أيهم مرعي
الحسكة | بعد مضيّ أربعة أيام على استهداف فصائل المقاومة القاعدة الأميركية غير الشرعية في مطار خراب الجير في رميلان، في ريف الحسكة الشمالي، بطائرتين مسيّرتين، أقرّت الولايات المتحدة بوقوع ثمانية جرحى في صفوف عناصرها في الاستهداف الذي وقع ليل الجمعة – السبت، والذي يُعدّ العشرين من نوعه لهذه القاعدة خلال أقلّ من عام، والـ 140 الذي يطاول القواعد الأميركية في سوريا، منذ تشرين الأول من العام الفائت حتى الآن. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر، خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس، إن «ثمانية عسكريين أميركيين أصيبوا في الهجوم الذي استهدف قاعدة في سوريا بطائرة مسيّرة، الأسبوع الماضي»، مشيراً إلى أن «الجنود الثمانية تلقّوا العلاج من جراء تعرّضهم لإصابات دماغية واستنشاق الدخان، وعاد ثلاثة منهم بالفعل إلى الخدمة»، ليرتفع بذلك عدد الجنود الأميركيين المصابين، خلال أسبوعين من عمليات المقاومة في سوريا والعراق، إلى 13، ثمانية منهم في خراب الجير، وخمسة في عين الأسد، علماً أن الهجوم الأخير الذي استهدف القاعدة الأولى أسفر أيضاً عن اندلاع حريق كبير فيها، نتيجة استهداف مستودعات للوقود والذخائر.وقبل ساعات من الإعلان الأميركي، استهدفت فصائل المقاومة، ليل الثلاثاء – الأربعاء، القاعدة الأميركية في معمل غاز كونيكو في ريف دير الزور الشرقي، برشقة صاروخية، وذلك للمرة الثالثة خلال أسبوعين، ما أدى إلى تصاعد الدخان منها. وتؤكد مصادر ميدانية أن فصائل المقاومة قصفت تلك القاعدة بـ«أربعة صواريخ محلية الصنع»، لافتة، في حديثها إلى «الأخبار»، إلى أن «اثنين من الصواريخ على الأقل سقطا داخل القاعدة». وتبيّن المصادر أن «الاستهداف وقع بعد أقل من أربع ساعات من تعزيز القاعدة بدفعة جديدة من الأسلحة والمعدات، وبعد 24 ساعة من تنفيذ مناورة بالذخيرة الحية داخلها»، مشيرة إلى أن «المقاومة تنجح في كل مرة، وبمعدات بسيطة، في خرق كل الاحتياطات الدفاعية الأميركية بما فيها أنظمة الدفاع الجوي، ما بات يشكل حرجاً كبيراً للترسانة العسكرية الأميركية في سوريا والعراق». وترى المصادر أن «تأخر واشنطن في الإعلان عن وجود إصابات في استهداف قاعدة خراب الجير، يوضح سياستها في التعتيم قدر الإمكان على خسائرها في المنطقة»، معتبراً أنها «تتعمد ذلك لتجنب حراك شعبي داخلي ضدها بما يهدد مستقبل وجودها في المنطقة».
ويجيء هذا التصعيد بعد أشهر من الهدوء النسبي، نتيجة منح المقاومة فرصة لبغداد للضغط على الأميركيين للبدء بإجراءات الانسحاب التدريجي من العراق، والذي يمهد للانسحاب من سوريا أيضاً. كما أنه يأتي بعد فشل المفاوضات بين بغداد وواشنطن في الوصول إلى أي نتيجة، لتستأنف المقاومة عملياتها قبل أكثر من أسبوعين، في كل من سوريا والعراق، مستهدفة قاعدة عين الأسد لمرتين، وقاعدة كونيكو لثلاث مرات، وقاعدة مطار خراب الجير مرة واحدة، مع إسقاط منطاد حراري في قاعدة حقل العمر، في سوريا.
ومع ذلك، لا يبدو أن واشنطن تريد تغيير وضع قواتها في كل من سوريا والعراق، وخاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وترقّب رد إيراني ومن «حزب الله» على الكيان الصهيوني بعد جريمة قتل القائدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، ما يرفع فرص اندلاع حرب إقليمية. وإن واشنطن كثّفت من عمليات تعزيز قواعدها غير الشرعية في سوريا، عبر إرسال أكثر من سبع دفعات من الأسلحة والمعدات اللوجستية براً وجواً إلى قواعد خراب الجير وقسرك والشدادي في الحسكة، وحقل العمر وكونيكو في دير الزور، وسط تحليق شبه مستمر لطيران الاستطلاع ومناطيد المراقبة في المنطقة. كما سرّبت وسائل إعلام أميركية أنباء عن استعداد مجموعة من 230 عسكرياً أميركياً للتوجه إلى كل من سوريا والعراق، في ظل ارتفاع حدة التوترات في الشرق الأوسط.
سيرياهوم نيوز١_الاخبار