آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » تصريح مرعب لوزير التجارة!!

تصريح مرعب لوزير التجارة!!

علي عبود

احتج الموظفون في لبنان مؤخرا على منحهم رواتبهم بالتقسيط، وليس دفعة واحدة، وأرجعني هذا الإجراء بالذاكرة إلى حوار تلفزيوني مع خبير إقتصادي يعود إلى خمس سنوات ماضية قال فيه بجدية أثارت اٍستغراب كل من تابعها: أقترح خفض رواتب وأجور العاملين في الجهات الحكومية والخاصة بدلا من اتخاذ قرار بزيادتها، لأن لبنان سيتعرض لأزمة لن يستطيع الموظف خلالها قبض راتبه! وعندما فوجىء المحاور بهكذا رأي جازم سأله الخبير الإقتصادي: أيهما أفضل للموظف والعامل أن يقبض نصف راتبه بانتظام أم يخسر راتبه كاملا! وماحدث في الأشهر الأخيرة إن العاملين لم يفقدوا رواتبهم فعليا مع تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية بمقدار 25 ضعفاً فقط، وإنما لم يعد بمقدورهم أيضاقبضها دفعة واحدة، وهذا الأمر لم يحصل في أي بلد آخر، كما انهم خسروا مع سائر اللبنانيين ودائعهم الدولارية في المصارف، ولم يعد بمقدورهم استردادها في الأمد القريب إلا عن طريق العنف المسلح! مناسبة هذا الحديث عما حصل ويحصل في لبنان للعاملين بأجر، هو تصريح لوزير التجارة الداخلية الدكتور عمرو سالم في شهر آب الماضي لم يلفت نظر أحد حتى الآن، وأقل مايوصف به انه تصريح مرعب! نعم، لانبالغ بالقول أن تصريح وزير التجارة مرعب لأنه يحذر ملايين السوريين العاملين بأجر بالمصير نفسه الذي وصل إليه نظرائهم اللبنانيين، أي ان هناك إحتمال بعجز الدولة عن تأمين الرواتب والأجور.. فهل هذا الكلام صحيح ودقيق؟ وقد مهد وزير التجارة لإطلاق تحذيره المرعب بالجزم (أن الدولة لم تحقق أي عائد من رفع الدعم عن بعض الشرائح، وإنما خففت العجز والخسارة فقط)، لكنه لم يكمل جملته بالتالي: (تخفيض العجز والخسارة تحمّله العاملون بأجر وليس التجار وحيتان المال)! وبعد هذا التمهيد فاجأنا الوزير سالم: أن الحكومة تسعى بشكل دائم لزيادة الرواتب، والرواتب هي دفعة شهرية، وبالتالي يجب توفر المبلغ شهرياً لدى الوزارة لتكون قادرة على دفعه، حيث لا يمكن رفع الرواتب ومن ثم نصل لشهر تكون الأموال فيه غير متوفرة!! أليس هذا تحذيرا مرعبا للمطالبين بتعديل أجورهم لتناسب أسعار المواد الأساسية لملايين الأسر السورية؟ نعم، الوزير سالم يقول للعاملين بأجر مداورة: احذروا إذا استمريتم بالمطالبة بزيادة الأجور قد نتوقف عن تسديد رواتبكم في القادم من الأيام كما يحصل حاليا في لبنان! المرعب أكثر إن رئيس الحكومة لم يعلّق، ولم يدل بتصريح مخالف لتصريح وزير التجارة الداخلية يؤكد فيه أن رواتب العاملين مثل رغيف الخبز هي خط أحمر لن تتوقف الدولة عن تسديدها في مواعيدها المحددة أو قبلها بأيام! وبصراحة لم نفهم المعطيات التي استند إليها وزير التجارة ليحذّر من سيناريو مشابه للذي حدث في لبنان، بدليل ان بعض أساتذة الإقتصاد يطالبون بطباعة العملة لتحريك عجلة الإنتاج والإستثمار، ولم يحذروا من نتائج زيادة الكتلة النقدية في التداول، وهذا يعني أن مشكلة نقص الأموال في خزينة الدولة وعجزها عن تسديد الرواتب غير وارد على الإطلاق. وعلى العكس من ذلك فإن سورية مقدمة مثل أي دولة تعرضت لحرب مدمرة على انتعاش إقتصادي ونمو كبير في القادم من السنوات، فكيف إذا ماترافقت عمليات إعادة الإعمار باكتشافات نفطية وغازية في مياهها الإقليمية؟ الخلاصة: إذا صح قول وزير التجارة بأن (المواطنون هم روحنا ولا يمكن وصف مدى قيمتهم بالنسبة للدولة) فإن السؤال: هل هكذا تتعامل الدولة ، حسب رأي الوزير، مع روحها فتحذر أصحابها بالتوقف عن دفع رواتبهم إذا استمروا بالمطالبة بزيادتها، أم تُبشّرهم بغد أفضل بفعل دوران عجلات الإنتاج والإستثمار؟

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع23-10-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...