سهيل حاطوم
تشكل المنحوتات البازلتية الحجرية التي تزين حديقة المتحف الوطني بدمشق إحدى مكونات الحضارة السورية العريقة التي تمثل أدلة حية على أن بلدنا مهد الحضارات.
ومن بين تلك الأعمال الفنية التي تعتبر جزءاً من الإرث الأثري في منطقة جنوب سورية ثلاث منحوتات مصدرها جبل العرب ترمز كل منها إلى مهنة من مهن التجارة والطب والصيدلة ولكل منها تفسيرها وأسطورتها.
ويشير الباحث في آثار المنطقة ورئيس فرع جامعة دمشق بالسويداء الدكتور خالد كيوان لـ سانا إلى أن إحدى تلك المنحوتات عبارة عن درفتين لباب “حلس” توجد في أسفل الدرفة اليمنى صورة تمثل الإله “هرمس” أو ما يسمى إله التجارة وهو رب التجار والنقود وحامي الطرق والقوافل لافتا إلى أن “هرمس” بالأصل أحد مسميات كوكب عطارد وهو شخصية يونانية أسطورية واسم لأحد آلهة اليونان المرموقين.
أما المنحوتة الثانية بحسب الباحث كيوان فتمثل الإله “إسكولاب” إله الطب عند اليونان حيث كان اليونانيون القدماء يعتقدون أن “أسكليبوس” وهو في الميثيولوجيا الإغريقية إله الطب وابن الإله “أبولو” قد تعلم على يد “هرمس” مبينا أن “إسكولاب” إله عربي قديم ورمزه المعروف الأفعى وانتشرت عبادته عند السريان باسم “اكسيمون” وهو إله الحكمة والطب في بلاد بين النهرين عند السومريين وكانت عبادة هذا الإله تقوم بجانب الينابيع وفي معبده كانت تمارس عبادة الأفعى وهي رمز الحياة.
ويلفت كيوان إلى أن المنحوتة الثالثة تمثل الربة “هيجا” بنت الإله “أسكليبوس” وهي آلهة النظافة وترمز إلى مهنة الصيدلة التي شعارها الكأس والثعبان حيث كان دور والدها “أسكليبوس” شفاء الأمراض بينما كان دورها الوقاية منها وكان يتم تصويرها في التماثيل القديمة وهي تمسك بالكأس مع ثعبان يفرز فيه السم لاستخدامه كدواء مشيرا إلى أن هذه المهن ارتبطت بالآلهة كونها مهنا مقدسة قائمة على الشرف والإخلاص والأمانة.
ويحتضن متحف دمشق الوطني عدة آثار من جبل العرب أبرزها لوحات فسيفسائية مصدرها مدينة شهبا كلوحة تمجيد الأرض ولوحة العدالة والفلسفة والتربية ولوحة “بيلوبس من هيبوداميا” ومنحوتة الإله “مثيرا” إله النور والضياء و”هيرقل” وصراعه مع الأسد نوميا وهراوته المشهورة وتمثال الربة أثينا “منيرفا” وتماثيل “فكتوريا” وتمثال الإله باخوس “ديونيزيس” ورأس الإله “بعل شمين” ومصدره موقع سيع الأثري وغيرها.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا