كسبت كل من السعودية وروسيا مليارات الدولارات من عائدات النفط الإضافية في الأشهر الأخيرة، على رغم ضخّهما كميات أقلّ، وذلك بفعل تخفيضات الإنتاج التي أدت تالياً إلى ارتفاع أسعار الخام، وفق ما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال». وتزامنت هذه الأرباح مع ارتفاع غير مسبوق في سعر النفط الخام الأميركي هذا العام.
وبحسب الصحيفة، فإنّه على الرغم من أنّ التخفيضات كانت استراتيجية «محفوفة بالمخاطر»، من الناحيتَين المالية والسياسية، إلّا أنّه من المرجّح أنها «تعطي ثمارها» بالنسبة إلى أهم بلدَين عضوَين في منظمة «أوبك+». ويرجّح توازياً أن ترتفع عائدات النفط في السعودية، خلال هذا الربع من العام، بنحو 30 مليون دولار يوميّاً، مقارنةً بالفترة الممتدة من نيسان إلى حزيران الماضيَين، وهي زيادة بنحو 5.7%، أو حوالى 2.6 مليار دولار، وفقاً لتحليل أجرته شركة «إنرجي آسبكتس» لتحليل البيانات. وتزامناً مع ذلك، تُظهر البيانات أن عائدات النفط الروسي قد تكون ارتفعت بنحو 2.8 مليار دولار.
وفي السياق، تنقل الصحيفة الأميركية نفسها عن عدد من المراقبين، قولهم إن «هذه النجاحات قد تدفع الكارتل إلى بحث فرض المزيد من القيود على الإمدادات العالمية في المستقبل».
سعر الخام الأميركي
توازياً مع ذلك، واصلت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي ارتفاعها المستمرّ منذ ثلاثة أشهر على التوالي، ممّا جعلها تصل إلى أعلى مستوى لها هذا العام. وبصورة أعمّ، فقد ارتفعت أسعار النفط الأميركي بنحو 17% منذ بداية العام، بحسب «وول ستريت جورنال»، علماً أنّ «القفزة» في الأسعار بدأت اعتباراً من تموز الماضي، أي في أعقاب تخفيضات الإنتاج التي قامت بها «أوبك+».
وعليه، استقرّت العقود الآجلة لتسليم تشرين الثاني عند 93.68 دولاراً للبرميل، بزيادة أكثر من 30% منذ حزيران. وارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» 2.59 دولار، بما يعادل 2.8%، إلى 96.55 دولاراً للبرميل عند التسوية، وتخطّت حاجز الـ97 دولاراً خلال جلسة أمس. كما قفزت العقود الآجلة لخام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي 3.29 دولار، أو 3.6%، إلى 93.68 دولاراً. وتجاوز أعلى مستوى في الجلسة الـ94 دولاراً.
يأتي هذا في وقت أظهرت بيانات حكومية أن مخزونات النفط الخام الأميركي انخفضت، الأسبوع الماضي، بنحو 2.2 مليون برميل، إلى 416.3 مليون برميل، وهو انخفاض أعلى بكثير من التوقّعات.
كذلك، انخفضت مخزونات الخام الأميركي في مركز التخزين الرئيسي في كاشينغ، في ولاية أوكلاهوما، 943 ألف برميل خلال الأسبوع، إلى ما دون 22 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ تموز 2022.
ويتزامن ذلك مع اقتراب المخزونات في كاشينغ من مستويات منخفضة قياسية، بسبب الطلب القوي على التكرير والتصدير، ممّا أثار المخاوف في شأن جودة النفط المتبقّي في المركز، وما إذا كان سينخفض إلى «ما دون الحدّ الأدنى لمستويات التشغيل».
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار