آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » تحولاتٌ استراتيجيةٌ في الأفق

تحولاتٌ استراتيجيةٌ في الأفق

 

 

كتب د.مختار

 

يمكنُ للمتابعِ بسهولةٍ أن يلحظَ حصولَ تحولين استراتيجيين فرضَتهما الحر.ب على غ.زَّ.ة.

الأولُ تخبّطٌ غيرُ مسبوقٍ لدى قادةِ الك.يانِ، والثاني التحوّلُ في منهجيةِ التفكيرِ الغربي…!

 

التحوّلُ الاستراتيجي الأولُ

 

خلافاتٌ وتخبطٌ وتناقضٌ وفقدانٌ للرؤيةِ، غير مسبوق داخلَ الك.يانِ تظهرُه التصريحاتُ التي انتقلَت من السرِّ إلى العلنِ على وسائلِ الإعلام.

 

فوزيرُ الد.فاعِ غا.لانت يقولُ: “سأعارضُ أيَّ حكمٍ عس.كري لقطاعِ غ.زّ.ةَ لأنَّه سيكونُ دمو.ياً ومكلفاً وسيستمرُّ أعواماً”.

 

سمو.تير.تش وزيرُ الأ.منِ طالبَ: “بإقالةِ غا.لانت على خلفيةِ هذا التصريح”.

بن غفير طالبَ بتغييرِ وزيرِ الد.فاعِ على خلفيةِ تصريحِه هذا.

بيني غا.نتس يدعمُ موقفَ وزيرِ الد.فاع.

زعيمُ المعارضةِ يا.ئير لا.بيد يقولُ: “حكومةُ نتن. يا.هو فقدَت شرعيتَها.

 

وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيةِ أنطوني بلينكن: لا نؤيدُ ولا ندعمُ إعادةَ الحكمِ “الإ.سر.ائيلي” لغ.زّ.ةَ.

 

نتن. ياهو يرفضُ أيَّ سلطةٍ ل.ح.ما.س أو أيَّ سلطةٍ لفتح بغ.زّ.ةَ، فهو يريدُ حكمَ غ.زّ.ةَ عس.كرياً.

 

إذاً النتيجةُ فشلٌ وتخبّطٌ لجميعِ القادةِ “الإ.سر.ائيليين”، والوصول إلى طريقٍ مسدودٍ، والثابتُ الوحيدُ هو استمرارُ اله.جومِ والق.تلِ والتد.ميرِ والته.جيرِ، والم.قا.ومةُ صامدةٌ وتردُّ وتكبّدُهم خ.سائرَ فادحة.

 

الكلُّ يبحثُ عن حلّ.

والحلُّ كما نرى ستقرّرُه الم.قا.ومةُ ويجبُ أن يكونَ بمقاربةٍ وطنيةٍ تتوافقُ عليها كلُّ الفصائلِ الفل.سطينية.

 

 وعلى الصعيدِ الدولي العالمُ بأثرِه يقفُ ضدَّ العنجهيةِ الص.هيو.نيةِ بقيادةِ النتن. يا.هو.

 

فالمظا.هراتُ تملأُ ساحاتِ جامعاتِ العالمِ، وفي الداخلِ “الإ.سر.ائيلي” المتظا.هرون بأعدادٍ غيرِ مسبوقةٍ ضدَّ النتن وحكومتِه.

 

وعنوانُ المرحلةِ عدمُ قدرةِ الك.يانِ على إخفاءِ خسا.ئرِه الفا.دحةِ في صفوفِ الج.يشِ، وعدمُ السيطرةِ، فكلما دخلوا منطقةً وخرجوا منها عادَت الم.قا.ومةُ وسيطرَت عليها.

 

والك.يانُ يزدادُ تخبطاً سياسياً وعس.كرياً، ويهربُ إلى الأمامِ بزيادةِ الق.صفِ والق.تلِ والد.مارِ، وزيادةِ تعريةِ نفسِه على حقيقتِه أمامَ أعينِ العالم.

 

كلُّ هذا لن يمرَّ مرورَ الكرامِ مستقبلاً، فالصورةُ التي رسمَها الك.يانُ لنفسِه تشظَّت إلى غير رجعة، وهذا سيكونُ له تداعياتٌ لصالحِ الحقوقِ العربية.

 

فهذه الحقائقُ كانت مغيبةً عن عقولِ الغربِ أو غالبيتُهم كانوا مغيّبين عنها، واكتشفوها بعد ما شاهدوا بأمِّ العينِ ما يحصلُ في غ.زّ.ةَ، وهذه الصورُ لن تمحى من ذاكرتِهم بسهولةٍ وستكونُ أساسَ التحوّل.

 

التحوّلُ الاستراتيجي الثاني

 

أين يكمنُ سرُّ هذا التحولِ…؟

من يتابع الصحافةَ الغربيةَ يدرك أنَّ النمطَ التقليدي الذي كان سائداً بمتابعةِ المواطنِ الغربي لوسائلِ الإعلامِ قبلَ انتشارِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، أنَّ كلَّ مواطنٍ له اهتمامٌ معينٌ أو اختصاصٌ معينٌ يتابعُه عبرَ وسيلةٍ إعلاميةٍ وليكن برنامجاً تلفزيونياً، فهو يفتحُ التلفزيونَ بتوقيتِ هذا البرنامجِ يتابعُه ويطفئُ التلفزيونَ ويتابعُ نشاطَه اليومي.

 

أو أن يكونَ اهتمامُه أن يتابعَ صحيفةً معينةً مثلاً، وضمنَ هذه الصحيفةِ يتابعُ صفحةً محددةً، وضمنَ الصفحةِ يتابعُ عموداً أو زاويةً يكتبُ بها أحدُ الإعلاميين المخضرمين، فيصبحُ هذا المتابعُ مع الوقتِ واثقاً بهذا الإعلامي الذي أصبحَ يفكرُ له ويقدمُ له المعلومةَ مع التحليلِ والاستنتاجِ كما يريدُ، فيكبِّرُ الصغيرةَ، ويصغِّرُ الكبيرةَ، ويتعاطفُ مع الجاني ويدينُ الضحيةَ، أو العكسُ بحسبِ مصلحةِ الجهةِ التي يعملُ لصالحِها هذا الإعلامي.

 

ومعروفٌ أنَّ من يسيطرُ على وسائلِ الإعلامِ الغربيةِ هي المؤسساتُ الص.هيو.نيةُ، ومعروفٌ لمصلحةِ من تعمل، فيصبح هذا المتابعُ ليس لديه خيارٌ إلا التصديقَ، وليس لديه فرصةٌ للتدقيقِ وكشفِ الحقيقةِ.

 

وهذا ينطبقُ على وسائلِ الإعلامِ الغربيةِ كلِّها فهي مسيطرٌ عليها وتسوِّقُ لقضيةِ المظ.لو.ميةِ الي.هو.د.يةِ، وأنَّ الك.يانَ واحةُ الديمقراطيةِ بالشرقِ وواحةُ السلامِ، ومن حولِها مجموعاتٌ من المتخلفين والإ.ر.ها.بيين. فقضيةُ الت.طهيرِ العر.قي والته.جيرِ القسري التي مارسوها منذ عامِ 1948م كانت مغيبةً تماماً وظهرَت الآن بعد إخفائِها 75 سنة، وكانت سائدةً روايةُ أرضٍ بلا.شعبٍ، لشعبٍ بلا.أرضٍ، وروايةُ أنَّ الفل.سطينيين غادروا فل.سطينَ من تلقاءِ أنفسِهم، وكانت هذه السرديةُ معشعشةً في عقولِ مواطني الغربِ وغالبيتهم ليس لديهم أيُّ فكرةٍ عن الروايةِ الحقيقيةِ، ولم يكن لديهم القدرةُ على الوصولِ إلى الحقيقة.

 

أما الآن مع انتشارِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي فقد كان أولُ امتحانٍ لها هو كيفيةُ التعاطي مع الحر.بِ على غ.زّ.ةَ بعد أن وصلَتهم الصورةُ الحقيقيةُ، وكانت النتيجةُ رفضَ الظ.لمِ والخروجَ بالمظا.هراتِ تعبيراً عن هذا الرفضِ. 

فنمطُ التعاطي الإعلامي التقليدي الغربي بأن يفكروا للمواطنِ الذي تحدّثنا عنه لم يعد مجدياً، ولم يعد قادراً على أن يسيطرَ على المتابعين ويفكّرَ لهم، وينقلَ لهم الحدثَ كما يريد.

 

وهذا ماذا قصدتُ بأنَّ الحر.بَ على غ.زّ.ةَ وحجمَ الجر.ائمِ سيكونُ أساسَ التحوّلِ في تفكيرِ المواطنِ الغربي والبحث عن أساس القصة، وخاصةً جيلِ الشبابِ الذي لم يتمكن المعنيين من أدلجته بعد.

 

طبعاً هذا ليس إلا الخطوةَ الأولى، أو خطوةً متواضعةً على طريقِ التحوّلِ والتغييرِ، لكن المهمُّ أنَّها بدأت وأنَّها مبشرةٌ…

 

(سيرياهوم نيوز ٣-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دستور الحزب السوري القومي الاجتماعي: بين القومية/ الوطنية والعلمنة

صفية أنطون سعادة   انطلق أنطون سعادة حين أنشأ حزبه السوري القومي الاجتماعي في ثلاثينيات القرن الماضي، من مبدأ أساسي رئيسي ألا وهو إعادة لحمة ...