- أيهم مرعي
- الجمعة 28 آب 2020
مثّلت حادثة تصادم الدوريات الروسية والأميركية، أول من أمس، مؤشّراً إضافياً إلى تصاعد مسلسل التنافس بين الطرفين في شرق سوريا، ومساعي كلّ منهما إلى تقويض وجود الآخر، مع استبعاد تطوّر الأمور إلى مواجهة
يستبعد مصدر ميداني حصول أيّ مواجهة مباشرة بين الطرفين
وعلى رغم المضايقات الأميركية المستمرّة لها، إلا أن موسكو تظهر إصراراً على توسيع وجودها في الحسكة، وهو ما بدا من خلال رفع أعداد قواتها بشكل ملحوظ في كلّ من القامشلي وتل تمر، والسعي لتحويل مطار القامشلي إلى ثاني أكبر قاعدة عسكرية روسية بعد مطار حميميم. وفي ظلّ غياب أيّ آلية معلنة تمنع التصادم بين الطرفين، أو تُحدّد مناطق النفوذ، يبدو أن موسكو ترى أن من حقها، كقوة دولية موجودة بموافقة الحكومة الشرعية للبلاد، التحرّك بحرّية في كامل الجغرافيا السورية، فيما تستمرّ واشنطن في محاولة تقويض خطوات الروس في الجزيرة السورية، وحثّ حلفائها في «قسد» و»الإدارة الذاتية» على «عدم الوثوق بهم» بهدف إفشال أيّ محاولة روسية للتقريب بين دمشق والقوى الكردية، لكون ذلك سيؤدي حتماً إلى تهديد الوجود الأميركي في المنطقة. وفي بعض الأحيان، نجح الأميركيون في مساعيهم لتأليب الأهلي على القوات الروسية؛ فمثلاً في قرية دير غصن، أثار تحريض واشنطن على موسكو حراكاً أهلياً دفع بعناصر النقطة الروسية التي أنشئت في القرية إلى المغادرة منذ نحو شهرين. في المقابل، يسعى الجانب الروسي إلى إظهار الرفض الشعبي للوجود الأميركي في عموم الأراضي السورية، وذلك من خلال دعم المواقف العشائرية الداعية إلى استعادة الدولة السورية سيادتها على كامل البلاد. أيضاً، دعمت موسكو التظاهرات والاحتجاجات التي خرج فيها أهالي ريف القامشلي في عدة قرى ضدّ الوجود الأميركي، مبلغةً وجهاء عشائر عديدة، خلال لقاءات معهم في القامشلي، تأييدها كلّ حراك شعبي يدعو إلى مغادرة الأميركيين المنطقة.
وأمام تضارب مصالح الطرفين، يستبعد مصدر ميداني، في حديث إلى «الأخبار»، حصول أيّ مواجهة مباشرة، لافتاً إلى أن «التواصل مستمرّ ودائم، مع الحرص على إنهاء أيّ خلاف، وعدم السماح بتطوّره إلى مواجهة مباشرة». ويشير إلى أن «أساس الخلاف هو رفض الأميركيين أيّ وجود روسي في محيط حقول آبار النفط، بعد الإعلان عن إعادة الانتشار العسكري الأميركي في تلك المناطق»، كاشفاً عن «خشية أميركية من عودة الآبار لسلطة الدولة السورية». ويتوقع المصدر أن «تنجح موسكو في تطوير نفوذها، مع غياب أيّ جدول زمني أميركي واضح للوجود في المنطقة».
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)