محمد نور الدين
أطلق الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من نيويورك، تصريحات انتقد فيها العدوان الإسرائيلي على لبنان، قائلاً إن الوضع في هذا البلد «سيئ جداً. إنه مشهد مؤلم جداً. الكلّ يهرب ويخلي المناطق التي يسكن فيها. إن قلبي يحترق. إنّنا نتحدّث عن ستة ملايين لبناني. هؤلاء، إلى أين يهربون وكيف؟». وأضاف، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: «(أنّنا) حذّرنا دائماً من أن إسرائيل تريد توسيع الحرب إلى كل المنطقة، والعدوان على لبنان هو آخر مثال على ذلك. وما دام العالم يلتزم الصمت والدول الغربية تدعم حكومة إسرائيل بالسلاح، فإن المجازر ستتواصل». وممّا قاله أيضاً، إن «إسرائيل تحلم وتحوّل الأحلام إلى كوابيس لشعوب المنطقة. إنها تحلم مثل هتلر الذي أراد تحقيق مناماته بالعدوان على الشعوب المجاورة. وفي النهاية رأينا النتيجة ورأى بنفسه أنه يحلم. وعاجلاً أم آجلاً، فإن نتنياهو، مثل هتلر، سيفهم هذه الحقيقة. ونحن نؤمن بأن الله سيحاسبه». كذلك، اعتبر إردوغان أن «مجيء نتنياهو ليخطب أمام الجمعية العامة، أمر مخجل وإهانة لمَن قتل بوحشية الأطفال والأمهات وموظفي الأمم المتحدة والصحافيين. إسرائيل لا تحترم بتاتاً قرارات الأمم المتحدة. وأنْ يخاطبها قاتل، فهذا يُعدّ لطخة سوداء في تاريخها».
وفي الإطار نفسه، انتقدت صحيفة «قرار»، في عنوانها الرئيسي، ما قالت إنه «الفصل الثاني من مسرحية إسرائيل في لبنان»، إذ إنها «تتلاعب بالعالم وهو يتفرج ساكتاً على هذه المسرحية». و«بعدما قتلت أكثر من 50 ألفاً في غزة، ها هي تحوّل أنظارها إلى لبنان. وهي تعمد إلى استنساخ سيناريو غزة بدعوة المدنيين إلى إخلاء أماكن سكناهم، ثم تضربهم بينما العالم يكتفي بالتفرج على المجازر التي يذهب ضحيتها المدنيون والأطفال والنساء. إسرائيل تكرّر سيناريو غزة أيضاً لجهة الازدواجية في مواقف مسؤوليها الذين يؤيّد بعضهم وقف النار ويعارضه بعضهم الآخر، وفي النهاية يواصلون الحرب والمجازر».
اعتبر إردوغان أن مجيء نتنياهو ليخطب أمام الجمعية العامة، أمر مخجل ومهين
وفي حوار مع صحيفة «آيدينلق»، رأى رئيس تحرير موقع «باكين دوغو خبر» (خبر الشرق الأوسط)، ألب تكين دورسون أوغلو، من جهة، أن «الغرب وإسرائيل وبعض الدول العربية يسعون منذ البداية إلى تحييد حزب الله عن الحرب سواء بالضغط أو الإغراءات. لا بل إن بعض الدول العربية ساندت إسرائيل مباشرة». ولفت دورسون أوغلو إلى أن «حزب الله لا يريد حرباً شاملة مع إسرائيل، ولكن التفجيرات الإسرائيلية في أجهزة البايجر واللاسلكي في الـ17 والـ18 من أيلول كانت تهدف إمّا إلى حرب شاملة أو إلى حرب متقطّعة تصعيدية وعنيفة. والاحتمال الثاني هو الذي يسري إلى الآن»، مبيّناً أن الحزب «يقابل إسرائيل بتكتيكها نفسه؛ إذ إن الحرب المتقطعة المتصاعدة ستؤدي إلى مزيد من التهجير داخل إسرائيل بما يرغمها على وقف الحرب».
وكتب برجان توتار، بدوره، في صحيفة «صباح»، عن «معضلات إسرائيل»، قائلاً إنها «تتزايد بعدما مرّ 12 شهراً على العدوان على غزة من دون أن تحقّق تل أبيب أهدافها السياسية. وفي ظل هذا العجز، تأتي الآن لمحاربة لبنان. ومع ذلك، يعتقد عدد من الضباط الإسرائيليين المتقاعدين أن الحرب قد تؤدي إلى نهاية الكيان الإسرائيلي». وأضاف تاتور أن «الخوف الإسرائيلي الأهم هو من قدرات حزب الله وترسانة أسلحته المتطوّرة، وأيّ حرب مباشرة مع لبنان لا يمكن أن تقارن بغزة. وكلما عجز السكان الإسرائيليون عن العودة، ازداد حقدهم على حكومتهم. وبسبب استنزاف حزب الله لإسرائيل، ربّما يمتنع الجيش الإسرائيلي عن حماية المناطق المدنية وينصرف فقط لحماية القواعد العسكرية. كما إن إسرائيل لا تمتلك العدد الكافي من الدبابات، بعد حرب غزة، لحرب برية في لبنان، فضلاً عن أن الجنود الإسرائيليين بعد حرب غزة ليسوا بكامل جهوزيتهم للقتال». ولهذا السبب، فإن «أميركا لا تريد حرباً واسعة، بل من المتوقّع أن يتعمّق مأزق إسرائيل، التي انهارت خلال ثلاث ساعات في السابع من تشرين الأول الماضي، مع دخول حزب الله في معركة ردع النظام الصهيوني».
أما ياسين أقتاي، في صحيفة «يني شفق»، فأشار إلى أن «إسرائيل تذرّعت بتهديدات حزب الله لكي توسّع حربها وسط السؤال عن المدى الذي ستذهب إليه، ومَن يوقفها». ورأى أن «حزب الله يتبع سياسة صبر عالية جداً»، معتبراً أن «إسرائيل تعرف أن هجماتها وإبادتها الجديدة لن تضمن لها الأمن. إسرائيل ليست دولة بل منظمة إرهاب. وهي تدفع إلى نهاية اليهود عبر مغامرات غير أخلاقية وخارج أي عقل، أي إنها مشروع موجّه ليس فقط ضدّ أعدائها بل أيضاً ضد أبنائها. وهي بكل هذا تشكل استثناء في التاريخ. وهذا المشروع المدعوم بلا ضوابط من الولايات المتحدة يظهر أنها لن تتوقّف حتى في لبنان، وستستهدف الإنسانية كلها، ولن يكون أحد في مأمن منها ما لم يبادر أحد إلى التصدّي لها».
سيرياهوم نيوز١_الأخبار