آخر الأخبار
الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » تخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً: دراسة صينية تكشف تأثيراته على صحة القلب والكولسترول

تخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً: دراسة صينية تكشف تأثيراته على صحة القلب والكولسترول

أظهرت دراسة جديدة أجريت في جامعة فودان بشنغهاي، الصين، أن تخطي وجبة الفطور أو تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يرتبط بتغيرات ضارة في مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية على المدى الطويل، وهو ما قد يزيد من مخاطر أمراض القلب.

وأوضح الدكتور شيانغ جاو، مؤلف الدراسة وأستاذ وعميد معهد التغذية، أن البحث ركز على التأثيرات الفردية والمشتركة لتخطي الفطور وتناول الطعام ليلاً، وهي جوانب لم يتم دراستها بشكل كافٍ سابقاً. بدوره، أكد الدكتور جون بوستروم، أستاذ مساعد في طب القلب بجامعة بوسطن، أن الدراسة تقدم دليلاً على التأثير السلبي المحتمل لهذه العادات، خصوصاً لدى من لديهم عوامل خطر إضافية لأمراض القلب.

منهجية الدراسة ونتائجها

نشرت الدراسة في مجلة American Journal of Clinical Nutrition، وشملت أكثر من 30 ألف بالغ صيني في منتصف العمر، تم تتبعهم لمدة أربع سنوات. جميع المشاركين كانوا في البداية بصحة جيدة، دون أمراض قلب أو سرطان أو مشاكل في الدهون.

استُطلع المشاركون حول عاداتهم الغذائية في الصباح والمساء، وفُحصت مستويات الدهون في الدم ثلاث مرات خلال فترة الدراسة لتحديد التغيرات السنوية في:

الكولسترول الضار (LDL)

الكولسترول الجيد (HDL)

الكولسترول الكلي

الدهون الثلاثية

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين غالباً ما يتخطون الفطور أو يتناولون الطعام متأخراً ليلاً شهدوا زيادة سنوية طفيفة في الكولسترول الضار، مع ارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض الكولسترول الجيد. وكانت هذه التأثيرات أقوى لدى النساء، والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ومن لا يمارسون النشاط البدني بانتظام.

لماذا يؤثر توقيت الوجبات على صحة القلب؟

يرتبط مفهوم “التغذية الزمنية” (Chrononutrition) بتأثير توقيت تناول الطعام على الأيض والصحة العامة. تشير الدراسات إلى أن تخطي الفطور يعطل الإيقاع اليومي للجسم (circadian rhythm)، ما يقلل حساسية الإنسولين ويزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

كما أوضح الدكتور برنارد سرور من المعهد الفرنسي للزراعة والغذاء، أن الجسم يكون أكثر حساسية للإنسولين صباحاً وأقل مقاومة له، بينما يصبح تناول الطعام ليلاً أقل تحملاً للغلوكوز، إذ أن الإنسان كائن نهاري بطبيعته. ويؤدي تناول وجبات كبيرة ليلاً إلى تأخير إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، ما يعيق عمليات الأيض الطبيعية.

حدود الدراسة

أشار الباحثون إلى بعض القيود، مثل اعتماد استبيانات المشاركين الذاتية حول عاداتهم الغذائية، والتي قد تؤثر على دقة النتائج. كما أن الدراسة ركزت على السكان الصينيين، وقد تختلف النتائج في مناطق أخرى. وأوضح الدكتور بوستروم أن التغير في مستويات الدهون كان طفيفاً نسبياً، لكنه يظل دليلاً على الاتجاه العام لتأثير عادات الوجبات على الكولسترول.

نصائح للحفاظ على توقيت وجبات صحي

رغم أن تخطي الفطور أو تناول العشاء المتأخر بين الحين والآخر ليس ضاراً بشكل فوري، يحذر الخبراء من جعل هذه العادات نمطاً يومياً. ومن بين التوصيات:

تناول وجبة الفطور بانتظام خلال الساعات الأولى من الاستيقاظ.

تجنب تناول الطعام قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.

محاولة تناول الطعام في أوقات ثابتة يومياً.

زيادة النشاط البدني في الأيام التي تتعرض فيها لاضطرابات غذائية.

الالتزام بنظام غذائي صحي غني بالفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، المكسرات، والأسماك، مع تقليل الأطعمة المصنعة، السكر، الصوديوم، والكحول.

توصلت الدراسة إلى أن تنظيم توقيت الوجبات يتجاوز مجرد تناول الطعام الصحي، فهو جزء أساسي من الحفاظ على صحة القلب والتمثيل الغذائي على المدى الطويل.

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكركم: فوائد صحية مذهلة مع تحذيرات مهمة

يُعرف الكركم منذ القدم بفوائده الصحية العديدة، بما في ذلك تقليل الالتهابات وتعزيز الصحة العامة، بفضل مركبه النشط الكركمين. ومع ذلك، ينصح الخبراء بمراعاة بعض ...