محمد أحمد خبازي
بيَّنَ العديد من مزارعي التبغ في محافظة حماة لـ«الوطن»، أن إنتاجهم في الموسم الزراعي الحالي ضعيف، نتيجة غياب الدعم الحكومي بتأمين مستلزمات الإنتاج رغم التغني بهذا المحصول المهم، وارتفاع تكاليفها بالسوق السوداء.
وأوضح المزارعون أن التسعيرة التي حددتها الجهات المعنية للكيلو في هذا الموسم الزراعي 2023- 2024 غير مشجعة، وغير متناسبة مع تكاليف الإنتاج العالية.
وأكد أن العديد من المزارعين تحولوا إلى الزراعات البعلية القليلة التكاليف والعالية الإنتاج!.
ولفتوا إلى أن كلفة الكيلو الإنتاجية نحو 12 ألف ليرة، على حين سعَّرت الحكومة تسليمه للمؤسسة العامة للتبغ بناء على اقتراح وزارة الصناعة، بـ7500 ليرة للتنباك، وكيلو البرلي 7300 ليرة، كيلو الفرجينيا 8300 ليرة.
وكيلو البصما 10500 ليرة، والبريليب 9500 ليرة، وشك البنت 9500 ليرة، ومثله الكاتريني.
وذكروا أن التكاليف الكبيرة والأسعار المتدنية جعلت العديد من المزارعين يقلعون عن زراعة التبغ، خلال المواسم الماضية، وهو ما سيجعلهم يحجمون عن زراعته بالموسم المقبل!.
ومن جانبه كشف رئيس شعبة زراعة التبغ في الغاب عبد الرحمن بديع الفضل لـ«الوطن»، أن المساحة التي زرعت بالتبغ في الموسم الحالي 2023- 2024، نحو 4500 دونم إنتاجها المقدر نحو 500 طن، على حين كانت المساحة المزروعة بالموسم الزراعي الماضي 2022- 2023 نحو 10000 دونم وكان إنتاجها أكثر من 1000 طن.
وعزا تراجع زراعة هذا المحصول المهم إلى إحجام الفلاحين الذين يتكبدون في كل موسم خسارة محققة، نتيجة عدم تأمين مستلزمات الإنتاج من مازوت وأسمدة، والتكاليف العالية بالسوق السوداء، وشح المياه.
ومن جانبه ذكر رئيس شعبة زراعة التبغ بحماة يوسف المحمد لـ«الوطن»، أن المحصول جيد في حماة لهذا الموسم، ولكن معوقات الزراعة والإنتاج كثيرة، وأهمها عدم توافر المازوت والسماد، واضطرار المزارع لشرائها من السوق السوداء، حيث بلغ سعر كيس السماد فيها بين 700- 800 ألف ليرة.
وبيَّنَ أن المساحة التي زرعت بالتبغ في الموسم الحالي نحو 5200 دونم من أصل المساحة المرخصة 12000 دونم، وإنتاجها نحو 1000 طن، في حين كانت المساحة المزروعة بالموسم الماضي نحو 5000 دونم من أصل 12000 دونم المرخصة، وكان إنتاجها 900 طن.
بدوره أكد مدير الزراعة والبحث العلمي في المؤسسة العامة للتبغ أيمن قره فلاح لـ«الوطن»، أن المساحة التي زرعت بالتبغ للموسم الحالي 2023- 2024 في مجمل المحافظات بلغت نحو 20 ألف دونم فقط، وإنتاجها المقدر نحو 3000 طن، على حين كانت المساحة المزروعة بالموسم الزراعي الماضي نحو 33 ألف دونم، وكان إنتاجها 4.4 أطنان، وبنسبة انخفاض نحو 30 بالمئة!.
وعزا قره فلاح ذلك إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، وقلة المحروقات وعدم تأمين الأسمدة المصرفية التي تخصص للقمح.
وعن التسهيلات التي تقدمها المؤسسة لمزارعي التبغ لتشجيعهم على الزراعة، أوضح أن المؤسسة عملت خلال الموسم على تأمين كميات من الأسمدة الحُبيبيِّة والذوَّابة والأدوية الحشرية والفطرية، والخيطان والنايلون اللازم للمساكب، والخيوش اللازمة لعملية توضيب الإنتاج مجاناً، ونقله من تجمعات المزارعين إلى مستودعات التخزين بسياراتها وعلى نفقتها أيضاً.
وكل ذلك للمساهمة بتخفيف الأعباء المادية عن المزارعين، إضافة إلى الكادر الزراعي المنتشر بكل المناطق الزراعية ليشرف مباشرة على الحقول، ولتقديم البذار النقي والمعدل وراثياً المنتج ضمن دائرة الأبحاث في المؤسسة العامة للتبغ، وبسعر رمزي جداً.
وذكر قره فلاح أن المؤسسة تقدم الشتول الجاهزة للمزارعين الجدد الراغبين بزراعة التبغ بسعر التكلفة، أو للذين لم تنجح مساكبهم لسبب أو لآخر، كما تقدم الشتول مجاناً للمزارعين في حال حدوث كارثة طبيعية.
وفيما يتعلق بالأسعار بيَّن قره فلاح أنه في نهاية كل موسم شراء تُشكل لجنة تضم فنيي المؤسسة وممثلاً عن الاتحاد العام للفلاحين، وآخر عن وزارة الزراعة، تدرس كلف مستلزمات الإنتاج، وترفعها للجنة الاقتصادية عن طريق وزارة الصناعة ليتم تسعير المحصول وفق المتغيرات في أسعار مستلزمات الإنتاج.
وفي هذا العام صدر قرار زيادة للموسم 2023- 2024 بنسبة تتراوح بين 40- 60 بالمئة على مختلف الأصناف، ونتيجة زيادة الأسعار المتتالية زادت المؤسسة 1000 ليرة على سعر صنفي الإكسترا والممتاز، و500 على سعر الجيد والأول لكل الدرجات، كنوع من التشجيع للمزارع لتقديم تبوغ ذات مواصفات جيدة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن