يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقبات جديدة في دفاعه عن نفسه في قضية عزله ولا سيما بعد تخلي خمسة محامين عنه بينهم اثنان كانا يفترض أن يرأسا فريق دفاعه وستظل صور اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول الذي كانت تعقد فيه جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب للمصادقة على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة عالقة في أذهان كل من رآها حيث أثار الاقتحام صدمة كبيرة ليس في الولايات المتحدة فقط بل في العالم.
ترامب كان طلب من أنصاره القدوم إلى واشنطن العاصمة وتحدي الكونغرس ونائب الرئيس مايك بنس لإجبارهم على تجاهل نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني وإبقاء الرئاسة في يديه.
وفي هذا الشأن نقلت صحيفة واشنطن بوست عن بعض المحققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي اف بي أي قولهم إن ملف اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول هو الأخطر منذ هجمات الـ 11 من أيلول 2001 مؤكدين أنهم يولون أهمية قصوى لتحديد مدى التخطيط والتنسيق بين مجموعات المقتحمين للمبنى والكشف عن دوافعهم وأهدافهم بهدف التمييز بين المشاركين في شن “هجوم مسلح” على مقر يتبع الحكومة الأمريكية وبين المجموعات التي يربطها “الإيمان السياسي” الذي يكفله الدستور.
الصحيفة الأمريكية نقلت أيضاً عن مسؤولين في قوات تنفيذ القانون تأكيدهم أن القنابل التي عثر عليها قرب مقري الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن وضعت بشكل متعمد بهدف الهاء قوات الشرطة وسحبها بعيداً عن مبنى الكونغرس في اللحظة الحاسمة لاقتحامه.
من جانبها صحيفة وول ستريت جورنال لم تذهب بعيداً عن هذا المنحى إذ كشفت أن وريثة سلسلة متاجر بابليكس جولي جينكنز فاسيلي أحد أبرز ممولي حملة ترامب الانتخابية تبرعت بنحو 300 ألف دولار لتمويل التجمع الذي سبق اقتحام أنصار ترامب للكابيتول.
ووفق الصحيفة الأمريكية التي تغطي الأعمال التجارية والأخبار والقضايا المالية في الولايات المتحدة والعالم فإن مقدم البرامج اليميني المتطرف أليكس جونز سهل إيصال الأموال المقدمة من فانسيلي والتي شكلت النصيب الأكبر في تنظيم ذلك الحشد الذي بلغت تكلفته 500 ألف دولار في المتنزه الذي تحدث ترامب فيه وحث أنصاره على القتال مشيرة إلى أن جونز تعهد بدوره شخصياً بتقديم أكثر من 50 ألف دولار من الأموال التأسيسية لدعم اقتحام الكونغرس مقابل حصوله على “نقاش عالي السقف من اختياره”.
وكالة الصحافة الفرنسية نقلت بدورها عن مدعين ديمقراطيين في محاكمة ترامب قولهم في نص مرافعتهم التي نشرت أمس: “ترامب حرض حشداً عنيفاً على مهاجمة مبنى الكابيتول وأن عزمه على البقاء في السلطة بأي ثمن هو خيانة ذات بعد تاريخي” مشيرين إلى أنهم يسعون إلى جعل هذه المحاكمة “مثالاً للتاريخ” حسب وصفهم.
ووفق استطلاع أعدته مؤسسة “ماريست” الأمريكية أمس الأول ونشره موقع “ذا هيل” الإخباري فانه مع اقتراب محاكمة عزل ترامب في مجلس الشيوخ يعتقد 50 بالمئة من الأمريكيين أن مجلس الشيوخ يجب أن يدين الرئيس السابق لدوره في تأجيج أعمال الشغب في السادس من الشهر الماضي في مبنى الكونغرس ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ضابط في الشرطة بينما قال 10 بالمئة إنه تجب تبرئته.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة ترامب في التاسع من الشهر الجاري بعد تصويت مجلس النواب على عزله في الثالث عشر من كانون الثاني الماضي في أعقاب أعمال الشغب وتركز قضية المساءلة على خطابه قبل وأثناء اقتحام مبنى “الكابيتول” من قبل أنصاره الذين سعوا إلى تعطيل تصديق الكونغرس على نتائج الهيئة الانتخابية التي تؤكد فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من تشرين الثاني الماضي
(سيرياهوم نيوز-وكالات-سانا)