سعاد سليمان
ألقى الباحث في التراث السوري منذر رمضان عضو مجلس اتحاد الحرفيين بطرطوس , محاضرة ظهر اليوم الاثنين , بدعوة من المركز الثقافي تحت عنوان “التراث السوري..تاريخ وحضارة “بحضور المهتمين بالشأن الثقافي , والحرفي بالمحافظة .
تحدث المحاضر عن سورية مهد الحضارة , والانسان , حيث كانت البداية في رحلة عبر الزمان , والتاريخ , ومنها بدأت الحضارة , وانطلاقة للإنسان في الابتكار , والابداع , مؤكدا أن المكتشفات الأثرية , والدراسات المتخصصة أثبتت أن سورية مهد الحضارة , والانسان , ومنها نشأت الحرف , والفنون التشكيلية , حيث أثبت الباحثون بأنها الدولة المأهولة الأكثر قدما في العالم , وقد ظهر الانسان في سورية من العصور الحجرية , أي ما قبل التاريخ ..
مؤكدا أنها مرت بثلاث مراحل : العصر الحجري القديم , والوسيط , ثم الحديث .
في البداية تحدث المحاضر عن اكتشاف آثار الانسان القديم , والعثور على أدواته الحجرية , والعظمية في بادية تدمر , وفي ترسبات السرير الأعلى للنهر الكبير الشمالي : أدوات حربية بدائية غليظة قوامها الحجارة , وأغصان الأشجار , وعظام الطيور , والحيوانات … وعن المواقع الأثرية , وأقدمها قرب اللاذقية حيث تؤكد المواقع هناك وجود الانسان القديم , وقد عثر على أدوات حجرية كالفؤوس , والمطارق يعود تاريخها إلى أكثر من مليون سنة , وعن موقع بكسا التاريخي أيضا الذي أثبت التحليل المخبري وجود بعض من بقايا الانسان القديم , وبعض الأدوات التي صنعها , وتعود إلى أكثر من سبعمائة ألف سنة , وعن أدوات مماثلة في حوض الفرات تعود إلى نصف مليون سنة , وعن مغاور يبرود , مؤكدا الغنى التاريخي , والأثري لسورية .. مما جعلها مكتبة للباحثين , والدارسين في تاريخ الحضارة , والانسان , ويقول المحاضر : من هنا سميت سورية أرض الحضارات , وفردوس علماء الآثار كما وصفها البارون ” فون أوبنهايم ”
ويسلط المحاضر الضوء على ” بابريوس الأفامي ” الحكيم والحكواتي الذي حمل الارث السوري وهو الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد , الذي أورد الحكمة على ألسنة الحيوانات , والنباتات , والجماد مثل قصة النملة النشيطة , والصرصار .. من التراث الأدبي السوري وليس من الحكايات العالمية كما حاولت الثقافة العالمية تصويرها .
ويتحدث المحاضر عن منحوتة الطفل التدمري , وعن اللوح المدرسي في تدمر الذي نقش عليه نص لبابريوس , وبقايا حكايات وجدت بعد التنقيب عن الآثار .. وجوابا على سؤال : من هو بابنيان ؟؟ سؤال طرحه المحاضر , وأجاب عليه بإسهاب بالقول : إنه الحقوقي السوري بابنيان أبو القانون , وشهيد العدالة الذي ولد عام 140 م في مدينة حمص , ودرس القانون , وبلغت شهرته روما , وكان أحد الخمسة الكبار الذين وضعوا القانون الروماني , وقد ألف أكثر من خمسين كتابا في الحقوق , وكتب 19 مؤلفا في المناقشات , و37 في المسائل القانونية , وله تمثال في قلب روما , أمام القصر العدلي , ويعتبر أعظم شخصية حقوقية عرفها التاريخ .
ويعرف المحاضر سورية بالأم المعطاءة لأبنائها , وبأنها مركز الكون , ومحوره , ويتحدث عن موقعها الجغرافي , وحدودها , ومناخها , وعن طبيعتها الساحرة , ومصادر الطبيعة فيها من نفط , وغاز , وفوسفات , ومعادن , وعن صادراتها من قطن , وحبوب , ومنتجات .. عن الحرير الطبيعي , والموزاييك , والمطرزات .. عن الذهب , والصناعات الجلدية , والرسم , والتلوين على الزجاج , عن الصناعات النسيجية , وعن الزيتون ” الشجرة المباركة التي تعتبر رمزا للسلام حيث يشير التاريخ إلى أن أول شجرة زيتون كانت في سورية ” بلاد الشام ” , وعن صناعة السفن , ومراكب الصيد , والنزهة , ويؤكد أن جزيرة أرواد الأهم كونها الوحيدة المأهولة بالسكان , وأن طرطوس أهم المحافظات التي حافظت على الصناعات التقليدية , والحرف التراثية مؤكدا أن صناعة الحرير الطبيعي اليدوي كنز أثري في الساحل السوري , وتكثر أشجار التوت المصدر الوحيد لغذاء دودة الحرير ..
وعن صناعة السجاد اليدوي حيث تعتبر سورية من أوائل الدول العربية في هذه الصناعة ..
و صناعة الفخار التي لا تزال متواجدة في ريف الساحل السوري , عن تقطير النباتات كماء الورد , والزهر , وعن خل التفاح , وغيرها ..
وعن صناعة القش المهنة المتعبة التي تحتاج إلى جمع القش من سويقات القمح , و الصدف , وتلوينه , وتصنيعه بأشكال فنية , وعن غزل الصوف , وصناعة السلال وغيرها الكثير كالحفر على الفضة , والرسم على الزجاج , وصناعة الألبان , والتين المجفف , والزعتر البلدي وغيرها ..
مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذا التراث عبر تكثيف الحملات الاعلانية , وإعادة إحياء هذه الصناعات من خلال مراكز للتدريب المهني , ودعم الحرف , والمهن , والصناعات المهددة بالاندثار , وإقامة المعارض , وإدارة الموارد الطبيعية وغيرها الكثير .
يذكر أن المحاضر منذر رمضان العضو في اتحاد الحرفيين بطرطوس كان قد شغل عدة مناصب أهمها : عضو مكتب تنفيذي لاتحاد الحرفيين بالمحافظة , ورئيس مكتب الثقافة , والنشر , والاعلام لإحدى عشر عاما , وهو المتابع لشؤون الحرفيين أينما وجدوا , وقد تم انتخابه لخمس دورات متتالية من قبل الحرفيين , وما يزال حتى اليوم يتابع عمله, بنشاطه المعهود خدمة للحرفيين في المحافظة .

(أخبار سوريا الوطن-2)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
