أعلنت كتائب “عز الدين القسام”، الاثنين، تفجير دبابة إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة يوم السبت وقصف المنطقة بقذائف الهاون لأول مرة منذ استئناف تل أبيب حرب الإبادة الجماعية في 18 مارس/ آذار الجاري.
وقالت القسام في بيان مقتضب، إنها “فجرت دبابة صهيونية بعبوة معدّة مسبقاً خلال عملها قرب الخط الفاصل شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع”.
وتابعت أن عناصرها قصفوا “المكان بعدد من قذائف الهاون” بتاريخ 29 مارس الجاري (السبت الماضي).
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها القسام عن اندلاع اشتباكات مباشرة مع قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة بالقطاع منذ إعلان إسرائيل استئناف الإبادة الجماعية منذ 18 مارس الجاري.
جاء ذلك فيما شهد قطاع غزة، اليوم، تصعيدا عسكريا إسرائيليا واسعا، أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، في سلسلة غارات وقصف استهدف مناطق متفرقة من القطاع.
يأتي ذلك وسط ظروف إنسانية كارثية وتوجّه آلاف المدنيين نحو مراكز إيواء مكتظة، وسط استهداف إسرائيلي مباشر خلف “مجزرة أطفال” في القطاع، بحسب وصف طبية فلسطينية.
في جباليا شمال غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للمواطنين شرق المدينة، مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين. وفي مخيم البريج وسط القطاع، أصيب مواطن بعد أن ألقت طائرة مسيّرة قنبلة على ساحة مدرسة تابعة لـ”الأونروا” كانت تؤوي نازحين.
أما في مدينة غزة، فقد استشهد 10 فلسطينيين، بينهم أطفال، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بشارع يافا في حي التفاح شرق المدينة. ووصل مستشفى المعمداني 3 شهداء وعدة إصابات بعد قصف منزل عائلة حمادة بالقرب من مسجد السلام في المنطقة ذاتها.
وتواصلت الموجة الدموية في المناطق الوسطى، حيث استشهد 5 فلسطينيين في هجمات إسرائيلية على محيط منطقة الزعفران في المغازي، ومنطقة الزوايدة، وقرية المصدر.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء فورية لسكان رفح ومناطق بلديات النصر والشوكة والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية، بالإضافة إلى أحياء السلام والمنارة وقيزان النجار، مطالبا إياهم بالانتقال إلى مراكز الإيواء في المواصي. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن عمليات النزوح تجري في ظروف “إنسانية صعبة”، مع تزايد الازدحام ونقص الموارد الأساسية.
وفي خانيونس، استشهد 6 فلسطينيين، بينهم أطفال، جراء قصف إسرائيلي على تجمع مدني قرب مخبز الحلو وسط المدينة، كما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة نازحين بصاروخ استطلاع في منطقة أصداء شمال غرب خانيونس، وسط صعوبات في وصول سيارات الإسعاف. كما أصيب مدنيون بعد قصف منزل في شارع جمال عبد الناصر.
وتكررت المأساة في مناطق أخرى من خانيونس، حيث استشهد طفلان في غارة على منزل وسط المدينة، بينما استشهد 9 فلسطينيين، معظمهم أطفال، إثر قصف شقة سكنية في مدينة حمد شمال غرب خانيونس. كما استشهد 6 مدنيين جراء قصف منزل عائلة معمر في جورة اللوت، و4 آخرين في منزل عائلة مقداد غربي خانيونس، بينما سقط شهيدان في قصف منزل ببلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة.
وفي رفح، ألقت طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة على مجموعة من المواطنين في شارع عوني ضهير، مما أدى إلى إصابة 6 أشخاص، فيما أُصيب 6 آخرون في هجوم مماثل بالشارع ذاته.
تأتي هذه التصعيدات وسط صمت دولي مطبق، وتدهور حاد في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمأوى. وتواصل منظمات حقوقية ودولية تحذيراتها من “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، داعية إلى تدخل عاجل لوقف إراقة الدماء وحماية المدنيين.
والأحد، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير المواطنين الفلسطينيين من القطاع.
ومن جهتها نددت حركة “حماس”، الاثنين، بتصعيد تل أبيب هجماتها ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالبت دول العالم بتحرك لوقف الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان: “تواصل حكومة مجرم الحرب نتنياهو حربها الوحشية ضد المدنيين في قطاع غزة، ويواصل جيشها الفاشي، في ثاني أيام عيد الفطر تصعيده لعمليات القصف الهمجي على الأحياء السكنية وخيام النازحين”.
وتابعت: “تُرتَكَب هذه المجازر أمام سمع وبصر العالم، بحق مدنيين عُزَّل، ونازحين في خيام النزوح، بدافع الانتقام والإرهاب ضمن سياسية الإبادة والتهجير القسري”.
وأدانت محاولات الولايات المتحدة لتعطيل “أدوات المساءلة الدولية، ما يجعلها شريكاً مباشراً في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين”، وفق البيان.
وطالبت المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية وشعوبها بالتحرك لـ”وقف الجرائم الإسرائيلية والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم