آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » تحشيد أميركي متسارع… وترقّب لكلمة طهران | واشنطن تحسم أمرها: الحرب بقيادتنا

تحشيد أميركي متسارع… وترقّب لكلمة طهران | واشنطن تحسم أمرها: الحرب بقيادتنا

 

 

يظهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في اليومين الأخيرين، بمظهر «الناطق العسكري» باسم الحرب الإسرائيلية على إيران، إذ أعلن، أمس، في منشور على منصّته «تروث سوشال»، أنه قد «أصبحت لدينا سيطرة كاملة وشاملة» على الأجواء الإيرانية، مشيداً بما وصفه بـ«تفوّق الأسلحة الأميركية». وأردف ترامب قائلاً: «لا أحد يقوم بذلك أفضل من الولايات المتحدة»، في إشارة واضحة إلى قدرات واشنطن العسكرية، وإلى مدى الانخراط الأميركي في المواجهة الجارية بين إسرائيل وإيران، منذ انطلاقها.

 

وفي موازاة ذلك، عقد ترامب اجتماعاً مطوّلاً مع فريقه للأمن القومي في «غرفة الأزمات» داخل «البيت الأبيض»، مساء أمس، استمرّ لأكثر من ساعة، وبحث خلاله «الخيارات المتاحة في الملف الإيراني، ولا سيما في ضوء التطورات العسكرية المتسارعة». وعلى رغم إشعار الصحافيين بعقد مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أُلغي المؤتمر فجأة، وسط تعتيم شديد حول طبيعة القرار الذي جرى اتخاذه، الأمر الذي زاد من الغموض المحيط بموقف واشنطن. وجاء ذلك في وقت نقلت فيه «القناة 12» الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن «التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن واشنطن ستنضم إلى الحرب ضد إيران الليلة (الثلاثاء – الأربعاء)».

 

ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن «ترامب يدرس بجدّية توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، وعلى وجه التحديد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم الواقعة تحت الأرض»، وهو ما أكّده أيضاً مسؤولون أميركيون في تصريحات إلى وسائل إعلام متعدّدة، من بينها «فوكس نيوز» و«وول ستريت جورنال». وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن المنشورات التصعيدية التي نشرها ترامب، «جاءت بعد رفض طهران العودة إلى طاولة المفاوضات»، على الرغم من استخدام واشنطن الضربات الإسرائيلية كورقة ضغط.

 

من جهتها، رصدت تل أبيب تغيّراً تدريجياً في نبرة ترامب تجاه طهران، لكنها لا تزال غير قادرة على الجزم بما إذا كان ينوي اتخاذ خطوة عسكرية مباشرة. ووفقاً لـ«قناة كان» العبرية، فإن الرئيس الأميركي واصل عقد اجتماعات مغلقة حول الموضوع، و«يبدو متردّداً في اتخاذ القرار النهائي»، على الرغم من تصعيده الخطابي المتواصل. وأقرّ مسؤول إسرائيلي بأن «ضربة إسرائيلية لمنشأة فوردو ستكون محدودة التأثير في حال لم ترافقها مشاركة أميركية مباشرة».

 

هنغبي: «العملية ضد إيران لن تكتمل من دون استهداف منشأة فوردو»

 

 

وفي سياق متّصل، أعربت دوائر أميركية عن قلقها من اتجاه ترامب إلى «تجاوز الخيار الدبلوماسي»، بعدما تراجع عن إرسال مسؤولين كبار للقاء الإيرانيين بهدف التفاوض هذا الأسبوع، وذلك وفق مصادر تحدّثت إلى شبكة «CNN». وفي السياق نفسه، قال السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إن عبارة «الاستسلام غير المشروط» التي استخدمها ترامب تشير إلى «استبعاد المسار التفاوضي، واستخدام لغة الحرب لحسم الملف النووي الإيراني».

 

وبحسب تقرير نشرته شبكة «CBS»، فإن ثمّة انقساماً داخل «الكونغرس» الأميركي، حيث «يتحرّك مشرّعون من الحزبين لمنع ترامب من إصدار أوامر بشن ضربات عسكرية من دون موافقة الكونغرس»، وهو ما يعيد إلى الواجهة الجدل الدستوري حول صلاحيات إعلان الحرب. وفي تل أبيب، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع «القناة 14»، أمس، إن «كل ما تقوم به إسرائيل الآن يزعزع حكم المرشد الإيراني علي خامنئي»، مشيراً إلى أن «الحملة العسكرية قلبت الموازين خلال خمسة أيام، وفتحت طريقاً جوياً إلى إيران».

