آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » تصعيد مزدوج ضدّ موسكو وبكين: بايدن وفِيّ لعدوانية ترامب

تصعيد مزدوج ضدّ موسكو وبكين: بايدن وفِيّ لعدوانية ترامب

تبدو الساحة الدولية أكثر جاهزية للعودة إلى مناخات الحرب الباردة، بالنظر إلى السياسات العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة إزاء الصين وروسيا، المُحدَّدتَين ضمن «وثيقة الدليل الاستراتيجي الموقّت للأمن القومي» على رأس قائمة التحدّيات الأميركية. ومردُّ وضوح أولويات السياسة الخارجية لدى الإدارة الجديدة، بحْث جو بايدن عن طريق مختصر يعيد أميركا إلى عصر الريادة الذهبي. وهي غايةُ لن يعدم وسيلة إلّا وسيجرِّبها لتحقيقها، ومنها إعادة الاعتبار إلى «الدبلوماسية» التي استهلّتها الإدارة الأميركية بجولةٍ قام بها وزيرا الخارجية والدفاع، شمَلت كلّاً من اليابان وكوريا الشمالية والهند التي زارها لويد أوستن منفرداً، فيما توجّه أنتوني بلينكن برفقة مستشار الأمن القومي جايك سوليفان إلى آلاسكا، حيث عُقدت، على مدى يومين، اجتماعات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ورئيس الشؤون الخارجية يانغ جيتشي، بيّنت «المخاوف العميقة» لدى الولايات المتحدة، من تايوان إلى هونغ كونغ والإيغور و«عسكرة» بحر الصين الجنوبي و«الإكراه الاقتصادي» الذي تتّهم واشنطن بكين بممارسته، واستعداد الأميركيين للذهاب بعيداً في المواجهة مع بكين كونها «تُهدِّد النظام القائم على القواعد الذي يحافظ على الاستقرار العالمي»، على حدِّ تعبير بلينكن.وما بين حوار ألاسكار وجولة بلينكن وأوستن الآسيوية التي وضعت أساساً عمليّاً لنقل التركيز إلى منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، أثار جو بايدن التوتُّرات مع روسيا حين هاجم رئيسها، فلاديمير بوتين، ونعَته بـ«القاتل»، دافعاً العلاقات نحو مزيد من التدهور، خصوصاً بعد قرار موسكو استدعاء سفيرها في واشنطن، أناطولي أنطونوف، على خلفية التصريحات التي رفض البيت الأبيض التراجُع عنها، على ما أكّدت الناطقة باسمه، جين ساكي. وهذه منطلقات تُحدِّد ملامح السياسة الخارجية لإدارة بايدن، التي ما فتئت تُردِّد فكرةً مفادها بأنها تشتغل على الموازنة بين القيم والمصالح الأميركية. وهو ما دأب على ترداده باراك أوباما، عرّاب سياسة «الاستدارة نحو آسيا»، لاحتواء صعود الصين، فيما ذهب دونالد ترامب إلى حدِّ افتعال حربٍ تجارية مع القوّة الآسيوية، وصولاً إلى إعلان وزير خارجيته، مايك بومبيو، ضرورة تجمُّع الديموقراطيات تحت سقف مواجهة تلك القوة. وعلى رغم تَوقُّع الخبراء أن تتبع الإدارة الجديدة نهجاً تقليدياً مقارنةً مع ذاك الذي ساد إبّان عهد ترامب، يبني الرئيس الأميركي، راهناً، على «إنجازات» سلفه في ميدان السياسة الخارجية، ليعيد الحياة إلى أحلافٍ عفا عليها الزمن، مِن مِثل «مجموعة الحوار الأمني الرباعي»، «كواد»، (تجمع إلى الولايات المتحدة كلّاً من اليابان وأستراليا والهند)، التي تعهدَّت «العمل معاً لضمان حرية الملاحة في المحيطَين الهندي والهادي، والتعاون في مجالَي الأمن البحري والإلكتروني في مواجهة التحديات التي تشكّلها الصين».

اعتبر بلينكن أن الصين تُهدِّد النظام القائم على القواعد الذي يحافظ على الاستقرار العالمي

«استفحال السلطوية» في الصين وروسيا، والتعبير لبايدن، بات يدفع هذا الأخير إلى تبنّي أساليب لم تعتَدها الإدارات الديموقراطية. فعدوى ترامب تبدو أكثر إغراءً ووضوحاً من قول الرئيس الحالي، مثلاً، إنه أوضح لنظيره الروسي «بطريقة مختلفة تماماً عن سلفي، أنه ولّى الزمن الذي كانت فيه الولايات المتحدة تغضّ النظر في مواجهة الأعمال العدوانية لروسيا: التدخُّل في انتخاباتنا والهجمات الإلكترونية وتسميم مواطنيها»؛ وحذّر نظيره الصيني الذي لا يملك «أيّ حس ديموقراطي»، كما وصفه، من أنه إذا لم «تتحرّك» الولايات المتحدة في شأن سياسة الصين «فستتغلّب علينا».

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس الإيراني يدعو بابا الفاتيكان لحث زعماء العالم للوقوف بوجه جرائم “إسرائيل”

  فرانسيس الثاني أنّ إيران مُستعدّة للتعامل البنّاء مع الفاتيكان من أجل تعزيز السلام والعدالة في العالم.     أكّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم ...