*معد عيسى
مليارا ليرة قيمة أسلاك الكهرباء النحاسية التي تم سرقتها من على أبراج الكهرباء في محافظة طرطوس مستغلين فترة الانقطاع الطويل للكهرباء، ولم تبق قرية إلا و غرقت بالظلام نتيجة سرقة الأسلاك ،ولكن الغريب في الأمر أن كل السرقات لم يتم ضبط أي منها رغم وجود الجهات المختصة والدوريات على الطرق وكل مداخل ومخارج ومداخل المدن و القرى .
مليارا ليرة كانت كافية لتبديل كافة مراكز التحويل التي أصبحت لا تحتمل الحمولات الكبيرة نتيجة تشغيل كافة الأجهزة الكهربائية خلال أوقات وصل التيار الكهربائي نتيجة الزمن الطويل لانقطاع الكهرباء وبالتالي استغلال ساعة الوصل للتيار .الشبكات الكهربائية أصبحت مشكلة حقيقية لكثير من المناطق نتيجة وجود عدة شبكات تعبر على جوانب الطرق وفي الأراضي الزراعية ، من توتر عال ومتوسط ومنخفض ، وهناك وحدات إدارية تعاني من وجود مخالفات تحت حبال التوتر العالي والمتوسط ، كما توجد عائلات محرومة من بناء منزل نتيجة مرور التيار الكهربائي في عقاراتها والمشكلة في تفاقم ، ولكم أن تقدروا حجم العقارات التي تقع تحت حرم هذه الشبكات ، فالربط الكهربائي مثلا بين محطتي توليد محردة و بانياس أخرج مساحات كبيرة من الأراضي من إمكانية الاستثمار او البناء على جانب الطريق الممتد من بانياس إلى محردة ، وهناك مساحات أخرى على الجانب الآخر من الطريق معطلة بشبكات التوتر العالي و المتوسط و المنخفض ، وهناك كثير من الحرائق التي تم إلصاقها بالكهرباء ظلما نتيجة عبور شبكاتها في الغابات .كثير من دول العالم توجهت لمد شبكاتها عبر أنفاق وقنوات فحيدتها من الاعتداء وجمعت كافة الاستطاعات فيها و قللت الأضرار على الأراضي والعقارات ، كما حمت الشبكات من الاستجرار غير المشروع للكهرباء والسرقة .الأمر يحتاج لإمكانات مادية كبيرة ولكن يمكن البدء بتنفيذ كافة الشبكات الجديدة ضمن أنفاق وقنوات و حسب الإمكانات يتم استبدال الأبراج بأنفاق مع الإشارة أن كلفة بناء برج واحد تكفي لمد مسافة جيدة في الأنفاق و توفر الصيانات التي تتم على الأبراج وتقلل من تعرضها للصواعق والعوامل الجوية .كل المشاريع تبدأ بخطوة ، وهذا الأمر يجب أن يبدأ بالمشاريع الجديدة ويستكمل لاحقا بالشبكات القائمة .
الاعتداء على الشبكات الكهربائية، والأضرار التي تحدثها الشبكات الكهربائية يجب أن تأخذ طريقها إلى الحل ، كما يجب رفع إشارات الاستفهام عن عدم ضبط سرقة الأسلاك الكهربائية ولا سيما من خلال المحلات والمستودعات التي تتعامل بالمادة ، والجهات المختصة التي أثبتت عجزها وربما تؤكد تورط بعض ضعاف النفوس فيها بكل السرقات والاعتداءات التي وقعت على الشبكة الكهربائية.يبدو أن هناك تداخلا حصل بين شبكات الكهرباء وشبكات سرقة الأسلاك الكهربائية فتلاقى الحرمان مع الظلام على جبهة واحدة ضد المواطن .
(سيرياهوم نيوز-الثورة١٧-١٠-٢٠٢١)