آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » تظاهرة أكفان رفضاً للتهجير: العدوّ يأمر مليون غزيّ بالإخلاء!

تظاهرة أكفان رفضاً للتهجير: العدوّ يأمر مليون غزيّ بالإخلاء!

 

يوسف فارس

 

 

واصل جيش العدو، أمس، عملية هدم ما تبقّى من أبنية في مدينة غزة التي اهتزّت على وقع انفجارات ضخمة. وبينما يواصل الأهالي الفرار على غير هدى، نتيجة القصف الجوي المتواصل، استيقظت المدينة على وقع كارثة هي الأكبر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، إذ أنذر جيش الاحتلال نحو مليون إنسان يسكنون غزة وضواحيها بإخلاء منازلهم والتوجّه إلى منطقة المواصي جنوب القطاع. وتمتدّ المنطقة التي حدّدتها المنشورات الإسرائيلية لإخلائها، من حي الشجاعية شرقاً وحتى أقصى غرب غزة، وتضم البلدة القديمة وأحياء الدرج والتفاح والصحابة والرمال والنصر والشيخ رضوان والصبرة، ويتركّز فيها نحو مليون نازح.

 

وتزامنت أوامر الإخلاء الجديدة مع أكبر عملية قصف جوي تشهدها المدينة منذ أيام، دمّر خلالها العدو أكثر من 70 منزلاً وبرجاً سكنياً. وكان واضحاً تعمُّد جيش الاحتلال استهداف الأبراج المرتفعة التي تحوي مئات الشقق السكنية، خصوصاً تلك التي تحيط بها مخيمات يسكنها مئات الآلاف من النازحين، ما يحقّق مبدأ الرعب والتخريب ويجبر السكان على النزوح جنوباً. غير أن سياسة الضغط الرهيبة هذه، تصطدم بواقع إنساني صعب، لا يجد سكان المدينة المنهكون فيه خياراً سوى البقاء.

 

ويقول يحيى المدهون، وهو صحافي شارك في مسيرة أكفان انطلقت، ظهر أمس، وسط مدينة غزة: «إننا لن نخرج من المدينة إلا أمواتاً. هذه مدينتنا التي عشنا فيها وسنموت فيها قبل أن نتركها». أما رئيس اللجنة العليا لشؤون العشائر، أبو سلمان المغني، فقد أكّد خلال المسيرة الحاشدة أن «التاريخ لن يكتب أننا تركنا مدينتنا. سنبقى في غزة ولن نغادرها حتى آخر نفس. اتخذنا قراراً جماعياً بالبقاء في غزة». وشاركت في المسيرة اللجان المجتمعية وجهاز الدفاع المدني ووزارة الصحة والآلاف من المواطنين والصحافيين ووجهاء العشائر.

 

لا يجد سكان المدينة المنهكون خياراً سوى البقاء في ظل واقعهم الصعب

 

 

وفي الميدان، كثّف العدو عمليات القصف الجوي التي طاولت العشرات من المنازل والأبراج السكنية، بالإضافة إلى كثافة هائلة في وتيرة المجازر الجماعية، وتسوية المنازل المأهولة بالأرض. ودمّر جيش الاحتلال منزل عائلة الصفدي في حي الكرامة، على رؤوس خمس عائلات تسكنه. ووفقاً لجهاز الدفاع المدني، فإن 20 من سكانه قضوا تحت الركام، بينما لم تفلح كل المحاولات التي بُذلت لإنقاذ ثمانية أحياء ظلّت أصوات استغاثتهم تُسمع طوال ساعات النهار. كذلك، استهدفت الطائرات الحربية العشرات من خيام النازحين في المناطق الغربية للمدينة.

 

أما الجزء الآخر من مشهد القطاع، فيظهر في شارع الرشيد الذي يربط شماله بجنوبه، إذ يكتظّ الطريق بالمئات من الأسر والمركبات المحمّلة بعائلات تبحث عن الأمان جنوباً. وتقول أم عمر قمر، وهي نازحة من حي الشيخ رضوان: «صمدنا في بيتنا حتى بدأت القنابل الحارقة وطلقات الرصاص تخترق النوافذ. العشرات من الشهداء قضوا في منازلهم، ولو استطعنا البقاء في المنزل لما خرجنا، لكنّ المنطقة صارت خطيرة للغاية.

 

اضطررنا إلى النزوح مرغمين من دون أي خطة أو مكان نتوجه إليه جنوباً». وتتابع في حديثها إلى «الأخبار»: «قمنا ببيع أثاث المنزل حتى نؤمّن تكاليف المواصلات، وأخلينا المنزل من كل الأغراض لأن جيش الاحتلال جاء ليدمّر كل شيء. وخرجنا إلى الجنوب نبحث عن خيمة أو مأوى ولم نجد».

 

وفي جنوب القطاع ووسطه، حيث حدّد جيش الاحتلال الشريط الساحلي لمدينة خانيونس على أنه منطقة إنسانية، يقطن مئات الآلاف من النازحين، وليس في تلك المنطقة موطئ قدم لأي نازح جديد. ويقول نزار عياش، وهو رئيس بلدية مدينة دير البلح إن «المدينة مكتظّة بالنازحين أساساً وتعاني من انهيار تام في البنية التحتية، وليس بوسعنا أن نستقبل المزيد من النازحين».

 

أما في مواصي خانيونس، فيؤكد مصدر في المؤسسات الدولية، أن «جيش الاحتلال لم يقم حتى اليوم بتأهيل أي منطقة جديدة لاستقبال النازحين من شمال القطاع، إذ قدّم الكثير من التصريحات الإعلامية بلا رصيد فعلي على الأرض، فلم تدخل خيام جديدة، كما أن تهيئة الظروف لاستقبال مليون نازح بحاجة إلى عمل كبير وتجهيزات هائلة، وكل ذلك غير متوفّر حالياً، ما يعني أن نازحي الشمال ومدينة غزة سيُلقون في الشوارع بلا أي رعاية».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بغياب مصر والسودان وحضور حلفائهم.. اثيوبيا تفتتح سد “النهضة” بعد 14 عاما من التشييد والخلافات وآبي أحمد يوجه رسائل للجوار

افتتح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الثلاثاء، سد “النهضة” بعد نحو 14 عاما من التشييد والخلافات مع مصر والسودان بسبب الملء والتشغيل. وأفادت وكالة الأنباء ...