الضحك. في هذه الحالة، يمكن اللجوء إلى البوتوكس لإزالة التجاعيد بطريقة غير جراحية. وإن كان البعض يعتبرها في إطار تقنية البوتوكس عادية، فإنها في الواقع تهدف إلى إزالة التجاعيد من أعلى الأنف بالبوتوكس.
أيضاً، لدى بعض الأشخاص هبوط في رأس الأنف. ويساعد اللجوء إلى البوتوكس في هذه الحالة إلى رفع الأنف لمواجهة هذه المشكلة.
-الفيلر حل لحدبة الأنف أو النتوء الظهري للأنف: في هذه الحالة يمكن اللجوء إلى الحقن بالفيلر فوق الحدبة وتحتها في رأس الأنف بما يسمح بالحصول على أنف متواز ومستقيم وخال من أيّ تشوه، بما أن الفيلر يخفي هذا النتوء.
أيضاً، من الممكن اللجوء إلى الفيلر عند حصول هبوط في رأس الأنف. فهو حل آخر غير البوتوكس لرفع الأنف باتجاه الأعلى بوساطة الفيلر، ليبدو الرأس مستقيماً.
وفي حالات معينة، من الممكن اللجوء إلى الحقن بالفيلر في داخل الاأنف من أجل توزيع المجرى الداخلي للهواء لتحسين القدرة على التنفس لمن يعاني مشكلة من هذا النوع.
-الخيط لرفع الأنف: يلج بعض الأشخاص إلى رفع رأس الأنف بالخيوط أيضاً، إلا أنها ليست من التقنيات التي يحبذها خوري. من الممكن أن تجرى أحياناً فتسمح برفع الأنف إذا كان هابطاً.
كذلك، يمكن اللجوء إلى الخيوط لتصغير فتحتي الأنف إذا كانتا عريضتين.
تلك هي التقنيات التي يمكن اللجوء إليها كعملية أولية تجميلية للأنف من دون جراحة. من الممكن اللجوء إلى التجميل غير الجراحيّ للأنف كعملية ثانوية عند إجراء جراحة تجميلية؛ وثمة حاجة إلى تصحيح بعض التفاصيل مثل وجود حدبة صغيرة لم تتمكن الجراحة من إزالتها. من الممكن أيضاً أن تكون هناك خسفة في الأنف، إذا كان جراح التجميل قد أزال من العظام بمعدلات زائدة في الجراحة. عندها أيضاً من الممكن اللجوء إلى الحقن بالفيلر للتصحيح.
ويشير خوري إلى إمكان اللجوء إلى تقنية غير جراحية لتصحيح الأنف عند وجود مشكلة بعدم التوازي بين الجهتين، حيث يبدو أن العظمة من إحدى الجهتين تختلف عن الجهة الأخرى. يمكن اللجوء أيضاً إلى الحقن بالفيلر لتصحيح هذه المشكلة. وجود تعرّجات في الجلد من المشكلات التي يمكن أيضاً تصحيحها بهذه الطريقة. لكن خوري يشدد على ضرورة الحرص أكثر، إذا كانت عملية تصحيح الأنف من دون جراحة تجرى كعملية ثانوية بعد اللجوء إلى جراحة تجميلية للأنف. ففي هذه الحالة، عند اللجوء إلى الحقن بالفيلر، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الشرايين باتت أضعف بعد العملية، ويجب التعامل مع الحالة بكثير من الدقة، ومن دون أي تهاون. فقد أظهرت الدراسات أن التسرع في الحقن بالفيلر في الأنف يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
هل يمكن تصحيح الأنف بالليزر؟
يصحح خوري هذه الفكرة الخاطئة مشيراً إلى أن التسمية غير دقيقة. ففي الواقع، ليس هناك ليزر لتجميل الأنف بل هي تقنية تعتمد على نوع من الضوء الأحادي الموجات ليقصّ أو يشدّ أو يحرق شيئاً ما في الأنف. وهو يعتمد بكثرة بين أطباء التجميل والترميم بدلاً من المنظار. وعندما تجرى عملية شدّ وجه بالمنظار، يقال إنها أجريت بالليزر، لأنها باتت تسمية أكثر تداولاً. في الواقع، ليست هناك عملية تجميل أنف بالليزر، وهي تقنية غير موجودة، إلا أن المقصود بذلك أنها عملية تجميل للأنف تجرى من دون جرح خارجي، وهي عملية شائعة يجريها معظم أطباء التجميل والترميم.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية