تزايد عدد الأشخاص ذوي الاعاقة كثيراً من جراء اضطهاد النظام البائد للشعب السوري وخاصةً من الأطفال، ومن باب إيلائهم الاهتمام الإنساني المطلوب، عملت جمعية البرّ والخدمات الاجتماعية منذ عام 2021 على افتتاح أربعة مراكز وخاصة برعاية وتأهيل وتدريب الأطفال ذوي الإعاقة العقلية والتوحد والمكفوفين.
وهي تتوزع وفق ما ذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس قاسم المسالمة لـ”الحرية” في كل من درعا وصيدا والشجرة وطفس، وتقدم الخدمة لنحو 140طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و 14، فيما تسعى الجمعية للتوسع بمثل تلك المراكز لتشمل كافة مناطق المحافظة حتى تتاح الخدمة لكل أطفال ذوي الإعاقة، من تدريب وتعليم وتأهيل تمكنهم بعد التخرج من أن يشقوا طريقهم بالحياة معتمدين على أنفسهم، ويصبحوا فاعلين في المجتمع ومنتجين لا عالةً عليه.
المسالمة: افتتاح أربعة مراكز رعاية وسعي للمزيد
رعاية صحية ومعونة
ولفت إلى أنه يجري أيضاً تقديم الرعاية الصحية للأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم عن طريق المركز الصحي الموجود في الجمعية، فيما يزور الأطباء المتطوعون لديها مراكز رعاية ذوي الإعاقة بشكل دوري لمتابعة حالة الأطفال الصحية مع تقديم الدواء مجاناً لهم في حال الحاجة، وتخصص الجمعية معونة شهرية للأطفال المكفوفين بشكل دائم، إضافةً لتقديم الدعم النفسي والاستشارات النفسية للأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، وتنظيم دورات خاصة بأمهاتهم تدور حول كيفية التعامل مع الأطفال، مع الإشارة إلى أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل لا تتدخر جهداً في متابعة مراكز الرعاية وتقديم الدعم المتاح لها.

تدريب وتأهيل
ومن جهته ذكر المدرب في المراكز المذكورة الأستاذ عصام الحراكي لـ”الحرية”، أن مشروع الرعاية هو قسم من المشروع التعليمي الذي تقوم به جمعية البر بالتعاون مع اليونيسف، ويتم بالبداية تشخيص حالة الأطفال وتحديد مستوى الإعاقة ومن ثم البدء بتدريبهم وتأهيلهم وفق برنامج (بورتج)، حتى وصولهم لمرحلة الاعتماد على أنفسهم، وتعليمهم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأربعة، ومن ثم دمجهم بالمجتمع ومتابعة تعليمهم بالمدارس الدامجة في وزارة التربية في حال توافق عمرهم بالمسموح لدى الوزارة، وإن كانوا تجاوزوا العمر المسموح يتم توجيههم لتعلم مهن تناسب حالة الإعاقة.
الحراكي: استهدافهم بالتأهيل والدمج بالمجتمع والالتحاق بالمدارس
التعليم عن بعد
وتطرق إلى البدء هذا العام بخطوة جديدة، ولا سيما التعليم عن بعد عبر (الأون لاين ) لتعليم الطلاب ومتابعتهم بعد الدوام الرسمي في منازلهم، وذلك بهدف الوصول لأكبر عدد من الأطفال الذين لا تستطيع أسرهم تحمل نفقات انتقالهم إلى أماكن المراكز، وتعتبر هذه التجربة الأولى على مستوى سوريا وحتى الوطن العربي، علماً أنه يتخرج كل عام أعداد ليست بقليلة من أطفال ذوي الإعاقة، وكما ذكر سابقاً يتم دمجهم بالتعليم الرسمي، وللعلم فقد وصلت طفلتان اثنتان من ذوات الإعاقة العقلية (الداون) إلى الصف السابع، أما بالنسبة للأطفال المكفوفين تعمل كوادر الجمعية على تعليمهم القراءة والكتابة والحساب واللغة الإنكليزية والعلوم بطريقة (لغة برايل)، وتم دمج عدد منهم بالتعليم الرسمي وحصلوا على شهادة التعليم الأساسي، وبعضهم على شهادة التعليم الثانوي.
النهوض بالكوادر
وبيّن أنه بالتوازي، تدرب الجمعية معلمات الرعاية بشكل مستمر، حيث خضعن لدورات حول أنواع الإعاقة ودمج الإعاقة وصعوبات التعلم، وكذلك دورات دعم نفسي ورعاية ذاتية وحول تطبيق برنامج (البورتج)، وكذلك دورات التعلم النشط والتواصل اللا عنيف.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
syriahomenews أخبار سورية الوطن
