راما ضوا-نجوى العلي
وسط حضور فني وثقافي وبين محبيه وطلبته افتتح الفنان التشكيلي أحمد خليل معرضه الفني في متحف طرطوس بعنوان “تراتيل الرحيل” الذي استوحاه من الظروف الصحية الصعبة التي يعانيها جراء إصابته بمرض السرطان.
وضم المعرض ما يقرب الـ 30 لوحة بألوان المائي والزيتي والأكريليك وتتنوع مواضيعها بين الفرح والطبيعة الخلابة بألوان زاهية وجذابة.
وأكد الفنان خليل بتصريح لسانا أن إصابته بالمرض أعطته مسؤولية كبيرة تجاه طلابه وأصدقائه ومحبيه وواجباً لإكمال رسالته فمن طبعه الإصرار والعناد بأي موقف يخص العمارة والفنون على حد تعبيره فأتت تراتيل الرحيل كموسيقا وليس كمأساة أو حزن.
وأوضح أنه بدأ منذ علمه بمرضه برسم اللوحات بإرادة وعزيمة متحدياً المرض لأنه لم يقبل الاعتراف بمرضه مشيراً إلى أنه اختار إقامة معرضه في متحف طرطوس على اعتباره من أكثر رواده مع طلابه الذين التزموا بنهجه في ثقافة الفن المعماري حتى وصلوا إلى مرحلة لا يماثلهم بها أحد.
وأوضح أن فكرة اللوحة تولد لديه وفق حالته الصحية التي يمر بها وتنفرد لوحة الضريح بلحظات شعر بها بدنو الموت منه فاستلهم الفكرة من ذلك.
وخلال مسيرته الفنية الطويلة لم يتبن الفنان خليل مدرسة فنية محددة فتنوعت أساليبه بين الكلاسيك والتجريد ورسم المنظر الطبيعي والبحر والقارب والطبيعة الصامتة والازهار بإحساس مرهف.
وعبر منذر رمضان رئيس اتحاد الحرفيين في طرطوس عن إعجابه الكبير بعزيمة وإصرار الفنان خليل رغم مرضه على الإبداع الذي ولد من رحم الألم كرسالة بأن الفنان لا يمكن أن يتوقف عن العطاء حتى آخر رمق في حياته لتبقى بصمته للأجيال القادمة منوهاً بدمج الفن مع المتحف.
ونقل ممثلو اتحاد الطلبة فرع طرطوس محبتهم للفنان خليل فتحدث الطالب محمد محفوض الذي يدرس في كلية الهندسة المعمارية وهو أحد تلامذته عن بصمة أستاذه وعمقها وطابعها الخلص المعروف لدى طلابه وأما الطالب رمضان إسكاف فوجد أن اللوحات تعكس عوالم الفنان وقد لفتته لوحات الطبيعة الخلابة.
وعبرت الفنانة التشكيلية سعاد سليمان محمد رئيس فرع اتحاد الفنانين في طرطوس عن شكرها للفنان خليل لحضوره الإنساني متجلياً بتبرعه بريع هذه اللوحات لمرضى السرطان.
ومن جهته اعتبر مروان حسن مدير الآثار بطرطوس أن إقامة نشاط فني في المتحف حالة استثنائية ومكملة وفكرة جميلة ومفيدة وخاصة خلال الظروف الراهنة للبلاد محققاً حالة تفاعلية بين الزائرين وفائدة قيمة لتنفيذه في هذه الفترة.
ورأت أمينة المتحف صبا عمران أن إقامة المعرض له أهمية من ارتباط الفن منذ أقدم العصور بالرسم على الجدران وتطور الفن عبر الزمن ليرتبط المكان بأهمية اللوحات وجمالها.
يشار إلى أن الفنان أحمد خليل من مواليد مدينة الدريكيش عام 1954 نشأ وترعرع في مدينة ازرع بدرعا وأقام معارض عدة ثم سافر إلى مصر لدراسة الفنون الجميلة وبعدها إلى ليبيا وأسس أول نقابة للفنون الجميلة فيها وحاز الكثير من الميداليات وشهادات التقدير المحلية والعالمية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا