رحلة البحث عن موقع كهربائي متقدم ومتميز ضمن خارطة الطاقات المتجددة “الشمسية ـ الريحية” لم تكن لتأخذ صفة الشاقة والمعقدة والمستحيلة “في كثير من الأحيان” لولا حالة الضعف والتردد وعدم الجدية التي كانت تعتري بعض القائمين على إدارة هذا الملف الهام والحساس الذي بقي حبيس الأدراج ومحط أخذ ورد ومد وجزر لعقود من الزمن دون تسجيل أي حراك إستراتيجي يذكر، باستثناء بعض الفقاعات الاستثمارية الخجولة جداً التي لم تغن أو تسمن من جوع الطلب المتزايد على الطاقة لاسيما خلال فترة الحرب على سورية وتصدر ملف “مصادرنا الطاقية الأحفورية ـ نفط وغاز” قائمة بنك أهداف خفافيش الظلام وفئران الأنابيب الإرهابية.
هذه الأسباب مجتمعة هي التي دفعت الدولة السورية إلى نقل ووضع عجلات القطار الطاقي المتجدد على سكة التنفيذ الحقيقية لا الخلبية القائمة على الوعود والتطمينات وإطلاق التصريحات ووضع الكف على الخد بانتظار قدوم المستثمرين فقط لا غير.. هذه الأسباب هي التي جعلت من هذا الملف رئيسي لا ثانوي “أو احتياط” من خلال تبنيها وإقرارها قائمة الامتيازات والإعفاءات والتسهيلات التي تم إدراجها رسمياً ضمن خارطة الطريق السورية الخاصة بالطاقات المتجددة، وتوسعها مروحة القطاعات المستهدفة لتشمل الزراعية منها والموارد المائية والصناعية والتجارية والمنزلية والحكومية ودور العبادة وصولاً وليس نهاية بإدارة ملف النفايات الصلبة، بالشكل الذي يمكن معه ضمان سيل لعاب المستثمرين الحقيقيين والجديين.
مناسبة هذه الكلمات، هي التسريبات القادمة إلينا من وزارة الكهرباء والتي تؤكد أن المنظومة الكهربائية السورية على موعد في قادمات الأيام “القليلة” مع توقيع عدد من العقود مع شركات وطنية وصديقة لوضع حجر الأساس والمباشرة الفورية لتنفيذ عدد من محطات توليد كهربائية تعمل على الطاقتين الشمسية والريحية “إحداها في منطقة قطينة بمحافظة حمص”، لتضاف إلى المحطة الكهرو ـ شمسية التي تم قص شريطها الحريري الإنشائي مؤخراً في منطقة الشيخ نجار الصناعية بحلب باستطاعة 33 ميغا واط “دفعة واحدة”.. مؤكدة “التسريبات” أن سبحة المشاريع الطاقية المتجددة ستكر “حباتها ومشاريعها” قريباً جداً ـ وبشكل تدريجي ـ سريع لا متسرع.. حقيقي لا وهمي.. عملاً بمبدأ المقدمات الجيدة تؤدي حكماً إلى نتائج جيدة.
(سيرياهوم نيوز-الثورة٢٦-٤-٢٠٢١)