لغة الجسد والإيماءات التي صدرت عن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وهو يلقي خطابه الأخير والمهم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة شغلت الكثير من المحللين والمراقبين لأنها عكست ولأول مرة كلغة جسدية حجم الغضب والإحتقان الاردني ليس فقط من الجار الاسرائيلي السيء كما يرى محللون ومحليون .
ولكن من الصمت الدولي والتواطؤ الأمريكي الى حد نسبي ملحوظ والذي اصبح يشكل عبئا على دول معسكر الإعتدال العربي التي آمنت بالسلام واتفقت مع الولايات المتحدة عليه خصوصا وان خيبة الأمل واضحة ايضا في اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية العراق ومصر والاردن على هامش إجتماعات الامم المتحدة في نيويورك ونتج عنه بيان يتهم اسرائيل مباشرة بالسعي الى إلحاق كل دول المنطقة بحرب شاملة.
لم تعرف بعد الظروف التي جمعت وزراء خارجية الدول الثلاث وعلى اي اساس.
لكن بكل حال الخطاب المهم الذي ألقاه الملك عبد الله الثاني أشعل سيناريوهات التوقع والتكهن.
وعكس وجود أزمة حادة جدا بين الحكومة الاردنية واليمين الاسرائيلي وما تبقى من الدولة العميقه في الكيان الاسرائيلي والأهم بين الاردن ومنظوره لمصالحه في مواجهة الإستخفاف الأمريكي بعدم الضغط على الاسرائيليين لوقف حروبهم ومعاركهم الشاملة سواء في قطاع غزة او حتى بالضفة الغربية ولاحقا في جنوب لبنان.
الملك صورته الكاميرات وهو يلقي بنظرات حادة ثم بالإيماءات وصدرت من أصابع يديه اشارات مباشرة تتهم اليمين الاسرائيلي.
وصفق الحاضرون لخطابه عدة مرات وصنف بانه الخطاب الاكثر أهمية بدلالة انه خطاب تكرس تماما للقضية الفلسطينية وركز بشكل كبير و بحصة الأسد فيه على الخطوات العدائية الاسرائيلية التي تجر المنطقة الى حرب شاملة.
لم يتطرق العاهل الاردني اطلاقا الى اي قضية باستثناء الملف الفلسطيني وتوسع في توزيع الايماءات ولغة الجسد وايحاءات الغضب ونظرات العيون الحادة التي تعكس خيبة امل الاردن من التواطؤ الدولي والصمت الدولي.
وسجل هذا الخطاب حالة متابعة إستثنائية على مستوى الداخل الأردني ايضا لأنه تضمن بشكل صريح وعبر منبر الامم المتحدة التأكيد على ان ما يخطط له اليمين الاسرائيلي بخصوص تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية او بخصوص الوطن البديل سيتصدى له الاردن ويعتبر مجددا إعلان حرب.
ولأول مرة تتحدث القيادة الاردنية عن اعلان حرب مباشرة على المملكة الاردنية الهاشمية عبر منبر الامم المتحدة وامام عدد كبير من زعماء العالم الأمر الذي يعكس ارتفاع شعور الاردن بالخطر والمخاطر من تصرفات اليمين الاسرائيلي كما يعكس الى حد ما غياب اليقين بمواقف الادارة الامريكية خصوصا في مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية ونتائجها حيث ان الجغرافيا اصبحت زاحفة والديموغرافيا ورقة حرب كما يريدها الاسرائليون برأي مراقبين اردنيين.
وإعتبر الناشط السياسي عبد الباسط الزيود في مقال خاص له حول الايماءات ولغة الجسد في خطاب ملك الاردن بان الايماءات كانت لغة كاشفة عن موقف يتسم بالغضب والالم نتيجة وقوف العالم صامتا امام المجازر الصهيونية.
وقال الزىود في مقال نشرته صحيفة عمون ان الإيماءات الملكية تعكس حقيقه مشاعر المتكلم معتبرا ان تعابير وجه الملك ونظراته وانتفاخ اوداجه ولونها وحركة شفايفه تعبير عن مشاعر القيادة الاردنية اضافة الى حركة يديه مع تمتع جلالة الملك بالهدوء الشديد والقدرة على ضبط التعابير والمشاعر على امل ان يتحقق للقيادة الاردنية ما تريده من ايصال الرسالة خصوصا وان الاشارة الى ان الاردن لن يقبل بفكرة الوطن البديل تعتبر بمثابة موقف متقدم ولأول مرة على المستوى الأممي يعكس مخاوف الاردن من طريقة تفكير اليمين الاسرائيلي.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم