فادية مجد:
على الرغم من البهجة التي يبعثها قدوم العيد والتحضيرات التي كانت تجري لاستقباله من قبل أهالي محافظة طرطوس، إلا أن مظاهر الفرح قد قلّت عند الكثير من العوائل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.. في المقابل ولرسم بسمة على وجوه الأطفال حرص البعض على تجهيز صنف من الحلويات في المنازل.
“الثورة” استطلعت عدداً من الآراء عن تحضيرات حلوى العيد، ويقول أبو علي: لدينا ثلاثة أطفال، هم سر سعادتنا في الحياة، ولم نتمكن من شراء ملابس جديدة لهم، ولهذا أحببنا أن نرسم فرحة العيد على وجوههم، وكلنا أمل بأن تتحسن الأوضاع الاقتصادية، والأهم من ذلك عودة الأمان الذي نطلبه على الدوام.
تكلفة أقل
وأشار إلى أنه قام مع زوجته الموظفة بالتجهيز لصنع ثلاثة كيلو من المعمول، قسم منها بجوز كما يحب أولادنا، والقسم الآخر معمول بالتمر، وكلفنا ذلك التالي، السكر المطحون والعادي بـ٢٠ ألفاً، الطحين بـ٢٠ ألفاً، والسمنة بـ٦٠ألفاً، السميد بـ١٥ ألفاً، أما الجوز فبلغ سعره ٥٠ ألفاً، والتمر بعشرين ألف ليرة لتبلغ القيمة الإجمالية ٢٠٠ ألف ليرة، لافتاً إلى أن حلويات المنزل ولو كلفت قليلاً تبقى أقل سعراً من الحلويات الجاهزة، وأكثر نظافة وبركة.
أغلب من التقينا بهم أجمعوا على أن أسعار الحلويات الجاهزة مرتفعة، ولهذا لن يقوموا بشرائها.
طقوس مبهجة
من جهته أبو أحمد، وهو من أبناء مدينة حلب الذين يعيشون في مدينة طرطوس، قال: اعتدنا على تحضير معمول العيد منذ سنوات، ومازلنا على عاداتنا، فتحضير الحلويات بالبيت مع روائح خبزها هي من ضمن الطقوس الجميلة والمبهجة لقدوم العيد.
وعن أسعار مواد المعمول ذكر أنه وصل سعر كيلو الجوز إلى ٦٥ ألفاً، فيما بلغ سعر كل من كيلو الطحين والسميد بين 6 و7 آلاف ليرة، وبالنسبة للسمن النباتي بلغ سعره وسطياً بين ٤٠ إلى ٥٠ ألفاً، حسب النوع، أما السمن الحيواني في حدود مئة ألف ليرة، مشيراً إلى أنه سوف يشتري أربعة كيلو طحين مع ٢ كيلو جوز وكيلو تمر بشكل تقريبي، وسوف تبلغ تكلفة الكيلو الواحد بشكل وسطي خمسين ألف ليرة من دون حساب الغاز والتعب في تحضيره.
مهارات
في المقابل نجد أن غلاء المعيشة دفع عدداً من السيدات وخاصة (ربات المنازل) إلى تدبير عدة طرق للتحايل على المتطلبات المعيشية، معتمدات على مهاراتهن بصنع الحلويات المنزلية لتلبية طلبات عدد من الزبائن إثر ارتفاع أسعار بعض أنواع الحلويات الجاهزة إلى مستويات عالية، والتي جعلت بعض السيدات وخاصة الموظفات منهن يلجأن إلى طلب الحلويات منزلية الصنع لتقديمها في مناسبات العيد، وهذا الأمر كان فيه فائدة لكلا الطرفين، من تقوم بصنع الحلويات المنزلية، حيث أمنت مصدر دخل لها، وساعدت عائلات ثانية في تجهيز حلويات بأسعار أخفض من الحلويات الجاهزة في المحالّ التجارية.
(أخبار سوريا الوطن ٢-الثورة)