آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » *” تفاعل في وقفات خمس مختارة مع مذكرات فاروق الشرع ، الجزء الثاني، 2000–2015″*

*” تفاعل في وقفات خمس مختارة مع مذكرات فاروق الشرع ، الجزء الثاني، 2000–2015″*

 

 

*بقلم*

*ا. د. جورج جبور*

 

 

اعتبر كتاب الشرع افضل ما اطلعت عليه من كتابات تعالج موضوع:

*كيف حكم بشار الأسد سورية .*

 

كانت الساعات القليلة التي جاءت بعد انتقال الرئيس حافظ الأسد الى رحمة الله ، كانت ثقيلة في وطاتهأ آنذاك، ثم ثقيلة على كل التاريخ السوري الذي اتى بعدها حتى 8 ك أول 2024.

 

” ابن يرث أباه” في رئاسة الجمهورية.

كأن الجمهورية ورئاستها متاع شخصي.

 

يقول مؤيدو ما حصل: ذلك امر طبيعي لكي لا تفلت الامور في سورية فنذهب الى الفوضى .

لن يطيع قادة الجيش نائب الرئيس إذا يسمى رئيسا .

في أعماق هذا القول جوهر طائفي:

 

ويقول المعارضون:

كان من الأفضل ان يتم الأمر على نحو آخر.

من الخطأ أن تذهب الرئاسة فورا الى الابن .

وكنت من هؤلاء

قلت ذلك بوضوح أمام هيئات اعلامية عديدة حين جوبهت بسؤال:

” هل تقبل التوريث؟”.

 

في 10 حزيران 2000 كنت في الجزائر، اشارك في مؤتمر ينظمه ” منتدى الفكر العربي”.

 

يعالج الاستاذ الشرع ما جرى في 10 حزيران 2000، وفي الايام القليلة التي تلته، يعالجها. في كتابه

” الرواية المفقودة” ، وهو الجزء الأول من مذكراته.

 

في معالجته لا يشير الى اي موقف خاص به اتخذه في موضوع انتقال السلطة ، علما انه كان آنذاك في عامه السادس عشر وزيرا

للخارجية

تلك

 

*” وقفة اولى”*

==========

اصوغها كما يلي:

لم نشهد من الشرع ما يشير الى اي تذمر مما تم غداة وفاة الرئيس الاب.

 

واناقضها سريعا بنقطة ثانية من ص 214– 215.

 

واقتبس:

 

” أدركت، مع الاسف، متأخرا ، وفي خضم الكارثة التي عصفت بسورية منذ عام 2011, ان لديه— اي بشار الأسد — بعض الميول *السايكوباتية”*

 

*”الوقفة الثانية”*

===========

، هنا، اذن، هي

*” التأخر في الادراك”*

 

ما خفي، بل ما ظهر، من ميول سايكوباتية في شخصية بشار الأسد هو اعتراف يشكر الاستاذ الشرع انه اقر بإدراكه المتأخر له.

 

ويبقى ان التأخر في ادراك حقيقة رئيس تتعامل معه على نحو وثيق في شؤون عامة يرتب مسؤولية كبرى على المتأخر ، يرتبها عليه أمام الوطن وناسه، وامام التاريخ.

 

آتي في

 

*”الوقفة الثالثة”*

===========

الى امر يهمنا ونحن ننتظر مجلس النواب او مجلس الشعب او المجلس التشريعي الجديد..

 

ماذا عن الشرع والمجلس؟

 

السلطة التشريعية عماد الديمقراطية.

هي أيضا سلطة رقابة.هي السلطة التي يرد في الدساتير ذكرها متقدمة على السلطتين التنفيذية والقضائية.

 

ما مكان مجلس الشعب في مذكرات وزير الخارجية ؟

أليست لجنة الشؤون العربيةو الخارجية احدى اهم لجان المجلس الدائمة.

 

اعتنى الناشر مشكورا بمذكرات الشرع .

زودها بفهرس الفبائي. فلننظر تحت مدخل

” لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب”.

هي تلك اللجنة التي كنت عضوا فيها بين 2003 و 2007.

 

الخيبة نصيبنا.

لا مدخل للجنة.

 

إذن فلننظر تحت مدخل

“مجلس الشعب”.

نعم .

ثمة عدة اماكن ورد بها ذكر لمجلس الشعب.

 

فلنتابع.

