هل عقد رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي لقاءات سرية لم يعلن النقاب عنها في واشنطن مع مسؤولين في طاقم الادارة الديمقراطية الجديدة؟
ظهر رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي يوسي كوهين في اكثر من مكان في العاصمة الامريكية الاسبوع الماضي.
وانكشف للإعلام لقاء الغداء الذي تناوله في مطعم ايطالي في حي جورج واشنطن الراقي مع وزير الخارجية الامريكي الاسبق مايك بومبيو والذي كان يودع منصبه فيما يتوقع ان يودع كوهين منصبه ايضا.
مصادر خاصة جدا ودبلوماسية كشفت بعض تفاصيل لقاءات كوهين التي تناولت على الارجح عدة ملفات ولكن اهمها واكثرها حساسية هو الملف الايراني.
كوهين وحسب تقارير خاصة كان في مهمة استطلاعية لتحقيق هدفين.
الاول هو الاصغاء لما ينصح به الوزير بومبيو تحديدا قبل استقالته او قبل رحيله من موقعه وتسليم الملفات والوثائق لخليفته انتوني بلينكن.
والثاني هو محاولة استكشاف امكانية التواصل مع طاقم الرئيس جو بايدن لفهم الاولويات عند الطاقم نفسه في ملف الاتفاقية مع ايران.
ويبدو ان كوهين تمكن من عقد ما وصف بانه محادثة بناءة ” مع احد اركان ادارة الامن القومي في البيت البيض بحلته الجديدة فيما تمكن من التحدث ايضا دون اعلان او اعلام مع وزير الخارجية الامريكي الجديد انتوني بلينكن .
ولوحظ ان بلينكن بعد التواصل الاخير تحدث للإعلام عن اهتمامه برعاية ودعم اتفاقيات التطبيع والسلام العربية الاخيرة الموقعة بين اسرائيل ودول عربية.
ولم تكن اشارة بلينكن هنا مبنية على الصدفة فهو كان قد اعلن سابقا اهتمام ادارته بإعادة انتاج موقف يعيد التمسك بالاتفاقية النووية مع ايران والتي ازالتها من الخارطة ادارة الرئيس الراحل دونالد ترامب.
وعلى مستوى المحللين والمراقبين في واشنطن ثمة قناعة بان المقربين من وزير الخارجية الامريكي الجديد بدأوا يجيبون على تساؤلات لها علاقة بشراكة اسرائيلية وخليجية دون ان يعني ذلك بقاء الاتفاق النووي مع ايران ملغيا او معلقا لا بل مع تراكم اشارات يفهم منها بان الطاقم الامريكي الجديد مهتم بإعادة التفاوض مع الايرانيين على اساس العودة للاتفاق النووي.
لكن الوثائق والمراسلات والنقاشات في هذا المحور بدأت تنطوي على تسريبات خاصة تقول بان عودة الاتفاق النووي للخدمة قد يقابلها تكريس الشراكة الخليجية الاسرائيلية اولا ثم العمل في اطار ثلاثي مع الخليج واسرائيل على ملفات عالقة جدا وحساسة مع الايرانيين من بينها وجودهم في اليمن وسورية عسكريا.
ومن بينها ايضا ضرورة التفاوض على منظومة الصواريخ البالستية الايرانية تحت قاعدة الحرص على استقرار منطقة الخليج.
عبر الوزير بلينكن عدة مرات عن قناعته بان استعادة التحالف مع دول اوروبا الغربية والثقة معها بعدما اهتزت بقرار ترامب الغاء الاتفاق النووي مع ايران تتطلب اليوم وبإلحاح الغاء قرار ترامب بالخصوص.
يبدو ان بلينكن وطاقمه يعملان بنشاط الان على افتتاح قنوات خلفية للتحاور مع الايرانيين عن بعد حيث تستخدم الان الخطوط غير المباشرة مع المانيا وبنفس الطريقة التي كانت تسير فيها الامور في عهد الرئيس باراك اوباما وبالتالي يصبح تصريح طهران العلني بعدم وجود اتصال مباشر مع ادارة بايدن دقيقا دون ان يعني عدم وجود قناة اتصال خلفية غير مباشرة يبدو الان ان الحلقة الالمانية تستعد لتنشيطها.
الحيثيات الواردة من واشنطن تفيد اليوم بان واشنطن تشجع عودة الاتصالات مع الايرانيين لإعادة تفعيل الاتفاقية النووية.
تبرز هنا مفاهيم مصطلحات على هامش الحوارات الاولية بعضها مثير.
اهم المقترحات التي تتسرب على السنة كبار الموظفين في الخارجية الامريكية ويعتقد ان كوهين سمع بعضها هي تلك التي لم تعد تعتبر قرار ترامب بضم الجولان لإسرائيل مقدسا فهو مصنف كقرار اداري تنفيذي يملك الرئيس جو بايدن تأصيل وقوننة احتمالية التراجع عنه او اعادة صياغته في اطار جزرة كبيرة يمكن ان تقدم للإيرانيين وحلفائهم عندما يتعلق الامر بإعادة التفاوض على الاتفاق النووي.
الجزرة الثانية وعبر القنوات الاوربية ايضا يمكن ان تجد حلولا علمية ومهنية وفنية لحجم التخصيب لليورانيوم الذي قامت به طهران خلال الاشهر الماضية وبعد اعلان ترامب الغاء الاتفاقية.
جزرتان من حجم كبير للإيرانيين ومشاورات مع الموساد واخرى مع الحلقات الالمانية وعلى المحك تفعيل الشراكة الاسرائيلية الخليجية مقابل مناقشة الوجود الايراني في اليمن وسورية ولبنان وصفقة سياسية اشمل في العراق… تلك المحاور اصبحت فجأة قيد النقاش الان.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 25/1/2021