*سعاد سليمان
على طول نهر الغمقة العابر لمدينة طرطوس , ومن منطقة الكراجات , وحتى المصب .. على الكورنيش البحري .. رصيف عريض يرافق النهر , والشارع الطويل الذي- يردّ الروح – ويبلسم الجراح لعابر يرنو إلى الأفق الرحب , حيث يمتزج أزرق البحر بأزرق السماء .. رصيف عريض لكنه , ومثل معظم أرصفة طرطوس لم يعرف اهتماماً , ولم يعرف البلاط ..وكأنه غير موجود !! لو .. لكان متنزهاً جميلاً للعابرين السائحين كما الكورنيش البحري .. لو … لكن , ولأسباب جمة تم استثمار هذا الرصيف بشكل عجيب !! في جزئه الشرقي : وضعت الأقفاص ” الكولبات ” كسوق مسقوف .. وزعت لأسر الشهداء , والمنكوبين من الحرب .. لكن لم تخدّم هذه السوق البائسة , وقد تحولت إلى نفق مظلم حتى في عز النهار .. فلا يمر بها إلا شخص هارباً من شمس حارقة , أو مطر غزير !! في القسم الثاني منه .. وحيث ما يزال نهر الغمقة الغزير المتدفق فرحاً ..في الشتاء .. الحزين صيفاً كما يبدو .. على يمين الرصيف الذي تحول إلى سوق للخضار بحجة شريفة عفيفة , وتحت شعار : من المنتج إلى المستهلك , ودون المرور بتاجر لا يعرف حتى أباه .. كانت النتيجة مخزية : الفشل الذريع .. هرب الباعة من المكان , وتركوا آثارهم في المكان .. بعض من عدة البسطات الحديد , والتنك , وعدة أكشاك ملعونة على ما يبدو .. حيث تنقلت هذه الأكشاك الزرقاء من مكان إلى آخر ريثما تهترئ .. وما يزال على بعضها أسماء من مروا بالمكان كالسورية للتجارة و.. الحاجة أم الاختراع .. نعم .. لكن أن نخترع ما يلزم , ونستمر . الفشل عنوان عريض مقصود , أو غير مقصود , النتيجة واحدة . تخريب لمدينة ساحرة الجمال التي لو أحبها أهلها , والمسؤولون عنها لكانت جنة على الأرض .. تخريب , وخسارات بالجملة , ومحاولات فاشلة وغير مدروسة , ولا مدعومة .. لكن .. لو !!
(سيرياهوم نيوز10-9-2021)