آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » “تسونامي سياسي”… هكذا تدهورت مكانة إسرائيل في العالم

“تسونامي سياسي”… هكذا تدهورت مكانة إسرائيل في العالم

 

تحوّل مصطلح “تسونامي سياسي” إلى واحد من أكثر العناوين تداولاً في الصحافة الإسرائيلية أخيراً، إذ بات يظهر بكثرة في التقارير والتحليلات، في ظل موجة الاعترافات الدولية المتصاعدة بدولة فلسطين. ويرى محللون وخبراء إسرائيليون أن هذا الانهيار في المكانة الدولية قد يكون حتمياً مع توالي هذه الاعترافات، إلا أنهم يشيرون إلى أن مستوى الذعر داخل إسرائيل يتجاوز في بعض الأحيان حجم الضغوط الفعلية، فـ”الأمواج التي ضربت الشاطئ لم تكن عالية بما يكفي”، وفق تعبيرهم.

 

 

 

 

فبعد إعلان فرنسا، الأسبوع الماضي، عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لحقت بها كل من بريطانيا وكندا ومالطا والبرتغال، مع توقعات بانضمام مزيد من الدول ليصل العدد الإجمالي إلى نحو اثنتي عشرة دولة.

 

 

 

ومع ذلك، تبقى هذه الاعترافات رمزية إلى حدّ كبير، في ظل واقعٍ مرير يعيشه الفلسطينيون على الأرض.

 

 

وتتصاعد عزلة إسرائيل الديبلوماسية، سواء في المؤسسات الدولية أو على صعيد العلاقات الثنائية. حتى أنّ واشنطن وجّهت مؤخراً اللوم لتل أبيب بسبب تصاعد اعتداءات المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، وآخرها اغتيال عودة الهذالين، أستاذ اللغة الإنكليزية والناشط وأحد منتجي فيلم “لا أرض أخرى” الحائز الأوسكار، في خربة أم الخير بمسافر يطا، على يد المستوطن يانون ليفي.

 

 

 

أزمة سياسية متفاقمة

 

 

ورأت صحيفة “زمن يسرائيل” اليمينية أن ما يجري يمثّل قبل كل شيء إذلالاً سياسياً لإسرائيل بسبب أفعالها في غزة والمشاهد الصادمة هناك. وأضافت أن الدول الأوروبية، من فرنسا مروراً ببريطانيا وكندا وصولاً إلى مالطا، لا تفعل شيئاً حقيقياً لسكان القطاع، فهي تكتفي بالمواقف الرمزية بينما يُدمَّر القطاع تدميراً شبه كامل.

 

 

 

وتابعت الصحيفة: “الغرب اليوم لا يريد التدخل العسكري ولا استقبال اللاجئين. على الأكثر سيرسلون مساعدات رمزية بالمظلات. حتى في الحرب العالمية الثانية استغرق التدخل الأميركي ست سنوات، ولم يحدث إلا بعد هجوم بيرل هاربر رغم معرفة واشنطن بما كان يجري في أوروبا”.

 

 

 

لكن الضغوط الإنسانية المتصاعدة في غزة وحرب التجويع التي تشنها إسرائيل دفعت الدول الأوروبية إلى التحرّك، مع تزايد القناعة بأن السكوت بات غير ممكن. ورأى مراقبون، وفقاً لـ”زمن يسرائيل”، أن “مؤسسة غزة الإنسانية” تحوّلت في بعض الأحيان إلى أداة تُفاقم المأساة، إذ تُستخدم المساعدات كفخٍّ للفلسطينيين بدل أن تكون وسيلة إنقاذ. والنتيجة: “تدهورت صورة إسرائيل عالمياً وأصبحت في نظر الشعوب دولة منبوذة”.

 

 

 

ديبلوماسي أجنبي مطّلع على التحركات الأخيرة قال لصحيفة “هآرتس” إنّ “الوضع في غزة لا يُطاق. صور الأطفال الذين يقاتلون للحصول على طبق أرز وتقارير المجاعة الحقيقية، وحقيقة أن إسرائيل لا تبذل جهداً كافياً لإيصال المساعدات، تجعل من المستحيل الاستمرار في الوقوف مكتوفي الأيدي”.

أما الباحثة في معهد “ميتفيم” والجامعة العبرية، الدكتورة مايا تسيون تسيديكياهو، فصرحت للصحيفة: “لقد خرجت الرصاصة من فوهة البندقية. لا أحد يعلم إلى أين ستقود هذه الخطوة، لكنها بلا شك تسرّع تدهور وضع إسرائيل، التي أصبحت كدولة مصابة بالجذام تفقد أصدقاءها الأوروبيين الواحد تلو الآخر”.

 

 

 

 

 

 

 

منبوذون في الخارج

 

 

انعكست الأزمة الخارجية مباشرة على الداخل الإسرائيلي. ففي أوساط اليمين المتطرّف، هناك من يدعو إلى استمرار سياسة التجويع ورفض تقديم أي مساعدات للفلسطينيين، بل المضي قدماً في الاستيطان والتهجير حتى تحقيق “نصر كامل”. في المقابل، يرى المعارضون أن إسرائيل تواجه كارثة وطنية بعدما تحولت إلى دولة منبوذة عالمياً، وأن السفر إلى الخارج بات محفوفاً بالمخاطر والمقاطعات.

 

 

 

والمفارقة، بحسب المعارضين، أن الأوروبيين الذين كانوا أكبر داعمي إسرائيل، وخصوصاً “البيض المسيحيين”، أصبحوا الآن في طليعة المنتقدين والرافضين لها، خلافاً لما تروّجه الدعاية الإسرائيلية بأن التعاطف مع الفلسطينيين يأتي فقط من المسلمين ودول الشرق الأوسط.

 

 

 

وتشير التقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أوصت مواطنيها منذ العام الأول للحرب بالتكتّم عند السفر وعدم كشف هوياتهم، خاصة مع رفع قضايا ضد جنود متورطين في مجازر غزة من قبل مؤسسات حقوقية مثل “هند رجب”. لكن كثيرين لم يلتزموا بهذه التعليمات ووجدوا أنفسهم في مواقف محرجة أو قانونية خارج البلاد.

 

 

 

أخيراً، تداولت مواقع التواصل فيديوات لمؤثرين إسرائيليين يحذّرون من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تدهور أكبر في مكانة إسرائيل الديبلوماسية. فالقضية الإنسانية هي نقطة ضعفها الكبرى، فيما فشلت استراتيجيتها الإعلامية في مواجهة موجة التعاطف العالمي مع الفلسطينيين.

 

 

 

 

وفي موازاة ذلك، حذرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” من أن إسرائيل قد تواجه قريباً محاولات لطردها من اتحادات رياضية مثل الفيفا، وربما حتى من مسابقة اليوروفيجن، إضافة إلى اتساع المقاطعات الأكاديمية والثقافية وتراجع الاستثمارات المتسارع.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إيران: الاتهامات الغربية بمحاولات خطف واغتيال لا أساس لها

    رفضت إيران الجمعة الاتهامات التي وجهتها إليها الولايات المتحدة ودول حليفة لها باعتماد سياسة “اغتيالات وعمليات خطف” في الخارج تستهدف معارضين وصحافيين ومسؤولين، ...