في ص 19 تحدث المؤلف عن جلسة تعديل الدستور لكي يوائم الحد الأدنى المشترط للرئيس

العمر الغض للرئيس الوارث.

ثم يختتم ذلك الحديث متفائلا بالتغيير، ذلك التفاؤل الذي زرعه في النفوس أول خطاب للرئيس الابن أمام المجلس.

 

ثم في ص 59 ترد تفاصيل ظروف القاء الشرع كلمة امام المجلس، بدعوة من رئيس المجلس، عن الاصوات العامة في المنطقة والعالم.

كان ذلك في 30 اذار 2003 .

كنت من المستمعين ، وقد سمعت اسمي يتحدث عنه وزير الخارجية في كلمته بالتقدير .

كان الامر عارضا آنذاك , لكنني ادركت السر من خلال تلك الصفحة . شعر الشرع ، كما يقول هو عن نفسه ، بأن دعوته لمخاطبة كل المجلس تبطن نية اصطياد في الماء العكر. اصطياد من قبل من؟

لا وضوح.

إذن فربما ذكر اسمي، وقد ذكره منفردا، لكي أكون الى جانبه إذا

احتدم النقاش ، ولم يحتدم.

 

من الجميل أن اعود، ان نعود الى محاضر تلك الجلسة لنرى تفاصيل ماقيل فيها. هي عندي جلسة عادية.لم يتبين لي من خلالها اي جهد لاحراج الوزير.

لعل شعور الشرع بما يشبه المؤامرة عليه انما يعود الى ضعف الصلة العضوية لوزارة الخارجية مع مجلس الشعب .

كانت دعوة رئيس المجلس وزير الخارجية الى مخاطبة المجلس خطوة في محلها، مضيفة في القيمة الى أول مجلس للشعب اختاره الشعب بمعاونة فعالة من الرئيس ومن حوله.

 

ورد ذكر المجلس أيضا في ص 113 فما الخبر؟

 

كانت جلسة مهزلة تلك التي خصصها مجلس الشعب لانتقاد الاستاذ عبد الحليم خدام،

نائب رئيس الجمهورية إثر إعلان انشقاقه. كانت جلسة شتم انسحبت منها بعد دقائق من عقدها.

لم تكن العلاقة جيدة في اية مرحلة من مراحل العلاقة بين خدام والشرع ، إلا ان استهزاء الشرع بتلك الجلسة صادف اعجابا لدي.

 

واخيرا يرد ذكر مجلس الشعب مرتين بعد ذلك. مرة كمكان تعلن امامه المواقف ص 170,ثم ، وبالطبع ، المكان الذي اختاره بشار الأسد ليعلن فيه ، يوم 30 اذار 2011 ان الأحداث التي تشهدها سورية مؤامرة نسجت في الخارج.

 

اين لجنة الشؤون الخارجية في. مجلس الشعب؟

 

فاجأنا ذات يوم ، رئيس اللجنة،

ا. سليمان حداد، بنبأ سار وُزع كتابة وشفاهة:

” سوف يلتقي وزير الخارجية بأعضاء اللجنة!”.

 

سررنا.

ولكن

لن يأتي إلينا في المجلس.

سنذهب إليه في مكتبه.

 

يجوز او لا يجوز.

ذهبنا.

كان ذلك لقاؤنا الوحيد به في اللجنة.

واراد ان يكحل اللقاء ونحن ضيوفه.

اختارني ليثني علي من حيث ان وكالات الأنباء تتداول تصريحاتي، مشيرا الى ان في بعض ما أقول ما لا ينسجم مع سياسة سورية الخارجية !!.

في حضوريه الوحيدين أمام المجلس او مع اللجنة كنت الحاضر الوحيد في حديثيه.

 

ذات يوم في اواخر ايامي المجلسية احيل الى لجنتنا المناقشة

” الميثاق العربي لحقوق الانسان”

الذي اقرته القمة العربية. سألت في اللجنة:

” اين وزير الخارجية؟”

 

كان امامنا في اللجنة دبلوماسي مهذب. سجلت في المحضر:

” كان على وزير الخارجية ان يكون حاضرا أمام اللجنة في مناقشة اقرار الميثاق”.

