فادي بك الشريف
عادت مشكلة تعطل التجهيزات الطبية لتطفو على السطح مجدداً في وقت أصبحت تأثيراتها لا تحتمل بالنسبة لعدد كبير من المواطنين والمرضى ممن لا يجدون مسعفاً لهم سوى القطاع الخاص لكن بتكاليف كبيرة جداً ليست بمقدور الكثيرين منهم وخاصة في ظل الفروقات الكبيرة بأسعار الأدوية والعلاجات والصور الشعاعية بين القطاعين الحكومي شبه المجاني والقطاع الخاص.
وبينما اضطر مشفى المواساة الجامعي لاستعارة جهاز «الطبقي المحوري» من جارتها «جراحة القلب» نظرا لتعطل الجهاز، لم يتم التوصل لغاية الآن لحل لمشكلة تعطل جهاز المرنان في «المواساة» وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية والحصار المفروض على البلاد، وخاصة أن إصلاح الجهاز يتطلب قطعة هناك صعوبة بتأمينها، مع تعذر تأمين جهاز حديث بديل نظرا لتكاليفه الكبيرة جداً.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن بديلاً عن مشفيي المواساة التابع للتعليم العالي، ودمشق «المجتهد» التابع للصحة وخاصة على صعيد التدخل والعلاج بالنسبة للحالات الإسعافية.
وتؤكد مصادر مشفى المواساة الجامعي لـ «الوطن» المساعي المتواصلة لتأمين قطع الغيار الخاصة بعمل الجهاز، في ظل العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على الشركات، علما انه تمت مخاطبة التعليم العالي والصحة والخارجية لمتابعة واقع الأمر والوصول إلى الحل، لكن لتاريخه لم تتوصل المشفى لنتيجة، مع التأكيد على أن الإجراءات مستمرة.
وأشارت المصادر إلى أنه ليست من مصلحة الوزارة ولا المشفى أن يتوقف عمل الجهاز، وهناك مساعٍ لإصلاح الجهاز بأسرع ما يمكن، وخاصة أنه يخدم عدداً كبيراً من المواطنين والمرضى.
وأكدت المصادر أن المشكلة ليست مرتبطة بالتكلفة على الإطلاق، وإنما بمخاوف الشركات من العقوبات المفروضة، علما أنه تم طلب تأمين القطع من مشفى ليس مقاطعاً أو عليه عقوبات، إلا أن هناك تخوفاً من هذا الموضوع.
هذا وتصل تكلفة صورة الطبقي المحوري في القطاع الخاص إلى 400 ألف ليرة، فيما تصل كلفة صورة المرنان إلى المليون ليرة، ولذا فإن هناك مشكلة كبيرة بتعطل أي جهاز في مشافي الدولة التي تقدم خدماتها بكلف شبه رمزية، علماً أن صورة الطبقي المحوري تقدم مجاناً للمرضى المقبولين المقيمين في المشفى.
وحول هذا الموضوع بين وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم لـ«الوطن» أن تأمين مختلف الأجهزة والأدوية يتم عبر الاستجرار المركزي، لكن هناك صعوبات بسبب الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على البلاد، ناهيك عن فروقات الأسعار الأمر الذي يتعذر معه إرساء المناقصة على أحد.
وفيما يخص تعطل جهاز «المواساة» أكد الوزير أن هناك معاناة قائمة حالياً بسبب الحصار، لكن يتم السعي لمعالجة المشكلة عن طريق الوكيل باستجرار هذه القطعة وإصلاح الجهاز بأسرع وقت ممكن، مضيفا: هناك متابعة للموضوع من إدارة المشفى والمحاولات مستمرة لمعالجة الأمر، وخاصة ان تكلفة أي جهاز جديد كبيرة جداً.
ونوه وزير التعليم العالي بمتابعة تأمين الأدوية المطلوبة بشكل مستمر لجميع المشافي الجامعية، ورفدها بمختلف المستلزمات الطبية اليومية الخاصة بالحالات الإسعافية وغيرها خاصة الأدوية والجرعات الخاصة بأمراض الأورام، وذلك ضمن احتياجات المشافي الدورية.
رئيس قسم الأشعة في مشفى المواساة الجامعي الدكتور عامر جميل أكد لـ«الوطن» أنه يتم يومياً إجراء من 100 إلى 150 صورة طبقي محوري بشكل مجاني، بينما كانت المشفى تجري من 50 إلى 70 صورة مرنان يومياً بتكاليف شبه رمزية قبل تعطل الجهاز.
سيرياهوم نيوز1-الوطن