آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » تحدّي السلام للبابا لاوون في أوكرانيا… “جدار روسي” بين السياسة والإيمان!

تحدّي السلام للبابا لاوون في أوكرانيا… “جدار روسي” بين السياسة والإيمان!

 

على وقع حماوة الحرب الروسية في الميدان الأوكراني، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليعتبر أن نظيره الروسي “المجنون” فلاديمير بوتين “يلعب بالنار”. فإذاً النتيجة على حالها: وعدُ ترامب بإحلال السلام في الأراضي الأوكرانية لم يتحقّق بعد.

 

بين أصوات الصواريخ والمسيّرات، خرجت مبادرة البابا الجديد لاوون الرابع عشر لتكون محطّة في تاريخ هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع، معلناً استعداد الفاتيكان لاستضافة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، في خطوة لاقت ترحيباً أميركياً وأوروبياً.

 

وأكّد وزير الخارجية الأوكراني أندره سيبيا أن زيلينسكي يؤيّد إجراء محادثات سلام في الفاتيكان إلّا أن موقف موسكو لم يكن مشجّعاً. فماذا يمكن الكشف عن خلفيّات هذا القرار؟

 

مفاوضات في ظل البابا…

بعد أسابيع من اختياره البابا الـ267 للكنيسة الكاثوليكية، أعلن لاوون الرابع عشر أن الفاتيكان يمكن أن يلعب دور الوسيط في النزاعات العالمية، وقال: “الفاتيكان مستعد دائماً للمساعدة في جمع الأعداء وجهاً لوجه، للتحدّث مع بعضهم البعض، حتّى تتمكّن الشعوب في كل مكان مرّة أخرى من استعادة الأمل واستعادة الكرامة التي تستحقّها، وهي كرامة السلام”.

 

رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، بعد طلب أميركي بالتواصل معه، أكّدت أن البابا أعرب لها عن جهوز الفاتيكان لاستضافة المحادثات، كاشفة أنّه “مستعد لمناقشة السلام بين الطرفين في الفاتيكان”.

 

 

 

البابا لاوون الرابع عشر وفولوديمير زيلينسكي. (أ ف ب)

البابا لاوون الرابع عشر وفولوديمير زيلينسكي. (أ ف ب)

 

 

وهذا ما جاء على لسان الكاردينال بييترو بارولين أيضاً، إذ لفت إلى أن البابا “يعتزم توفير الفاتيكان كمكان محايد ومحمي للقاء مباشر بين الجانبين، إذا لزم الأمر”.

 

بالنسبة الى الرئيس الأميركي، “لا مكان أفضل من الفاتيكان لاستضافة المفاوضات”. وعلى هذا المسار الإجابي، نقلت وسائل إعلام أوروبية معلومات تفيد بأن ميلوني تقود جهود التحضير لانعقاد جولة جديدة من المفاوضات في الفاتيكان منتصف جزيران/يونيو المقبل.

 

تدعم أوروبا الراغبة في إنهاء الحرب خيار الفاتيكان كوسيط، وهو الذي لا ينتمي إلى أي تكتّل سياسي وعسكري، إذ يعزّز دور القارّة الأوروبية في الديبلوماسية الدولية ويخفّف من تأثير التدخّل الخارجي في ملف معقّد كأوكرانيا، لتكون كلمتها حاضرة على طاولة المفاوضات.

 

رفض موسكو… عينٌ على الصراع الكنسي؟

في رد مباشر على العرض الفاتيكاني، اعتبر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أنّه “سيكون من غير اللائق كثيراً بالنسبة إلى دول أرثوذكسية، أن تناقش على أرض كاثوليكية مسائل تتعلّق بإزالة الأسباب الجذرية للصراع. أعتقد أنّه لن يكون من المريح للفاتيكان نفسه استقبال وفود من دولتين أرثوذكسيتين في ظل هذه الظروف”، مشيراً إلى أنّ أحد الأسباب الجذرية للصراع هو مسار كييف نحو “تدمير الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية”.