 

وأضاف أن قواته «دمّرت مستودعات إنتاج صواريخ إيرانية»، وأن «البرنامج الإيراني كان يهدف إلى إنتاج 22 ألف صاروخ في ست سنوات»، أي ما يعادل «قنبلتين نوويتين»، بحسب زعمه. وفي السياق نفسه، أقرّ رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بأن «العملية ضد إيران لن تكتمل من دون استهداف منشأة فوردو»، لكنه أشار إلى أن «مشاركة الولايات المتحدة لم تُحسم بعد، وأن تل أبيب لا ترغب في الظهور كمن يدفع واشنطن إلى الحرب».

 

وعلى الصعيد العسكري، أفادت تقارير صحافية متطابقة بأن الولايات المتحدة عزّزت وجودها في المنطقة، حيث جرى نشر قاذفات استراتيجية في قاعدة دييغو غارسيا وقاعدة قطر، في حين تمّ إنشاء «قوة مهام» في وزارة الخارجية الأميركية لمساعدة المواطنين الأميركيين في الشرق الأوسط، في ما يعكس تحضيراً أميركياً لاحتمال اندلاع مواجهة واسعة مع إيران. وفي الكيان، كشفت تقارير إسرائيلية عن حجم التحديات الميدانية، إذ تحدّثت «هيئة البث الإسرائيلية» عن «إصابة 1800 شخص نتيجة الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل»، في حين أشارت «القناة 12» إلى أن «أكثر من نصف الإسرائيليين يفتقرون إلى غرف محصّنة، وأن نسبة الغياب عن العمل قد تتجاوز 75% بسبب الأوضاع الطارئة».

 

في المقابل، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني أن الهجمات على إسرائيل ستتواصل ضمن عملية «الوعد الصادق 3»، التي استهدفت في موجتها العاشرة، مساء أمس، «القواعد الجوية التي استُخدمت في تنفيذ ضربات ضد إيران». كما أعلنت إيران إسقاط عشرات المُسيّرات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، واعتقال عملاء لإسرائيل في محافظة زنجان، إضافةً إلى تصدّي فرق الأمن السيبراني الإيراني لهجمات رقمية وصفتها بـ«الواسعة».

 

وعلى ضوء ما تقدّم، تبدو إدارة ترامب مستعجلة لحسم المواجهة عبر تحقيق «إنجاز نوعي» يتمثّل في إنهاء «البرنامج النووي الإيراني»، إمّا عبر اتفاق تفاوضي في اللحظة الأخيرة، وهو احتمال ضعيف حالياً، أو من خلال ضربة عسكرية مركّزة تطاول منشأة فوردو. لكن تبدو معضلة واشنطن الكبرى الآن، متمثّلة بنوعية الردّ الإيراني المحتمل على أي هجوم أميركي مباشر؛ إذ تخشى إدارة ترامب من أن يؤدّي ردّ قاسٍ إلى تورط الولايات المتحدة في معركة طويلة ومكلفة، سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي، فضلاً عن تداعيات محتملة على وضعية الرئيس في الداخل.

 

ومن هنا، يُقرأ تصعيد ترامب تجاه المرشد الإيراني، السيد علي الخامنئي، وتلويحه باغتياله، كمحاولة ردعية هدفها الحؤول دون ردّ إيراني واسع النطاق، في حال هاجمت الولايات المتحدة إيران. وفي محاولة للإجابة عن السؤال الكبير حول الردّ الإيراني المتوقّع، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، إشارتهم الى أن «إيران أعدّت صواريخ لضرب القواعد الأميركية في الشرق الأوسط إذا انضمّت واشنطن إلى الحرب». واحتمل هؤلاء أن «تبدأ إيران بزرع ألغام في مضيق هرمز لمحاصرة السفن الأميركية، في حال وقع هجوم أميركي».

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نتنياهو يؤيدها… “أكسيوس”: ترامب غير مقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران

  أدى النجاح المذهل للمرحلة الأولى من حرب إسرائيل في إيران إلى سيطرة سلاح الجو الإسرائيلي بشكل كامل على الأجواء فوق طهران، ودفع قادته إلى ...