آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » ترامب يفاوض “حماس” على أنقاض أبراج غزة… الضّغط العسكري في خدمة الديبلوماسيّة

ترامب يفاوض “حماس” على أنقاض أبراج غزة… الضّغط العسكري في خدمة الديبلوماسيّة

يؤكد هدم الأبراج المترافق مع مناشير تنذر السكان بضرورة إخلاء المدينة جنوباً، أن الحكومة الإسرائيلية “ستستمر” في عملياتها العسكرية وفق ما كتب وزير الدفاع يسرائيل كاتس على حسابه الافتراضي، مقرناً ذلك بفيديو يوثق انهيار برج “السوسي” السبت.

لجأت إسرائيل إلى هدم الأبراج في مدينة غزة، وسيلة أخرى من وسائل الضغط على نحو مليون فلسطيني لتنفيذ أوامر بإخلاء المدينة نحو منطقة المواصي جنوباً، قبل توسيع العمليات العسكرية الهادفة إلى احتلال دائم للمدينة، وممارسة مزيد من الضغط على “حماس” للإفراج عمّا تبقى لديها من أسرى أحياء وأموات يقدر عددهم بـ48.

 

وإلى الدمار المادي الهائل الناجم عن تدمير الأبراج، كما هي الحال مع برجي “مشتهى” و”السوسي”، يرمي هذا التصعيد إلى ترك أثر معنوي نفسي لدى الفلسطينيين، كون هذه الأبراج بُنيت بعد اتفاقات أوسلو عام 1993 وعودة عشرات آلاف الفلسطينيين إلى القطاع والضفة في العام التالي، على أمل أن تنتهي هذه الاتفاقات بإقامة دولة فلسطينية.

وفوق هذا وذاك، يؤكد هدم الأبراج المترافق مع مناشير تنذر السكان بضرورة إخلاء المدينة جنوباً، أن الحكومة الإسرائيلية “ستستمر” في عملياتها العسكرية وفق ما كتب وزير الدفاع يسرائيل كاتس على حسابه الافتراضي، مقرناً ذلك بفيديو يوثق انهيار برج “السوسي” السبت.
ووسط الاندفاع الإسرائيلي الموحي بأن لا عودة عن الخيار العسكري، مهما اشتدت الضغوط الخارجية، ومهما كانت التكلفة السياسية والعسكرية والأخلاقية، أحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب نوعاً من الصدمة، عندما قال إن الولايات المتحدة “منخرطة في مفاوضات معمقة جداً مع حماس”.

الغموض الذي اكتنف كلام ترامب، سرعان ما أجلاه تسريب لموقع “أكسيوس” الأميركي، جاء فيه أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، نقل رسائل إلى “حماس” عبر ناشط السلام الإسرائيلي غيرشون باسكين، تتعلق بصفقة شاملة لإطلاق جميع الأسرى الباقين، في مقابل إنهاء الحرب في غزة. ولمزيد من الإيضاح، ذكّر الموقع بالدور الذي لعبه باسكين في نقل الرسائل خلال المفاوضات مع الحركة، لإطلاق الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليت قبل أكثر من عشرة أعوام.

وعليه، لا يعود مستغرباً أن يضع ترامب توسيع العمليات العسكرية في مدينة غزة، في خدمة الجهد الديبلوماسي الأميركي، لا سيما أن الاتصالات الأميركية المباشرة مع “حماس” أثمرت قبل أشهر إطلاق الأسير الإسرائيلي من أصل أميركي عيدان ألكسندر، من دون مقابل. وهذا يذكّر بالاتصالات المبكرة بين واشنطن وحركة “فتح” التي أفضت في وقت لاحق إلى اعتراف أميركي بمنظمة التحرير الفلسطينية، والانتقال بعد ذلك إلى مفاوضات أوسلو.

وقبل أن تتضح معالم الجهد الأميركي الجديد، ذكّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بأن قبول “حماس” بإطلاق كل الأسرى لا يكفي لوقف الحرب، بل يتعين أن يقترن ذلك بموافقة الحركة على تسليم سلاحها.
هل يمكن أن تحصل “حماس” من واشنطن على تعويض سياسي، يجعلها تقتنع بإلقاء سلاحها والتحول إلى حركة سياسية فقط؟
ترامب الذي سدت في وجهه السبل لتحقيق اختراق يوقف الحرب الروسية – الأوكرانية، قد يحوّل اهتمامه الآن إلى غزة، برغم أنه من غير الواضح مدى التجاوب الذي سيبديه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع أي اتفاق يتضمن وقفاً مستداماً للحرب. وهنا يتكرر السؤال عما إذا كان ترامب مستعداً لممارسة ما يكفي من الضغوط التي ترغم نتنياهو على التوقف.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

موقف إماراتي حازم يدفع نتنياهو لوقف مباحثات ضم الضفة الغربية

  كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يبحث ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، قبل أن تصله “رسالة غير عادية” تُعقّد عملية اتخاذه للقرار، وفق ...