كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، عن مقترح خطة من 20 نقطة للسلام في غزة، ينهي الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، ويقضي بإعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات في غضون 72 ساعة من وقف النار.
وتترك الخطة الكثير من التفاصيل للمفاوضين للتوصل إلى اتفاق بشأنها، وتتوقف على قبول “حماس” التي شنت الحرب على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتشير الخطة إلى غزة بعد تطويرها باسم “غزة الجديدة”.
وسارعت دول عربية وإسلامية وغربية إلى الإشادة بخطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لها، بينما لم يصدر في الحال أيّ ردّ فعل عليها من حركة “حماس”.
وقال المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الإثنين، إن رد حركة “حماس” المبدئي على خطة الرئيس ترامب للسلام في غزة “إيجابي جداً”.
وأضاف إن “رد حركة حماس المبدئي على خطة الرئيس ترامب عبر قطر ومصر إيجابي جداً، رغم عدم تقديم موقف نهائيّ بعد”.
وأكّد أنّ ترامب “يريد سلاماً كاملاً لا يقتصر على غزة فحسب، بل يشمل الشرق الأوسط، وقد ينعكس حتى على روسيا وأوكرانيا”.
لكنّ حركة “الجهاد الإسلامي” التي تقاتل إلى جانب “حماس” في القطاع الفلسطيني اعتبرتها “وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني… وصفة لتفجير المنطقة”.
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن “مجلس السلام” الذي أنشأه ترامب للإشراف على الانتقال السياسي في غزة قد يُحدث تغييراً جذرياً.
ورشح ترامب نفسه رئيساً للمجلس، فيما حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بعض التنازلات الكبرى. لن يكون للسلطة الفلسطينية، دور مباشر في إدارة غزة بعد الحرب حتى يتم “إصلاحها” بالكامل.
وستحتل القوات الإسرائيلية منطقة عازلة في غزة إلى أجل غير مسمى. تبدو المملكة العربية السعودية مستعدة لتأييد الاتفاق، رغم أنه لا يتضمن أي وعد صريح بمسار يؤدي إلى دولة فلسطينية، وهو ما قاله القادة السعوديون إنه شرط لدعمهم. ومن غير الواضح ما إذا كان التطبيع الرسمي بين إسرائيل والسعودية سيتبع ذلك.
وفقاً لبيان حقائق صادر عن البيت الأبيض، سيُشرف مجلس السلام على “إدارة انتقالية موقتة للجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية” تُدير الخدمات العامة والبلديات. وستُدرّب قوة دولية لتحقيق الاستقرار وتدعم قوة شرطة فلسطينية جديدة.
وتنقل صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين عربيين كبيرين يوم الجمعة أنه تم اختيار قائمة قصيرة من “التكنوقراط” الفلسطينيين للجنة الحاكمة. وقد تطوعت ست دول، بما في ذلك إيطاليا وإندونيسيا وأذربيجان، بتقديم قوات لقوة تحقيق الاستقرار.
وستضم مجموعة إشراف عربية غير رسمية مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد التزمت دول فردية بالإشراف على جوانب مُختلفة من الإصلاح الفلسطيني، مثل التعليم والمالية.
ويقول ديفيد إغناثيوس في مقاله إن إدارة ترامب تفتقر إلى الخبرة التقنية، بعد أن طردت العديد من الخبراء من مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية. لكنها حظيت بمساعدة اثنين من المواطنين الطموحين ذوي العلاقات التجارية الواسعة مع الفلسطينيين والعرب: جاريد كوشنر، صهر ترامب ومهندس اتفاقيات إبراهيم، وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي جعل السلام الإسرائيلي الفلسطيني محور جهوده للتعافي من نهاية ولايته الكارثية. قد ينتهي الأمر بترامب رئيساً لمجلس السلام، لكن من المرجح أن يكون بلير هو الرئيس التنفيذي.
وساعد مسؤولون قطريون، بقيادة مستشارين أساسيين لأمير البلاد، ترامب في التوسط في اتفاقيات السلام منذ اليوم الأول لرئاسته. وكذلك فعل رئيس الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد آل نهيان، الذي حافظ على قناة اتصال سرية مع إسرائيل لاستكشاف قضايا “اليوم التالي” مع حكومة نتنياهو خلال العام الماضي.
* ماذا تقول الخطة بشأن الحكم الموقّت؟
يقول المقترح: “ستحكم غزة لجنة فلسطينية موقّتة من التكنوقراط غير السياسيين”، على رغم أنه لا يذكر بالاسم أيّ فلسطيني أو مجموعة فلسطينية قد تشارك في المرحلة الانتقالية.
وستشرف على اللجنة هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى “مجلس السلام”، يترأسها ترامب، وتضم رؤساء دول وأعضاء آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
وستتولى مسؤولية الإدارة اليومية للخدمات العامة والشؤون البلدية في غزة، وتتألف من “فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين” لم يتم تحديدهم. ولن يكون لـ”حماس” أيّ دور في حكم غزة.
* لماذا أثارت الخطّة بعض الدهشة؟
في الأسابيع الأخيرة، أثارت تقارير تحدثت عن مشاركة بلير في الخطة دهشة بعض المدافعين عنها، بسبب تاريخ الإمبريالية البريطانية في المنطقة، وخصوصاً مشاركة بلير في غزو العراق، الذي استند إلى مزاعم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وثبت زيفها في ما بعد.
بدأ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، وانسحبت القوات عام 2011. وقد أثارت الحرب انتقادات واسعة بسبب تأثيرها المزعزع للاستقرار في المنطقة وخسائرها الفادحة في الأرواح. وواجه بلير نفسه انتقادات بعدما تبيّن زيف ادعاءاته بشأن أسلحة الدمار الشامل.
* ماذا ستفعل الهيئة الحاكمة؟
قال الاقتراح إنّ الهيئة ستتولى تمويل إعادة تطوير غزة حتى يحين الوقت الذي “تستكمل فيه السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي”، من دون أن يذكر جدولاً زمنياً محدداً. وجاء في الخطة أن بعض المقترحات والأفكار الاستثمارية قد تمت صياغتها من مجموعات دولية، لم يتم تحديدها.
وقالت السلطة الفلسطينية وبيان مشترك لعدول إسلامية عدة إنها ترحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
* ما هو أحدث نشاط لبلير بشأن غزة؟
في أواخر الشهر الماضي، زار بلير البيت الأبيض للقاء ترامب. وقال معهد توني بلير للأبحاث إنه “أجرى عدداً من الاتصالات مع مجموعات مختلفة بشأن إعادة إعمار غزة بعد الحرب”.
* ماذا يقول المنتقدون والفلسطينيون عن تدخل بلير؟
قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لـ”المبادرة الوطنية الفلسطينية” لصحيفة “واشنطن بوست”: “لقد كنا تحت الاستعمار البريطاني بالفعل. لديه سمعة سلبية هنا. إذا ذكرت توني بلير، فإن أول ما يذكره الناس هو حرب العراق”.
وقالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة “توني بلير؟ بالطبع لا. ارفعوا أيديكم عن فلسطين”.
* ماذا قال بلير؟
وصف بيان بلير، أمس الإثنين، فكرة ترامب بأنها “خطة جريئة وذكية”، كما عبر عن دعمه لاقتراح تولّي ترامب رئاسة المجلس الذي سيشرف على لجنة الحكم الانتقالي في غزة.
– ” خطة الرئيس دونالد ترامب الشاملة لإنهاء النزاع في غزة:
1. ستكون غزة منطقة خالية من التطرّف والإرهاب ولا تشكّل تهديداً لجيرانها.
2. سيُعاد إعمار غزة لصالح سكّانها الذين عانوا أكثر من اللازم.
3. إذا وافق الطرفان على هذا المقترح، فستنتهي الحرب فوراً. ستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتّفق عليه للتحضير لإطلاق الرهائن. في غضون ذلك، سيتمّ تعليق كلّ العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوّي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال ثابتة إلى أن يتمّ استيفاء الشروط للانسحاب الكامل على مراحل.
4. في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني بهذا الاتفاق، سيتمّ تسليم جميع الرهائن، أحياء كانوا أم أمواتاً.
5. بمجرد إطلاق جميع الرهائن، ستفرج إسرائيل عن 250 سجيناً محكوماً عليهم بالسجن المؤبّد، بالإضافة إلى 1700 من سكّان غزة، الذين احتجزتهم بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المحتجزين في هذا السياق. في مقابل كل رهينة إسرائيلية يُعاد جثمانها، ستعيد إسرائيل جثامين 15 غزّياً ميتاً.
6. بمجرد عودة جميع الرهائن، فإنّ أعضاء “حماس” الذين يلتزمون التعايش سلمياً ويسلّمون أسلحتهم سيستفيدون من عفو عام. سيستفيد أعضاء “حماس” الذين يرغبون في مغادرة غزة من حقّ المرور الآمن إلى بلدان المقصد.
7. فور قبول هذا الاتفاق، سيتمّ فوراً إدخال مساعدات كاملة إلى قطاع غزة. ستكون كميات المساعدات متوافقة على الأقلّ مع تلك المنصوص عليها في اتفاق 19 كانون الثاني/يناير 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إعادة تأهيل البنى التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، ووصول المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق.
8. دخول المساعدات إلى قطاع غزة وتوزيعها سيتمّ، من دون أيّ تدخّل من الطرفين، عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر، بالإضافة إلى مؤسّسات دولية أخرى غير مرتبطة بأيّ من الطرفين. سيخضع فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين للآلية نفسها المنصوص عليها في اتّفاق 19 كانون الثاني/يناير 2025.
9. ستُحكم غزة بموجب سلطة انتقالية موقّتة تابعة للجنة فلسطينية تكنوقراطية وغير مسيّسة تكون مسؤولة عن تسيير الخدمات العامة والبلدية اليومية لسكّان غزة. ستتألّف هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهّلين وخبراء دوليين، تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمّى “لجنة السلام” ورقابتها، وسيقودها الرئيس دونالد ترامب ويترأسها، مع أعضاء آخرين ورؤساء دول سيتمّ الإعلان عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق توني بلير. ستضع هذه الهيئة الإطار وتدير تمويل إعادة إعمار غزة إلى أن تنجز السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي، كما هو موضّح في مقترحات مختلفة، بما في ذلك خطة ترامب للسلام لعام 2020 والاقتراح السعودي-الفرنسي، وتتمكّن من استعادة السيطرة على غزة بطريقة آمنة وفعّالة. ستعتمد هذه الهيئة على أفضل المعايير الدولية لإنشاء حوكمة حديثة وفعّالة تخدم سكّان غزة وتساعد على جذب الاستثمارات.
10. سيتمّ إنشاء خطة (باسم) ترامب للتنمية الاقتصادية لإعادة إعمار غزة وإنعاشها عبر تشكيل لجنة من خبراء ساهموا في ولادة بعض المدن الحديثة المزدهرة في الشرق الأوسط. لقد تمّ إعداد العديد من المقترحات الاستثمارية المدروسة وأفكار لمشاريع عقارية مثيرة من مجموعات دولية حسنة النيّة، وستتمّ دراستها للتوصّل إلى إطار أمني وحوكمي يجذب هذه الاستثمارات التي ستخلق فرص عمل وفرصاً وأملاً لمستقبل غزة ويسهّلها.
11. سيتم إنشاء منطقة اقتصادية خاصة، مع تعريفات جمركية تفضيلية ورسوم وصول لا يزال يتعيّن التفاوض بشأنها مع الدول المشاركة.
12. لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وأولئك الذين يرغبون في مغادرتها سيكونون أحراراً في القيام بذلك والعودة إليها. سنشجّع الناس على البقاء ونوفّر لهم الفرصة لبناء غزة أفضل.
13. تلتزم “حماس” والفصائل الأخرى عدم أداء أيّ دور في حوكمة غزة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو بأيّ شكل من الأشكال. سيتمّ تدمير كل البنى التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يُعاد بناؤها. ستكون هناك عملية لنزع السلاح من غزة تحت إشراف مراقبين مستقلّين ستشمل التعطيل الدائم للأسلحة عبر عملية نزع سلاح متّفق عليها ومدعومة ببرنامج لإعادة الشراء وإعادة الإدماج مموّل دولياً، على أن يتمّ التحقّق من كل ذلك من المراقبين المستقلّين. ستكون غزة الجديدة ملتزمة بالكامل بناء اقتصاد مزدهر والتعايش سلمياً مع جيرانها.
14. سيتمّ تقديم ضمانة من شركاء إقليميين لضمان احترام “حماس” والفصائل لالتزاماتها، وألا يشكّل قطاع غزة الجديد تهديداً لجيرانه أو سكّانه.
15. ستعمل الولايات المتحدة مع شركاء عرب ودوليين على بناء قوة استقرار دولية موقتة (آي إس إف) لنشرها فوراً في غزة. ستوفّر هذه القوة التدريب والدعم لقوات شرطة فلسطينية موافق عليها في غزة، وستكون على اتصال وثيق مع الأردن ومصر اللذين يتمتّعان بخبرة واسعة في هذا المجال. ستكون هذه القوة هي الحلّ الأمني الداخلي الطويل الأمد. ستعمل القوة الدولية مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، وكذلك مع قوات الشرطة الفلسطينية المدرّبة حديثاً. من الضروري منع دخول الذخيرة إلى غزة وتسهيل النشر السريع والآمن للبضائع لإعادة بناء غزة وإنعاشها. سيتمّ الاتفاق على آلية لخفض التصعيد بين الطرفين.
16. لن تحتلّ إسرائيل غزة أو تضمّها إليها. عندما سترسي قوة الاستقرار الدولية السيطرة والاستقرار، سينسحب الجيش الإسرائيلي على أساس معايير ومراحل وجداول زمنية مرتبطة بنزع السلاح يتفق عليها بين الجيش الإسرائيلي وقوة الاستقرار الدولية والضامنين والولايات المتحدة، بهدف ضمان أن تكون غزة آمنة ولم تعد تشكّل تهديداً لإسرائيل أو مصر أو مواطنيها. عمليّاً، سيسلّم الجيش الإسرائيلي تدريجاً أراضي غزة التي يحتلّها إلى قوة الاستقرار الدولية وفقاً لاتفاقية سيتمّ إبرامها مع السلطة الانتقالية إلى حين انسحابه الكامل من غزة، باستثناء وجود في محيط أمني سيبقى إلى أن يتمّ تأمين غزة كما ينبغي من مخاطر أيّ تهديد إرهابي متجدّد.
17. في حال أخّرت “حماس” هذا المقترح أو رفضته فإنّ العناصر المذكورة، بما في ذلك عملية المساعدات الموسّعة، سيتمّ تنفيذها في المناطق الخالية من الإرهاب التي يسلّمها الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية.
18. سيتمّ إنشاء عملية حوار بين الأديان على أساس قيم التسامح والتعايش السلمي، في محاولة لتغيير عقليات الفلسطينيين والإسرائيليين مع التركيز على الفوائد التي يمكن أن تنجم عن السلام.
19. مع تقدّم إعادة إعمار غزة، وعندما يتمّ تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتهيأ الظروف أخيراً لفتح مسار ذي صدقية نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية، وهو ما نعترف به كتطلّع للشعب الفلسطيني.
20. ستقيم الولايات المتحدة حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتّفاق على أفق سياسي لتعايش سلمي ومزدهر”.
ورحّبت السلطة الفلسطينية بما اعتبرتها “جهوداً صادقة وحثيثة” للرئيس الأميركي لوقف الحرب. وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”: “ترحّب دولة فلسطين بجهود الرئيس دونالد ترامب الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب على غزة، وتؤكّد ثقتها بقدرته على إيجاد طريق نحو السلام. كما تشدّد على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في تحقيق السلام في المنطقة”.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار