تحديات تواجه الأطباء البيطريين.. وجهود كبيرة لاستقرار عملهم في طرطوس

وداد محفوض:

يعيش القطاع البيطري في محافظة طرطوس، تحديات كبيرة تؤثر بشكل مباشر على عمل الأطباء البيطريين والمربين على حدٍّ سواء. حيث يواجه القطاع ظروفاً اقتصاديةً صعبةً من جراء تراجع أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة، إضافة إلى الضغوط التي تفرضها الظروف المعيشية الراهنة على الجميع.
وفي حديث لـ”الحرية” تحدث نقيب الأطباء البيطريين في محافظة طرطوس الدكتور أحمد عبيد ، عن أبرز القضايا التي تواجه الأطباء البيطريين.

312 طبيباً في طرطوس

أشار عبيد إلى أنه يوجد في محافظة طرطوس حوالي 312 طبيباً بيطرياً مسجلين في نقابة الأطباء البيطريين، جميعهم يعملون في عياداتهم الخاصة. وأن النقابة تفرض معايير صحية واضحة ومشددة على الأطباء البيطريين، خاصة في ما يتعلق بممارساتهم الطبية، وأن استخدام الأدوية البيطرية مشروط بأن يكون مستورداً بالطريقة النظامية وملصقاً عليه اللصاقة النقابية، كما يجب أن تتوافر في عياداتهم وفقاً لأعلى معايير الجودة العالمية.

تراجع أعداد الثروة الحيوانية

ولفت د. عبيد إلى أن من أبرز الصعوبات التي يواجهها الأطباء البيطريون، تراجع أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف ، ما دفع العديد من المربين إلى الابتعاد عن تربية الحيوانات بسبب تكاليفها المرتفعة، ما يزيد العبء على الأطباء البيطريين الذين يسعون للحفاظ على صحة الحيوان في ظل هذه الظروف الصعبة.
وأضاف: لقد انعكس الواقع الاقتصادي الراهن بشكل ملحوظ على أسعار المنتجات الحيوانية، حيث شهدت أسعار الدواجن والحليب انخفاضاً كبيراً بعد دخول اللحوم المجمدة والفروج المستورد، بالإضافة إلى الحليب المجفف من الخارج, هذا التراجع في الأسعار يمثل تهديداً خطيراً للقطاع المحلي، خاصة بالنسبة للمربين الذين يجدون أنفسهم في منافسة غير متكافئة مع المنتجات المستوردة، ما يزيد من الضغوط الاقتصادية على الأطباء البيطريين والمزارعين.

أجور مفروضة

أما عن دور النقابة في المراقبة، فبين النقيب أن الطبيب مُلزم بالأجور المفروضة من قبل وزارة الزراعة وأي تجاوز من قبله يحيله للتنبيه والمساءلة. وأكد د. عبيد أنه على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع البيطري، يواصلون العمل على تقديم الدعم المستمر للأطباء البيطريين في جميع المجالات. كما تسعى النقابة إلى ضمان سلامة الأدوية البيطرية المتوافرة في السوق، من خلال رقابة مستمرة لضمان التزام الأطباء بمعايير الجودة والسلامة الصحية. كما تعمل على تسهيل الإجراءات الخاصة بالحصول على التراخيص البيطرية لتيسير عمل الأطباء البيطريين في عياداتهم.
وأوضح حرص النقابة في تحصيل حقوق الأطباء البيطريين، إذ نجحت في رفع مطالبها بخصوص زيادة رواتب الأطباء المتقاعدين، و تم الاتفاق على تنفيذ هذا القرار بداية من عام 2026، ما يعكس اهتمام النقابة بتهيئة بيئة عمل مناسبة لأطباء المستقبل وحماية حقوقهم.

ايقاف الاستيراد

وعن المقترحات المستقبلية لتحسين القطاع البيطري، أضاف د. عبيد أن النقابة قد تقدمت بعدد من المقترحات لتحسين الواقع البيطري في سوريا، أبرزها إيقاف استيراد اللحوم والفروج من الخارج وكذلك الحليب المجفف، وذلك بهدف حماية القطاع المحلي وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات السورية. وقد حظيت هذه المقترحات باهتمام الجهات المعنية، التي بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات لتنفيذ هذه القرارات في القريب العاجل.
في ختام حديثه، شدّد الدكتور أحمد عبيد على أن النقابة تقوم بدور يتجاوز الرقابة البسيطة ليشمل الدعم المستمر للأطباء البيطريين في مواجهة التحديات اليومية. ورغم الصعوبات التي يواجهها القطاع البيطري في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، فإن النقابة تواصل بذل كل الجهود لضمان استقرار القطاع وتحقيق أفضل النتائج في رعاية الثروة الحيوانية، مؤكداً أن النقابة تبقى هي الدرع الواقي للأطباء البيطريين في هذه الأوقات العصيبة، ملتزمة بدورها في حماية صحة الحيوان وتطوير القطاع البيطري بطرطوس .