في امتدادات للتوترات الحاصلة في بحر الصين الجنوبي، خفر السواحل الصيني يؤكد حصول حادث تصادم بين سفينتين صينية وفلبينية، متهماً السفينة الفلبينية بتجاهل التحذيرات و”تعمّد الاقتراب بطريقة غير مهنية”.
اصطدمت سفينتان فيلبينية وصينية، صباح اليوم الإثنين، في بحر الصين الجنوبي قرب جزر “سبراتلي”، التي تتنازع عليها الدولتان.
وكشف خفر السواحل الصيني، أن سفينة الإمداد الفلبينية، توغلت بشكل غير قانوني في المياه المتاخمة لجزر “ريناي شول”، متجاهلةً تحذيرات الصين الرسمية المتكررة، وانتهكت اللوائح الدولية لمنع الاصطدامات في البحر، واقتربت بشكل خطير من السفن الشراعية الصينية بـ”طريقة غير مهنية ومتعمّدة”.
وأشار خفر السواحل الصيني إلى أن “تلك الطريقة غير المهنية هي سبب التصادم”، مؤكداً أن المسؤولية تقع بالكامل على عاتق الفلبين وأنه سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد السفينة الفلبينية.
ولم يشِر البيان إلى وقوع إصابات أو أضرار لحقت بأي من السفينتين.
وكانت التوترات الكبيرة التي تشهدها منطقة بحر الصين الجنوبي دفعت بكين إلى اتخاذ خطوات حاسمة وتصعيدية لتأكيد جديتها في الدفاع عن سيادتها وحماية أمنها القومي.
وآخر تلك الإجراءات قانون جديد أطلقته الحكومة الصينية باسم “قانون التعدي”، بدأ العمل به منتصف هذا الشهر (حزيران/يونيو 2024)، ويسمح لقوات خفر السواحل الصينية باحتجاز كل من يحاول تجاوز الحدود البحرية للبلاد بصورة غير قانونية، والتحقيق معه لمدة تصل إلى ستين يوماً.
وأثارت تلك الإجراءات حفيظة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وخصوصاً الفلبين، بحيث شهدت الفترة الأخيرة قيام القوات الصينية باستخدام خراطيم المياه لإبعاد السفن الفلبينية عن المناطق المتنازع عليها.
وتشهد الفترة الأخيرة توترات بين البلدين، خصوصاً بعد تولي الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن منصبه في العام 2022، والذي قام بتعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
ويملك البلدان تاريخاً طويلاً من الصراع في بحر الصين الجنوبي، الذي يعد ممراً مائياً مهماً للتجارة العالمية، حيث تمر عبره بضائع بقيمة 3 تريليون دولار أميركي كل عام.
ويعود الصراع إلى الخلاف على الانتماء الإقليمي لعدد من الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي، حيث تم اكتشاف احتياطيات كبيرة من النفط والغاز على الجرف القاري لتلك الجزر، بما في ذلك جزر “باراسيل” وجزيرة “ثيتو” و”سكاربورو شول” وجزر “سبراتلي”.
سيرياهوم نيوز1-الميادين