 

وعندما سُئل الكرملين عن الفكرة المطروحة، رأى أن مكان انعقاد المحادثات “لا يمكن أن يقرّره طرف واحد ويجب أن يحظى بموافقة الجانبين”.

 

بين تمهيد الكرملين وجواب لافروف، تكثر التساؤلات عن استبعاد موسكو الفاتيكان من لائحة الدول المضيفة للمفاوضات، وفق محلّلين، تُعرقل أسباب عدّة هذه الخطوة أبرزها ديني وسياسي.

 

إنّ حذر موسكو من وساطة الفاتيكان موجود قبل البابا لاوون، إذ قال المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإيطالية وأستاذ الديبلوماسية والمفاوضات في جامعة لويس في روما باسكوالي فيرارا لـ”يورونيوز”: “لا أعتقد أن بوتين يرى أن الفاتيكان يتمتّع بالحياد اللازم. هذا الشك قائم حتّى في عهد البابا الراحل فرنسيس، وتعود جذوره إلى الفتور الطويل الأمد بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية”.

 

يعود تاريخ التوتّر إلى الانشقاق الكبير عام 1054، عندما انقسمت المسيحية إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وفي هذا السياق، بأتي موقف مستشار بطريرك موسكو وسائر روسيا، الذي أعرب عن اقتناعه بأن الفاتيكان لا يصلح لأن يكون منصّة للتفاوض…

 

 

 

وفي السياسة كلام آخر، فوسط عزل موسكو أوروبياً، تتحكّم الجغرافيا بقرار رفض موسكو طرح الفاتيكان، فهو مقر الكنيسة الكاثوليكية الذي تحدّه إيطاليا، العضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، والتي دعمت أوكرانيا وفرضت عقوبات على روسيا. ويواجه المسؤولون الروس قيوداً تمنعهم من السفر إلى جيرانهم الأوروبيين، وفق مصادر روسية لوكالة “رويترز”. بالإضافة إلى أنّه جرى إلغاء الرحلات الجوّية المباشرة بين موسكو والفاتيكان بعد بدء الحرب في 24 شباط/ فبراير 2022.

 

إلى ذلك، لفتت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أنّه على رغم أن معاهدة لاتيران لعام 1929 تضمن المرور الآمن للبعثات الديبلوماسية إلى الفاتيكان، إلّا أنّ هناك شكوكاً بشأن ما إذا كانت تنطبق على المسؤولين الكبار مثل بوتين.

 

وبين الحجج الدينية والسياسية، سحبت موسكو بِساط المفاوضات من الفاتيكان على رغم حياده المعترف به. وقد كانت للبابا فرنسيس محاولة في 27 حزيران/يونيو 2023 يوم أرسل الكاردينال ماتيو زوبي إلى موسكو وكييف “للتشجيع على مبادرات إنسانيّة يمكنها المساهمة في حل الأزمة المأسوية وإيجاد طرق لتحقيق سلام عادل”.

 

وساطات الفاتيكان

يشهد التاريخ على وساطات الفاتيكان العلنية منها والسرّية، أبرزها إنهاء الخلاف الحدود الحدودي بين الأرجنتين وتشيلي عام 1978، إعادة العلاقات الديبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة بعد قطيعة دامت أكثر من 50 عاماً عام 2014، دعم محادثات السلام بين الفصائل المتنازعة في جنوب السودان، إذ استضاف البابا فرنسيس لقاء روحياً لقادة البلاد في 2019 وقبّل أقدامهم لحثّهم على المصالحة.

 

تُعد المبادرة تحدّياً ديبلوماسياً في بداية حبرية البابا لاوون وفرصة لاختبار قيادته. ولكن يبقى السؤال: ما الضمانات التي تريدها روسيا لقبول هذا الطرح؟

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الأوقاف يترأس اجتماعاً لتطوير العمل الدعوي في المساجد

عقدت مديرية شؤون المساجد اجتماعاً مركزياً برئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري، بحضور رؤساء دوائر شؤون المساجد في مختلف المحافظات. وتناول الاجتماع أبرز ...