أقر الباحث الأكاديمي الأردني وخبير المستقبليات الدكتور وليد عبد الحي بأنه لم يشعر بالإرهاق جراء كتاب قرأه مؤخرا كما شعر به وهو يقرأ الكتاب المثير لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس.
كتاب رايس صدر بأكثر من طبعة ويضم 784 صفحة وحسب الدكتور عبد الحي سبب الإرهاق هو التنوع الشديد في موضوعات الكتاب سواء تعلق الأمر بملفات فلسطين وإيران والشرق الأوسط أو افغانستان وكوريا والصين والهند.
قرّر الباحث الدكتور عبد الحي تجميع المعلومات الواردة في الكتاب في موضوع محدد له علاقة بالقضية الفلسطينية وبكيفية اختيار وتعيين رئيس السلطة الفلسطينية من قبل الإدارة الأمريكية.
خلافا لعادته أبلغ الدكتور عبد الحي في القراءة التي وصلت نسخة منها لـ”رأي اليوم” بأنه سيكتفي بالنقل الحرفي دون تدخل في موضوعات محددة من بينها كيفية التخلص من الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات وهنا ينقل عبد الحي عن مؤلفة الكتاب الوزيرة الأمريكية أن عرفات رفض اتفاق كامب ديفيد وقال إنه سيقتل لو قبله وأن الرئيس جورج بوش استبعد السلام مع الفلسطينيين مادام عرفات موجودا ووصفه بأنه إرهابي ومخادع ومراوغ لا يميل عن الابتعاد عن العنف.
والرئيس بوش حسب رايس كان يرى عرفات فاسدا خصوصا بعد السيطرة على سفينة كارين التي تحمل سلاحا.
وتقول رايس بأن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بالتخلص من عرفات وعزله وبأن ارئيل شارون في ديسمبر 2001 أبلغ بأن عرفات أصبح خارج اللعبة وأنها شخصيا قررت تذكير شارون بتعهده آنذاك بعدم قتل عرفات.
تشرح رايس: عكفنا على دراسة بدائل لعرفات لكن ينبغي أن نكون حذرين خصوصا مع الإسرائيليين في توضيح نيتنا وهي تغيير سلمي وليس اغتيال عرفات.
وتضيف انتقلت مناقشاتنا لاحقا إلى الطريقة التي ينبغي أن نعمل بها لإيجاد قيادة جديدة للفلسطينيين تقبل بحل الدولتين وسط القناعة بأن هذا الحل لن يتحقق طالما بقي عرفات على رأس السلطة.
وقد أبلغ الرئيس بوش شارون في البيت الابيض آنذاك بضرورة البحث عن قيادة جديدة للسلطة لكنه حذره قائلا : هذا لا يعني أنكم تستطيعون قتل عرفات ثم رفض فكرة كولن باول عن مؤتمر للسلام بحضور عرفات وقرر بوش دعوة الفلسطينيين لانتخابات جديدة ثم أيّد توني بلير تغيير عرفات وبعدها قتل الرجل بالسم.
وبعد سقوط صدام حسين تقول رايس بأن الضغط الهائل بدأ على عرفات وتزايد وكان من شأن إصدار القانون الأساسي وتعزيز صلاحيات رئيس الوزراء المعتدل محمود عباس أن حظي بتأييد عالمي واسع وتشير إلى كيفية حضور عباس لمؤتمر شرم الشيخ بدلا من عرفات فيما كان عرفات وكولن باول يلتقيان في المقاطعة والدبابات الإسرائيلية تحيط بالمكان وأبلغه باول بأنه سيكون آخر مسؤول أمريكي سيجتمع به.
لاحقا تعبر رايس عن شغفها مع الرئيس بوش بالانتخابات التي ستقود إلى رئاسة محمود عباس حيث أصبح للفلسطينيين اليوم قائد جديد محترم لا يستخدم مفردات مثل المقاومة والانتفاضة.
وتتحدّث رايس عن مساعدي عباس ومنهم سلام فياض فهو “رجل ذكي ونزيه وقدير وسوف يكون حليفنا المهم” وتشير لما قاله عباس في شرم الشيخ حول صعوبة إنشاء دولة فلسطينية في ظل الإرهاب.
ثم تتحدّث رايس عن الخلافات بين عباس وعرفات قبل موت الأخير بسبب الأجهزة الأمنية التي تصفها بأنها عصابات تخدم عرفات ثم تشرح خطة الولايات المتحدة بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية على أساس أن السلطة التنفيذية بيد عباس وبالتالي المساعدات تذهب له وحصر حماس في نطاق التشريع فقط وعدم تسليمها أية أموال وقد استعان سلام فياض بشركة أمريكية مالية لإدارة الحسابات الفلسطينية.
ووفقا لقراءة الدكتور عبد الحي فقد قالت رايس: ” لا أستطيع احصاء عدد المكالمات التي أجريتها مع أثرياء عرب لأتوسّلهم تقديم جزء يسير من عائدات النفط إلى القائد الفلسطيني الوقور الجديد ثم حصلت خطوات تدريب قوات أمن عباس في الولايات المتحدة وتقديم 200 مليون دينار سنويا لهذا الغرض.
تشير رايس في كتابها إلى أنها عندما توجّهت إلى مقر عباس طلبت من سائق السيارة أن ينعطف بسرعة حتى تتفادى المرور من ضريح عرفات.
قدّم الدكتور عبد الحي خُلاصته باختصار على النحو التالي: لماذا تم التخلّص من عرفات؟ ولماذا تم اختيار عباس؟ وما هي العلاقة بين تسميم عرفات وحضور بديله؟ وقال الدكتور عبد الحي: أنا لا أعرف وأترك الاستنتاج لذكاء القارئ.
سيريا هوم نيوز /2 – رأي اليوم