القاهرة | على الرغم من الاتفاق على «إنهاء الحرب» على قطاع غزة، تستمرّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي في المناورة، وهذه المرّة من خلال التلاعب بكشوفات أسماء الأسرى المنويّ تحريرهم؛ إذ إن ثمة تعديلات أدخلتها تل أبيب على القوائم في اللحظات الأخيرة، في وقت ترفض فيه إدراج بعض ممَّن اتُّفق على الإفراج عنهم، وتستبعد الأسرى المحسوبين على «منظمة التحرير الفلسطينية».
ووفقاً لمسؤول مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن إسرائيل تسعى من وراء التعديل المتكرّر لقوائم الأسرى، إلى عرقلة مسار المصالحة الذي أبلغت القاهرة، واشنطن بإطلاقه، في محاولة لتوحيد المرجعية التفاوضية الفلسطينية. ولفت المسؤول إلى أن مصر، طلبت من «منظمة التحرير» والفصائل، «التغاضي عن بعض الأمور»، نظراً إلى «الضمانات» التي جرى الحصول عليها من جانب الإدارة الأميركية، بما سيسمح بإطلاق سراح عدد آخر من الأسرى قريباً، مشيراً إلى أن جزءاً من التعنّت الإسرائيلي لجهة أسماء بعض القيادات، سببه الخشية من تكرار سيناريو الإفراج عن يحيى السنوار في «صفقة شاليط».
مع ذلك، يبدو أن الأسرى الإسرائيليين الـ20 الأحياء، بالإضافة إلى عدد من القتلى الذين تعرف الفصائل أماكن دفنهم، سيعودون إلى تل أبيب الإثنين، في وقت اتُّفق فيه على تأجيل عودة السكان إلى مناطقهم، إلى حين الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. وبينما تواصلت اللقاءات في شرم الشيخ، تحضيراً لمناقشة المرحلة الثانية من خطّة دونالد ترامب، عُلم أن عدداً من الاجتماعات ستُعقد في القاهرة اعتباراً من الثلاثاء المقبل، من بينها لقاءات بين ممثّلي الفصائل الفلسطينية، وأخرى مع الوفود الإسرائيلية، وستبحث مسائل «اليوم التالي»، بما في ذلك ملفّ إعادة الإعمار، الذي تريد أميركا وإسرائيل إدارته بصورة تمنع بناء «أي أنفاق أو مخابئ سرّية».
وذكر مسؤول مصري، لـ»الأخبار»، أن المناقشات حول إعادة الإعمار، ستشهد حضور جاريد كوشنر باعتباره ممثّل الإدارة الأميركية، مشيراً إلى أن «وجود الأخير سيشكّل ضمانة بعدم تكرار تل أبيب محاولة التوغل البري في القطاع». ولفت المسؤول إلى أنه «جرى الاستقرار على جزء كبير من تفاصيل عملية إعادة تشغيل معبر رفح»، وأن الاتفاق الجاري العمل عليه، يتضمّن الكثير من الأمور التفصيلية، حتى لو لم تكن مكتوبة ومُعلنة أمام الرأي العام. وفي هذا الإطار، يُرتقب وصول بعثة الاتحاد الأوروبي إلى القاهرة، الأسبوع المقبل، للعمل على تقديم المساعدة عند معبر رفح، وذلك استناداً إلى الاتفاقات السابقة لتشغيل المعبر، الذي سيُسمح بعمله في الاتجاهَين.
وعلى صعيد الترتيبات لزيارة الرئيس الأميركي إلى القاهرة، والمُرتقبة الإثنين المقبل، يسعى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى حشد أكبر عدد من القادة الأوروبيين ليحضروا توقيع الاتفاق، بمشاركة ترامب. وفي حال دعوة نتنياهو، سيكون الأخير أول رئيس حكومة إسرائيلية يزور العاصمة المصرية منذ عام 2011. ووفقاً لمصدر في الرئاسة، فإن عدداً من المسؤولين الأوروبيين يبدون رغبتهم في الحضور، ومن بين هؤلاء الرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني، والمستشار الألماني، وإن السيسي يريد تحويل التوقيع إلى أجواء احتفالية، في محاولة لمنع الحكومة الإسرائيلية من إبطال الاتفاق في المستقبل القريب.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار