آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » تصعيد سياسي يبلغ ذروته بين دمشق والسويداء… هل يعود الاشتباك ام يقتنع الجميع بحرمة الدم السوري والتقسيم ؟

تصعيد سياسي يبلغ ذروته بين دمشق والسويداء… هل يعود الاشتباك ام يقتنع الجميع بحرمة الدم السوري والتقسيم ؟

 

عاد التصعيد على خط دمشق – السويداء من بوابة السياسة لا العسكر، وإن يكن مرشّحاً لأن يتطور إلى اشتباكات، إذا بقي الأفق مسدوداً. التصعيد بدأ بتظاهرة في السويداء، رفع خلالها المتظاهرون أعلاماً إسرائيلية، وهتفوا بالانفصال عن سوريا، تحت شعار “الحق في تقرير المصير”، وهو الموقف الأشدّ تطرّفاً في المدينة بعدما تمحورت المطالب دائماً حول حكم ذاتيّ وفيديرالية.

 

 

 

رد دمشق لم يتأخّر، إذ جاء على لسان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، الذي وجّه رسائل ثنائية إلى السويداء ومناطق الإدارة الذاتية الكردية، مؤكداً رفضه فكرة التقسيم، وواصفاً المُطالِب بها بأنه “سياسيّ جاهل وحالم”، ومشيراً إلى “القواعد العامة” التي رست سوريا عليها بموافقة إقليمية ودولية، والتي “تتمثل بوحدة الأراضي السورية وحصر السلاح بيد الدولة”.

 

 

 

مصدر سياسي في السويداء فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، بحجة أن “من يعارض خط الشيخ حكمت الهجري يتعرّض لحملات تخوين، ربما تصل إلى القتل”، تحدّث عن مقتل عدد من معارضي هذه السياسة، ومن مناصري الشيخ ليث البلعوس. وعن مشهد الأعلام الإسرائيلية في تظاهرة السويداء، اعتبرها “تصعيداً” غير مسبوق، ويُنذر بـ”سوء ما هو مقبل”.

 

 

 

 

 

 

تظاهرات في السويداء.

تظاهرات في السويداء.

 

 

لا يعرف المصدر الخلفيات الحقيقية لتظاهرة السبت ورفع أعلام إسرائيل فيها، لكنه يشير إلى الصلات بين الهجري والشيخ موفق طريف، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، كما لا يستبعد “تدخلاً إسرائيلياً” في الحراك الشعبي في السويداء من خلال الإيعاز إلى الهجري بتصعيد موقفه والمطالبة بالانفصال وبالحق في تقرير المصير، بعدما كانت المطالب تقتصر على “الحماية الدولية”، من دون تحديد الجهة الدولية.

 

 

 

تهديدات مناصري الهجري

 

يرفض المصدر نفسه تعميم مشهد السبت على موحّدي السويداء كلّهم، “فهذا واقع غريب تعيشه المحافظة، في ظلّ حملات التخوين والتهديد بالقتل. وهذا يمنع خروج أصوات ترفض الحماية الإسرائيلية، وتتمسك بوحدة التراب السوري، وتعارض الانفصال عن الدولة، وتتمسك بخط سياسي معارض للشيخ الهجري”.

 

 

 

ويضيف: “ليست السويداء كلها مع الشيخ الهجري، ولا السويداء مع رفع أعلام إسرائيلية، لكن السويداء كلها ترفض أن تكون كبش فداء للحكومة”، مشدداً على أن معارضة الهجري لا تعني موالاة الحكومة، “إنما هي معارضة أيضاً لسياسات الحكومة الانتقالية لجهة الاقتحامات والانتهاكات وفرض سياسة التطويع، خصوصاً بعد المجازر التي اقترفت في السويداء، وتكلم عنها الشرع مراراً واعداً بالمحاسبة، من دون أن يتحقق ذلك فعلياً؛ وأحداث الساحل مثال على ذلك”.

 

 

 

وعن رؤيته للسويداء وأفق مستقبلها انطلاقاً من موقعها السياسي والاجتماعي، يقول المصدر إن مشاريع الانفصال التام “غير قابلة” للتحقّق على أرض الواقع؛ فالسويداء محاطة بدمشق ودرعا من جهة، والأردن من جهة أخرى، والمملكة الهاشمية رفضت أخيراً مرور المساعدات من إسرائيل إلى السويداء عبر أراضيها، وفقاً لتقرير نشره موقع “أكسيوس” الأميركي. بالتالي، لا بعد جغرافياً للمحافظة إلا سوريا، ولا خط مباشراً مع إسرائيل التي عرضت فتح ممر من الداخل السوري من دون رغبة فعلية بتنفيذه، بدليل طلبها موافقة من الحكومة السورية عليه، وهذا “مستحيل” وفق المصدر نفسه، وهدفه تطيير المشروع.

 

 

 

هل يعود الاشتباك؟

 

قد يترجم التصعيد السياسي اشتباكاً عسكرياً؛ فالتوتر بلغ ذروته في ظل تعارض المواقف بين دمشق والسويداء، لكن لعودة الاشتباك سيناريو آخر! فإسرائيل رسمت خطوطاً حمراء جنوبي سوريا خلال الاشتباكات الأخيرة، ليس من مبدأ حماية الدروز بل من منطلق تغيير معادلات الجنوب السوري الأمنية، وقد استهدفت وزارة الدفاع وأرتالها في السويداء لاستقطاب الدروز نحو صفها.

 

 

 

الرواية التي يتفق عليها محللون وسياسيون في السويداء هي أن تل أبيب أوقعت بدمشق في محادثات باكو، ومنحتها ضوءاً أخضر لمهاجمة السويداء، ثم تدخّلت فبدّلت المعادلات العسكرية في الجنوب السوري، واستقطبت بعضاً من الدروز إلى صفها فحقّقت مشروعها. من هذا المنطلق، يقول المصدر إن إسرائيل “باتت ضابط إيقاع التصعيد السياسي والعسكري في الجنوب، وأي اشتباك مقبل رهن بمشروعها”.

 

 

 

في الختام، يستذكر المصدر التظاهرات التي خرجت في ساحة الكرامة في السويداء خلال عهد بشّار الأسد، والتي نادت بوحدة الشعب السوري. وإذ يشير إلى تناقضها مع شعارات التظاهرات الحالية، والتي بتقديره طرأ عليها العامل الإسرائيلي، يرى أن الشعارات الأولى خريطة الطريق الوحيدة التي تشكّل مخرجاً للسوريين والسويداء في ظل الواقع السياسي والجغرافي.

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

انفجار عبوة ناسفة داخل سيارة قديمة في منطقة المزة بدمشق دون إصابات

انفجرت مساء اليوم عبوة ناسفة مزروعة داخل سيارة قديمة، في منطقة المزة بدمشق، دون وقوع إصابات. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق العميد أسامة ...