الرئيسية » كتاب وآراء » تسليم الأسرى الصهاينة وسط غزة واستعراض قوة القسام يؤكدان الفشل «الإسرائيلي»

تسليم الأسرى الصهاينة وسط غزة واستعراض قوة القسام يؤكدان الفشل «الإسرائيلي»

حسن حردان

 

مشاهد البهجة خيّمت على أجواء قطاع غزة وعمّت الفرحة في الشارع الفلسطيني، في وقت شهد فيه كيان الاحتلال ما يشبه الحداد والخيبة والمرارة من هذه النتيجة لحرب الإبادة الصهيونية التي فشلت في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته وعجزت عن إخضاعه وفرض الاستسلام عليه، ولم تنجح في ليّ ذراع المقاومة لإطلاق الأسرى الصهاينة من دون شروط.

لقد أعلنت قيادة المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى انّ الأسرى الصهاينة لن يفرج عنهم إلا عبر صفقة تبادل للأسرى يُطلق من خلالها آلاف الأسرى الفلسطينيون من سجون الاحتلال، وها هي حكومة العدو ترضخ أخيراً لمطلب المقاومة المذكور إلى جانب وقف الحرب والانسحاب من القطاع ورفع الحصار.

هذه النتيجة دفعت الوزير المتطرف إيتمار بن غفير ووزراء حزبه «عظمة يهودية» إلى الاستقالة من الحكومة احتجاجاً على قبول هذه الصفقة المذلة لـ «إسرائيل»… في حين شهد اجتماع الحكومة «الإسرائيلية» الذي تمّ خلاله التصديق على اتفاق الصفقة، ما يشبه الحداد، حيث بكى العديد من الوزراء ومعهم سكرتير الحكومة حسبما ذكرت إذاعة الجيش «الإسرائيلي».

في المقابل فإنّ ساحة السرايا في مدينة غزة، التي جرى فيها تسليم الأسيرات الإسرائيليات الى الصليب الأحمر الدولي، مقابل مبادلتهم بأسيرات وأسرى أطفال فلسطينيين، شهدت استعراض قوة لعناصر النخبة في كتائب الشهيد عز الدين القسام بكامل أسلحتهم، وسط حشود شعبية كبيرة مؤيدة لهم، ما دفع القناة الثانية عشرة «الإسرائيلية» إلى القول: إنّ كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) «احتفظت بقوّتها وما يجري الآن يؤكد وجودها بكلّ مكان وسيطرتها على القطاع رغم الحرب الطويلة».

أما وزير الخارجية «الإسرائيلي» جدعون ساعر فقد رفض الموافقة على كلام وزير الحرب السابق يوآف غالانت بأنّ أهداف الحرب تحققت وقال، «إنّ حماس لا تزال في السلطة في غزة».

وما يؤكد هذا الاعتراف «الإسرائيلي» بالفشل في إضعاف قدرات المقاومة وسلطتها، ولا سيما كتائب القسام، إن المكان الذي كان يحتجز فيه الأسيرات اللواتي أطلق سراحهن في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق كان في مدينة غزة التي اجتاحها جيش الاحتلال أكثر من مرة الأمر الذي يؤكد الفشل الأمني والعسكري «الإسرائيلي» والسياسي، مما ولّد خيبة أمل كبرى في وسط الشارع «الإسرائيلي» وجعل الكثير من المغرّدين الصهاينة يتحدثون عن انّ حماس هي التي حققت النصر المطلق وليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وانّ حماس لا تزال تسيطر على الأرض، وانّ الضغط العسكري «الإسرائيلي» لم ينجح في استعادة الأسرى، بل على العكس أدّى إلى مقتل العديد من الأسرى، الذين لم يتمّ إطلاقهم اخيراً إلا من خلال صفقة تبادل مع حماس..

لذلك فإنّ النتيجة التي انتهت إليها الحرب، عسكرياً وسياسياً، إنما تشكل هزيمة مدوية لـ «إسرائيل»، وانتصاراً لا لبس فيه لكلّ قوى وحركات المقاومة الفلسطينية، ومعهم قوى محور المقاومة التي انخرطت في معركة نصرة غزة وقدّمت التضحيات الكبيرة في سبيل ذلك وفي مقدّمهم الأمين العام لحزب الله شهيد الأمة على طريق القدس سماحة السيد حسن نصر الله.

(أخبار سوريا الوطن ١-البناء)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تحوّل ترامب إلى “معبودِ” العرب بين ليلةٍ وضُحاها تنهال عليه قصائد المدح من كُلّ الجهات؟ وهل فرض فعلًا وقف إطلاق النّار في غزة على نتنياهو بالتّهديد والوعود؟ إليكُم التّفاصيل

عبد الباري عطوان سُبحان الله، فجأةً انتقل دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المُنتخب من الرّجل “الشّرّير” الذي يُريد “تسمين” دولة الاحتلال النّحيفة بإضافة أراضٍ جديدةٍ لها، ...