آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » تركيا – إسرائيل والمواجهة المباشرة… وما بعد نتنياهو وإردوغان

تركيا – إسرائيل والمواجهة المباشرة… وما بعد نتنياهو وإردوغان

 

جاد ح. فياض

 

سباق نفوذ تخوضه كل من تركيا وإسرائيل في سوريا، من الشمال إلى الجنوب، قد يؤدّي عند تقاطع طرق إلى صدام مباشر أو غير مباشر بين الجانبين. من منظار “ماكرو”، فإن شكلاً واحداً يتخذه التوسعان، السيطرة على المناطق الحدودية مع سوريا والتغلغل العسكري داخلها، مع تفوق تركي نسبةً للعلاقات المفتوحة مع الإدارة السورية الجديدة والامتيازات المترافقة مع هذه العلاقة.

 

وفي السياق، نقلت وسائل إعلام عبرية معلومات مفادها إجراء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية لتشريح مسألة النفوذ التركي في سوريا والبحث في المخاوف ذات الصلة، مشيرة إلى محاولات نتنياهو تصوير المواجهة مع تركيا على أنها “حتمية”، وذلك بالتوازي مع استثمارات عسكرية واقتصادية تشهد نمواً بين أنقرة ودمشق، أبرزها في محيط منطقة تدمر.

 

الكاتب والإعلامي السوري إبراهيم الجبين يفصّل منطلق القلق الإسرائيلي، فيقول، في حديث إلى “النهار”، إن “وجهة نظر إسرائيل تقوم على أن نطاق أمنها القومي يبدأ من المحيط الأطلسي وينتهي في السند”، في إشارة إلى الخريطة الأمنية الواسعة. وباعتقاده، فإنّ أي متغيّر جيوبوليتيكي في الإقليم، كسقوط النظام السوري، يمس بالتوازن الأمني الذي حافظت إسرائيل عليه طيلة عقود.

 

سقوط نظام بشّار الأسد وانهيار النفوذ الإيراني في سوريا خلّفا فراغاً ملأته تركيا، ومن المتوقع أن تتمتع الأخيرة بنطاق نفوذ أوسع انطلاقاً من العلاقات الإيجابية مع الإدارة السورية الجديدة، في ظل حديث عن منحها قاعدة عسكرية في تدمر، وهو واقع “يقض مضجع إسرائيل” برأي الجبين، الذي يشير إلى أن تل أبيب بدأت ترتيباتها لمواجهة هذا الأمر.

 

وبدأت إسرائيل تترجم مخاوفها بتدمير مواقع عسكرية سورية ومحاولة خلق منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري واستقطاب بعض الجماعات في تلك المنطقة، لأنها لا تريد تركيا أو فصائل مقربة منها على حدودها، لكن هذا لا يعني بالضرورة حصول مواجهة بين تل أبيب وأنقرة برأي الجبين، الذي يضع التصعيد في إطار “كلامي” ومحاولات لرسم حدود جديدة، وخصوصاً أن تركيا عضو مؤسس في حلف “الناتو”.

 

لكن الجبين لا يكتفي بهذه العوامل فحسب، بل يستند إلى نظرة مستقبلية مرتبطة بكل من إسرائيل وتركيا تحد نظريات المواجهة. إسرائيلياً، يقول الكاتب السوري إن نتنياهو الذي عمل على “عرقلة التنمية في الشرق الأوسط وفرض القوة العسكرية وخلخلة الحدود الدولية سيسقط بعد الحرب”، وستخلفه طبقة سياسية “تعتبر نفسها شرق أوسطية” عكس توجهاته، وستعمل على تحولات لدمج إسرائيل بالمنطقة.

 

هذه المشهدية تكون فيها إسرائيل دولة متقدمة بحاجة لحالة “سلم”، ما يعني التوجّه نحو تفاهمات مع دول المحيط، وبينها تركيا، بعيداً عن المواجهات والحروب، وفق ما يرى الجبين، الذي يقول أيضاً إن تركيا تفكر بالمستقبل والتعايش المشترك في المنطقة وليس الصدام، ويستند بهذه النظرية على تواصله مع ساسة ومفكرين أتراك، وخصوصاً أن تركيا على أبواب تحولات أيضاً كون الرئيس رجب طيب أردوغان يقضي ولايته الأخيرة في حال لم يتم تعديل الدستور.

 

في المحصلة، فإن السباق التركي – الإسرائيلي في سوريا والمنطقة حتمي بعد خروج إيران من المشهد، لكن المواجهة ليست حتمية، وخصوصاً أن المدرسة التركية تعلّمت من المدرسة الإيرانية التي اختبرت المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

 

 

أخبار سوريا الوطن١_ النهار

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عودة الصراع السعودي – الإماراتي: «شرَر» ترامب يطاول الخليج أيضاً

  حسين إبراهيم   لم يسبق للعلاقات السعودية – الإماراتية أن وصلت إلى هذا المستوى من الانحدار الذي تعبّر عنه حرب مفتوحة بين أنصار نظامَي ...