اعلن “حزب الله” اللبناني، الأحد، استشهاد 6 من عناصره في المعارك الدائرة مع إسرائيل جنوبي لبنان، لترتفع حصيلة الشهداء في صفوفه إلى 25 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال الحزب، في بيانات منفصلة نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام (رسمي)، إن “علي يوسف أبو خليل، وجعفر عباس أيوب، وحيدر خضر عياد، وعلي محمد مرمر، أحمد علي الحلاني، وعلي خليل خريس ارتقوا أثناء قيامهم بواجبهم”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وبذلك ترتفع حصيلة شهداء “حزب الله”، خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، منذ عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس بقطاع غزة إلى 25، وفق مراسل الأناضول.
وفي وقت سابق الأحد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “حزب الله” من دخول الحرب، قائلا إنه “سيرتكب أكبر خطأ في حياته إذا ما قرر الدخول بحرب ضدنا”.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان (رسمية)، بأن إسرائيل قصفت بلدات جنوبية في لبنان، بينها مزرعة بسطرة ورباع التبن في مزارع شبعا، ومحيط بلدتي راميا وعيتا الشعب.
وأشارت إلى احتراق أحد المنازل في بلدة حولا (جنوب) نتيجة قذيفة مدفعية أطلقها الجيش الإسرائيلي.
هذا وأفاد بيان مشترك صادر عن وزارة الدفاع والجيش في إسرائيل اليوم الأحد بأن إسرائيل أضافت 14 تجمعا سكنيا إلى خطة الإخلاء في شمالها.
تقع التجمعات المذكورة في البيان، والتي وافق عليها وزير الدفاع يوآف جالانت، بالقرب من لبنان وسوريا.
ومن جهة اخرى اتهم الجيش الإسرائيلي الأحد حزب الله اللبناني بالسعي إلى التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية، محذراً بأن ذلك “سيجر لبنان إلى حرب” على وقع تبادل مستمر لإطلاق النار بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس عبر منصّة إكس إن “حزب الله يعتدي ويجر لبنان إلى حرب لن يجني منها شيئاً، إنما قد يخسر فيها الكثير”، مضيفاً أن “حزب الله يلعب لعبة خطيرة للغاية، إنه يصعد الوضع، نرى هجمات متزايدة كل يوم”.
وتساءل كونريكوس “هل الدولة اللبنانية مستعدة حقاً لتعريض ما تبقى من الازدهار والسيادة اللبنانيين من أجل إرهابيي غزة”.
ويبدو أن التصعيد على الحدود لا يزال ملتزماً بقواعد الاشتباك السارية بين حزب الله وإسرائيل، لكن خبراء يحذرون من احتمال توسع الحرب إلى لبنان عبر تدخل أكبر لحزب الله في حال شنت إسرائيل هجوماً برياً على غزة.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأحد وفق بيان عن مكتبه إن “الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دولياً وعربياً واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديداً، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة الى لبنان”.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل على وضع “خطة طوارئ (…) من باب الحيطة”، مشدداً “لكننا في الوقت ذاته مطمئنون الى أن اصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لاعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الاسوأ”.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حذر السبت “نحن معنيون ونحن جزء من هذه المعركة، ليكن واضحاً، كلما تتالت الاحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخلنا أكبر، فسنفعل ذلك”.
وفي لبنان، أسفر التصعيد حتى الآن عن استشهاد 29 شخصاً، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله، إضافة الى ستة مقاتلين من فصائل فلسطينية وأربعة مدنيين بينهم مصور في وكالة رويترز للأنباء. وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في لبنان عن قصف مدفعي وجوي مساء السبت استهدفت مناطق حدودية عدة، بينها منطقة جزين.
كما أشارت الوكالة الوطنية إلى تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله السبت استهداف مواقع إسرائيلية عدة على الجانب الآخر من الحدود وضمن مزارع شبعا المتنازع عليها.
وأوقع تبادل القصف السبت ستة قتلى من حزب الله وعنصر من حركة الجهاد الإسلامي، فضلاً عن خمسة إصابات على الجانب الإسرائيلي، بينهم ثلاثة جنود وعاملات زراعيان تايلانديان.
وتجدد القصف صباح الأحد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته “رصدت خلية إرهابية تحاول إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه منطقة أفيفيم على الحدود مع لبنان”، مشيراً إلى أن قواته شنت “ضربة على الخلية قبل أن تتمكن من تنفيذ الهجوم”.
كما أطلق مقاتلون من الجانب اللبناني صاروخاً مضاداً للصواريخ على دبابة إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، وفق الجيش الإسرائيلي الذي أعلن عدم وقوع إصابات أو أضرار، كما قال إنه رد باستهداف “الخلية الإرهابية”.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية عن قصف إسرائيلي يطال محيط قرى حدودية عدة في جنوب غرب وجنوب شرق لبنان.
وعلى وقع التصعيد، طلبت إسرائيل إخلاء أكثر من 40 منطقة قرب الحدود، بينهم 14 بلدة أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية إخلائهم الأحد.
وذكرت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ، التابعة للوزارة أنه سيتم نقل السكان إلى دور ضيافة، تمولها الدولة، حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وعلى الجانب اللبناني، دفع التصعيد بآلاف المدنيين إلى النزوح من منازلهم.
خاض حزب الله واسرائيل حرباً مدمّرة صيف 2006، خلّفت أكثر من 1200 شهيد في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين. وتسبّبت الحرب التي استمرت 34 يوماً بنزوح نحو مليون لبناني من بلداتهم.
وتصاعدت، الأحد، حدة عمليات تبادل إطلاق النار على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إن قواته “هاجمت موقعا لمنظمة حزب الله في لبنان، ردا على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على إسرائيل”.
وأوضح أنه “في أعقاب التقرير الأولي عن تفعيل الإنذار في كيبوتس يفتاح (قرب حدود لبنان)، تم رصد عدد من عمليات إطلاق قذائف الهاون باتجاه الأراضي الإسرائيلية التي سقطت في منطقة مفتوحة”.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن “مسلحين أطلقوا صاروخا مضادا للدبابات على منطقتي ترمس وشوشن”.
وأضاف أنه “رد بإطلاق نيران الدبابات والمدفعية على مصادر النيران”، دون ذكر تفاصيل أكثر.
من جانبها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (لبنانية حكومية) أن “صواريخ موجهة أطلقت باتجاه موقع العباد التابع لجيش العدو الاسرائيلي، وتم استهداف كاميرات المراقبة وأجهزة التجسس هناك”، دون الإشارة إلى الجهة المنفذة.
ولم تتحدث الوكالة عن وقوع إصابات في الجانب اللبناني، كما لم يعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابات في صفوفه.
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ أكثر من أسبوعين تبادلا متقطعا لتبادل النيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة و”حزب الله” وفصائل فلسطينية من جهة أخرى؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ويتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية على وقع مواجهة مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس” وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى في غزة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم