آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » ترامب يراجع حساباته: لا نريد حرباً تجارية مع الصين

ترامب يراجع حساباته: لا نريد حرباً تجارية مع الصين

 

ريم هاني

 

 

بدأت الولايات المتحدة، على ما يبدو، إعادة التفكير بشأن المضي قدماً في شنّ حرب تجارية على الصين، الأمر الذي انعكس تغيراً واضحاً في نبرة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وسائر مسؤولي إدارته، في تصريحاتهم حول التعرفات الجمركية المفروضة على بكين، بينما تتمسك الأخيرة بموقفها المعلن منذ اليوم الأول من بدء حرب الرسوم الجمركية. وإذ قد تمهّد مواقف ترامب الأخيرة، والتي وصفها بعض المراقبين بـ«الأكثر منطقية»، الطريق أمام مفاوضات تجارية مع «الجمهورية الشعبية» في المدة المقبلة، يبقى التوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين، بعيد المنال.

 

وفي هذا السياق، أعلن ترامب، الثلاثاء، أنّه يعتزم أن يكون «لطيفاً جداً» مع الصين في أي محادثات تجارية، لافتاً إلى أنّ التعرفات الجمركية ستنخفض في حال تمكن البلدان من التوصل إلى اتفاق، وهو ما يمثل تراجعاً واضحاً عن موقفه الصارم السابق، في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق. وأكد ترامب أنّ التعرفات ستنخفض بشكل كبير، مشيراً، في المقابل، إلى أنّها لن تصل إلى «الصفر»، واصفاً التعرفة التي فرضها بقيمة 145% على الواردات الصينية بـ«المرتفعة جداً». كما رأى أنّه «لا حاجة إلى التعامل بخشونة» مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، متعهداً بألا يثير قضية «كوفيد – 19» خلال أي مباحثات قادمة، علماً أنّ البيت الأبيض أنشأ، أخيراً، موقعاً إلكترونياً يروج لكون الفيروس انطلق من مختبر في الصين، ما أثار ردود فعل غاضبة لدى صناع السياسة الصينيين.

 

وفي هذا الإطار، تنقل وكالة «بلومبرغ» عن إيليسيا غارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في «ناتيكسيس»، ومقره فرنسا، قولها إن «ترامب يشعر بالذعر بسبب التدهور في الأسواق واستمرار ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية»، وإنّه يحتاج، بالتالي، إلى التوصل إلى صفقة «وبسرعة»، بينما لا تحتاج الصين، في المقابل، إلى تقديم الكثير من التنازلات.

 

وكان وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، قد اعتبر، في قمة مغلقة لمجموعة من المستثمرين الثلاثاء، أنّ المواجهة الجمركية مع الصين لا يمكن أن تستمر، بل سيتعين على أكبر اقتصادين في العالم «إيجاد وسائل لتهدئة التصعيد». كما أكد الوزير الأميركي، خلال حدث استضافه بنك «جيه بي مورغان» في واشنطن، لم يكن مفتوحاً أمام الجمهور أو وسائل الإعلام، أنّ خفض التصعيد سيأتي في المستقبل القريب جداً، واصفاً الوضع الراهن بأنه «حصار تجاري»، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى «بلومبرغ». وطبقاً لبينست، فإنّ التوترات ستبدأ في الانخفاض خلال «الأشهر القادمة»، فيما سيتطلب التوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين مدة أطول، قد تصل إلى سنتين أو ثلاث، لا سيما أنّ المناقشات في هذا الاتجاه «لم تبدأ بعد».

 

اعتبر ترامب أنّه «لا حاجة إلى التعامل بخشونة» مع نظيره الصيني

 

وعقب تلميح ترامب، في غير محطة، إلى أنّ الولايات المتحدة «تتحدث» مع الصين بشأن التعرفات المتبادلة، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جياكون، أمس، أنّ موقف الصين بشأن حرب الرسوم الجمركية التي بدأتها الولايات المتحدة «واضح جداً»، مجدداً القول: «نحن لا نريد حرباً تجارية، ولكننا لسنا خائفين منها». وأردف: «إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقاً حل القضايا عبر الحوار والمفاوضات، فعليها أن تتوقف عن التهديد والابتزاز، وأن تنخرط في حوار مع الصين على أساس المساواة والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة».

