*سعاد سليمان
شدة الحر , وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طوال يجعل من الجلوس في البيوت عقابا لسكان مدينة طرطوس حيث الرطوبة الشديدة التي قد تمنعك من التنفس .. لذلك يلجأ معظم سكان المدينة , وكل حسب حظه , وإمكانياته .. البعض يعيش على الشرفات يأكل , ويستضيف الناس , وقد ينام .. لا يهمه الحشرات , ولا حتى السحالي والفئران – الصديقة للبيئة – حسب آراء البعض !!! ومن لا يملك شرفة يجلس على رصيف الشارع , وقد حوله إلى غرفة جلوس بل غرفة ضيوف .. تجمعات , وأركيلة , ومتة ..وضحكات رغم الهم من غلاء الأسعار !! حين يخف وهج الشمس يتجه الناس إلى الحدائق , وكورنيش البحر .. عن الفقراء أحكي .. أما من يملك شاليها , أو مالا فله الدنيا بما وسعت .. هكذا يراه الفقير في صيف طرطوس الحار الدبق .. المهم .. أن معظم الناس وعند وصولهم إلى البحر ينزلون في مياهه بعضهم بملابسهم , بأحذيتهم , كيفما أرادوا .. إذ لا حسيب ولا رقيب .. رغم وجود لوحة تذكَر بأن المكان ليس للسباحة … – غير مخصص للسباحة – جيران البحر يسهرون معه , وفيه , وحتى ساعات متأخرة من الليل .. بعضهم يفضل زيارته صباحا .. صيفا , وشتاء .. هم ضيوف بل أهل دار . كورنيش البحر الذي يعتبر مثالا في التصميم , والاشادة لشارع سياحي بامتياز يشهد اليوم تخريبا , وإهمالا من رواده أولا , ومن أصحاب الشأن في طرطوس وخاصة بمجلس المدينة. القمامة منتشرة في كل مكان .. وحيث يوجد الانسان .. حتى أن بعض الأماكن تحولت إلى مكب – من جهته الشرقية طبعاً.. تكسير ممنهج للمقاعد .. والأسباب معروفة .. البحيرة التي تغنوا بإحيائها السنة الفائتة – الدوَار – وسط الشارع مقابل مشوار – هي اليوم مهجورة وتبدو عجوزا مهترئة .. مثلها مثل معظم الساحات في المدينة – الدوار- باستثناء دوار صالح العلي لأهمية موقعه .. دوارات منسية وغير مرئية ..ولا أحكي عن دوار الدواليب أبدا !!! على الكورنيش البحري .. الأدراج مكسرة , ولا عين ترى , أو تلمح .. في الشارع الواسع السياحي الجميل سوق للسمك لا حاجة لمن يدلك عليه .. الرائحة النتنة توصلك , وأنت مغمّض العينين !!! تمثال كان في مرحلة سابقة للزينة بات ينام عند الأرجل , وتتجمع حوله القمامة .. أعتقد أنه لم تره عين , ولا سمعت بتأوهه أذن ! ننشر مع هذا المقال الحزين صوراً هي دليل صدقنا , ومبعث ألم لصاحب ضمير , وصيحة لإحياء الضمير النائم .. أما الموتى فلا يسمعون … مع الاصرار على أهمية العودة لتربية تبدأ بالمدرسة منذ الطفولة .. وتعليم لاحترام بلدنا قبل تعلم الحرف .
(خاص بموقع سيرياهوم نيوز2-7-2021)







