عرفت السعادة طريقها إلى أفئدة ذوي الطفلين وديع شحادة وإلينا موسى أخيراً وهم يشاهدون صغيريهم يتمكنان للمرة الأولى من التقاط الصوت وسماع ما يدور حولهما، بعد إجراء عملية زراعة الحلزون لهما مؤخراً، ثم تركيب الجهاز الخارجي اليوم، من خلال البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة.
والد الطفل وديع شحادة قال: إنه شعور لا يمكن وصفه عندما غمر السرور قلبه وقلب زوجته وهما يريان ابنهما يسمع الصوت لأول مرة، وأصبح بإمكانه أن ينشأ كما أقرانه ويؤسس لمستقبله، أما والدة وديع فوجدت أن فرحتها بنجاح العملية لا تعادلها فرحة سوى عندما أبصر وديع النور، معتبرة أن البرنامج منح الأطفال فاقدي السمع أملاً كبيراً، وحقق لذويهم حلم عودة حاسة السمع لأبنائهم.
والدة الطفلة إلينا موسى جعلتها سعادتها بتمكن ابنتها من سماع الأصوات تنسى حزنها طوال الفترة السابقة على وضع إلينا، متوجهة برسالة لأهالي الأطفال بإجراء الاختبار لأطفالهم ومتابعتهم بأعمار صغيرة لضمان علاجهم.
مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان الطرابيشي أعربت عن فخر أعضاء البرنامج بتحقيق هذه النجاحات من خلال العمل المشترك وتقديم شيء مفيد للأطفال، ومنحهم الحق في السمع والتفاعل مع مجتمعهم بشكل طبيعي، مؤكدة أهمية إجراء البث الصوتي تحت عمر الشهر للاطمئنان على صحة الأطفال، وفي حال اكتشاف أي مشكلة يتم تقديم كامل الخدمات بشكل مجاني من قبل البرنامج.
وأوضحت مديرة قسم السمعيات في المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال”، الاختصاصية فرح جبري أن تركيب الجهاز الخارجي للطفلين اليوم يعتبر قطاف ثمرة تعب سنة كاملة من التشخيص والمتابعة وتركيب سماعات وتأهيل وتقييم طبي وشعاعي، إضافة الى التحاليل المخبرية، مبينة أنه بعد إجراء عملية الزراعة تتم متابعة الأطفال من الناحية الطبية لضمان عدم التهاب الجرح.
وبينت الاختصاصية جبري أن الخطوة اللاحقة تتضمن إدراج الأطفال في جلسات التأهيل السمعي، ومن ثم جلسات تقويم الكلام واللغة لضمان تطوير لغة طبيعية مناسبة لأعمارهم، وتأهيلهم ليصبح لديهم تطور أكاديمي واجتماعي يناسب أعمارهم.
وأطلق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في الـ 12 من آب العام الماضي، برعاية وحضور السيدة الأولى أسماء الأسد، ويستهدف جميع الأطفال حديثي الولادة خلال الشهر الأول من عمرهم في مختلف المحافظات.
سيرياهوم نيوز 2_سانا