 

وفي الصين، عقّبت وسائل الإعلام على مواقف واشنطن الأخيرة، بالإشارة إلى أنّ ترامب بدأ يتراجع بالفعل عن «مواقفه المتشددة»، فيما كان موضوع «تراجع الرئيس الأميركي الخائف»، من بين الموضوعات الأكثر تداولاً على موقع التواصل الاجتماعي الصيني «ويبو»، أمس. وبالمثل، تفاعلت بعض وسائل الإعلام الأميركية، بما في ذلك شبكة «سي أن أن»، مع تصريحات الإدارة الأميركية باعتبارها «نقطة تحول» في موقف ترامب، والذي شهد تصعيداً طوال المدة الماضية.

 

ومن جهتها، أفادت وكالة «بلومبرغ» بأنّ كل «من تحدثنا معهم في بكين يؤيدون بقوة رد الحكومة الصينية على الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها الولايات المتحدة، في تناقض كبير مع الحرب التجارية التي اندلعت في عامي 2018 و2019، أي عندما فضّل البعض المصالحة مع واشنطن»، مشيرة إلى أن «الناس أصبحوا يرون أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع الولايات المتحدة من دون الرد» على إجراءاتها.

 

وبالتزامن مع حديث الولايات المتحدة عن أنها في صدد التوصل إلى «اتفاقيات» تجارية مع حكومات حول العالم، كانت الصين تكثف، بدورها، في الأسابيع الأخيرة، اتصالاتها مع دول عدّة، مشددةً على ضرورة الأخذ في الحسبان مصالحها التجارية في أي اتفاقيات قادمة مع واشنطن؛ إذ التقى الرئيس الصيني مع نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، أمس، مؤكداً، مرة جديدة، أن الحروب الجمركية والتجارية «تقوض حقوق ومصالح جميع البلدان». وبدوره، أبلغ وزير الخارجية، وانغ يي، نظراءه في المملكة المتحدة والنمسا بأنّ موقف الصين تجاه الولايات المتحدة لا يهدف فقط إلى «حماية مصالحها الخاصة، بل حماية القواعد الدولية والنظام التجاري المتعدد الأطراف»، بينما تحدثت تقارير عن أنّ رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، كتب رسالة إلى رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، هذا الأسبوع، دعاه فيها إلى «تنسيق استجابة على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب».

 

بوادر مفاوضات؟

على أنّ ما تقدم لا ينفي إمكانية بدء مفاوضات تجارية بين «العملاقين» في المدة المقبلة، ولا سيما على وقع «تليين» واشنطن لموقفها؛ إذ أرسلت بكين محافظ «بنك الشعب الصيني»، بان جونج شنغ، ونائبه شوان تشانغ نينغ، ووزير المالية لان فوان، إلى الولايات المتحدة، حيث ستعقد اجتماعات «مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي»، ما قد يمهد الطريق، طبقاً لمراقبين، لكبار المسؤولين الصينيين والأميركيين لتبادل وجهات النظر وفتح الباب أمام المحادثات التجارية. كما عينت بكين، الأسبوع الماضي، لي تشنغ قانغ، كنائب لوزير التجارة ومبعوث تجاري، علماً أنّ لي من الشخصيات التي من المتوقع أن تؤدي دوراً رئيسياً في أي مفاوضات محتملة مع إدارة ترامب.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

غرفة صناعة دمشق وريفها تفتتح مركز تنمية الموارد البشرية والمهنية في ‏عدرا الصناعية ‏

افتتحت غرفة صناعة دمشق وريفها مركز تنمية الموارد البشرية والمهنية ‏التابع للغرفة في مدينة عدرا الصناعية، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.‏ ويقدّم المركز للكوادر الفنية ...