تحوّل شوارعنا إلى أنهار ..ما الحل ؟

*خالد فهد حيدر

لم يستغرق توقفي أكثر من نصف ساعة قرب الرصيف في احد شوارع مدينة بانياس حتى عجزت ان أصعد إلى سيارتي رغم توقف المطر و إذا قلت ان سماكة المياه المتدفقة بضع سنتيمترات منحدرة من اتجاه مبنى المالية الجديد فإنني لا أبالغ و تمتد إلى أمتار لتصل في بعض المواقع من الرصيف إلى الرصيف مشكّلة بحيرات مؤذية للناس و للبنية التحتية للمدينة من هاتف و تأثر الاسفلت و سوى ذلك مؤكد أن البلديات تبذل جهودً جبارة و تدفع حتى بعمالها وسط كل المخاطر لكن لم أر بلدية تسعى إلى حل مشكلة الأمطار بصورة مستدامة بحيث مهما كانت غزارة الهطول يكون لدينا ما يسمح باستيعابها وصولا إلى المصب بالبحر كما عندنا في بانياس و المدن الساحلية او في بحيرات صناعية يمكن تحويل مياهها من نقمة إلى فرصة كما في البحيرة العملاقة التي تم استحداثها في طهران العاصمة الإيرانية مرة أخرى و لن تكون الأخيرة اكتب عن زيارتي لمدينة طهران هذه المدينة التي يعني اسمها ( تحت الأرض ) لموقعها في أسفل جبل مرتفع و تتدفق مياه السماء و الجبال المحيطة إلى طهران و قد شهدت بأم عيني ان السماء امطرت بغزارة شديدة و كنا على ارتفاع كبير في احد المنتزهات في منطقة مرتفعة و امتد الهطول قرابة الساعتين لنزل بعدها إلى طهران و لندهش بأننا بالكاد نعثر على بقعة ماء ..يومها تساءلت عن السر لأكتشف بأن ثمة معبر مكشوف يلازم كل حجارة الأرصفة على الجانبين و لأعلم لاحقا قصة البحيرة الصناعية الكبيرة التي تحولت فيها مياه الأمطار إلى نعمة و عندما زرت أصفهان و مشهد و قم و هي كبرى مدن طهران وجدت ذات الحل لمشكلة مياه الأمطار اليوم في مدينتي بانياس الشوارع في غالبتها جداول غزيرة إن لم نقل أنهار و إمكانية قطع الطريق من جهة إلى أخرى مستحيلة في الكثير من المقاطع و خلال تجوالي على الكورنيش رأيت اندفاع المياه من إحدى الفتحات قرابة المتر الواحد ( بعد استراحة عابدين ) إن عدم التصدي لهذه المشكلة سيؤدي حتما إلى تكرار مآسي شهدتها مدينتي و مدن أخرى تسببت بخسائر كبيرة جداً

(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب19-12-2021)