 

ثم شاءت الظروف ان اعود الى هذه النقطة ، نقطة

” تكبر ”

الوزراء عن مناقشة أمور وزاراتهم أمام لجان المجلس المختصة، شاءت الظروف ان اعود الى هذه النقطة في نقاش مع *د. وائل الحلقي* بصفتي رئيس الرابطة السورية للامم المتحدة .

قبل: اصدر الحلقي توجيها الى وزرائه بهذا الشأن.

أضع هذه الوقفة أمام مجلسنا التشريعي الجديد

 

وصلنا الى

 

*”الوقفة الرابعة”*

===========

هي عن اهم انجازات الشرع:

 

*مؤتمر الحوار الوطني تموز 2011, وله اسم فني أطول.*

 

اعتبر ان الصفحات من 181 الى 195 اهم ما في المذكرات.

انها تجربة المؤلف الادق في السياسة الداخلية..

لم تنجح لكنها تستمر مفيدة، رغم انني أرى— من الخارج، خارج المجموعة الحاكمة — ان الشرع أفتقد فيها شجاعة سياسية كان يمكن لها أن تحيل التجربة الى خلاص سوري حقيقي.

 

سريعا بعد إنشاء هيئة الحوار الوطني 31 ايار 2011 هتفت الى صديق كبير يُجمع السوريون على تقديره هو

 

*السفير الوزير الاستاذ عبد الله الخاني رحمه الله.*

 

هنأته باختياره اسما ثانيا في لجنة الحوار.

فوجئت بما قاله :

” انسحبت “.

 

أسفت.

اعتبرت ان اختيار الشرع له لم يكن موفقا.

لم يشأ الرجل

المحترم المتقدم عمرا ان يشغل نفسه بما ينغص عليه هدوءه.

 

بل.ربما رأى ، وهو صاحب بصيرة، ان الحوار لن ينجح.

 

آنذاك كتبت مقالا طالبت فيه الطرفين بالحوار.

الى الحكم قلت.

لا تصفوهم بالارهابيين

الى المعارضة قلت؛ لا تصفوهم بالدكتاتوريين الطائفيين.

ان يكون حوار إذا استمر كل طرف بوصف الاخر بما لا يليق.

 

لم تنشر المقال أية جريدة سورية.

نشرته جريدة النهار البيروتية.

 

فلنعد الى اللقاء التشاوري الذي نظمه الشرع ولجنة الحوار .

 

دعيت إليه.

لم يستشرني احد من المنظمين

قبل الدعوة ولا قبل اللقاء

 

اخذت مقعدي .

قام الشرع بعمل حسن قبل البدء.

تمشى بين الجلوس متيحا لكل من يشاء ان يحاوره.

 

حاورته. قلت له بثقة. هو لقاء الخلاص من المادة 8 التي تجعل البعث محتكرا للسلطة . يجب الغاء المادة باستفتاء يتيح الدستور القيام به.

اما بقية المواد ذات الصلة فتعدل لاحقا.

هذا ما يطلبه الناس اليوم.

 

إجابني مكررا ما كان شائعا في أوساط الحكم.

 

*” ثمة مواد كثيرة في الدستور علينا تعديلها. “*

 

أكدت عليه ان الوضع لا يحتمل الانتظار.

انتهت المحادثة المختصرة .

 

… وفشل المؤتمر

لم يكن الشرع حازما حزم رجل دولة..

 

ولا ألومه .

قد يكون للحزم ثمن باهظ.

واذ اقرأ في الكتاب عما جرى، اتوجه ، مترددا تقريبا، الى تبرئة الشرع من شبهة نقص الحزم.

واختم ب

 

*”الوقفة الخامسة”*

============

ومعها شراكة محدودة في حلف الفضول.

 

*هي شكر مضاعف للاستاذ فاروق الشرع.*

*شكر أول لأنه باسلوبه الناصع سجل مارأى انه كان مجرى الاحداث.*

*تابع في الجزء الثاني ما كان اورده موجزا جدا ،في الجزء الأول ,عن ايام الرئيس حافظ الأسد الأخيرة.* *وكان لي عن ذلك الجزء وعن ” توأمه”* *بقلم بثبنة شعبان, مقال مطول في مجلة ” المستقبل العربي”.*

 

*من المؤسف ان أياً من الشرع اوشعبان لم ينشر اي انطباع عن مقال عالج مسائل محورية في التاريخ الدبلوماسي السوري, من اهمها القرار 3379.*

 

*وشكر ثان لانه بين عديدين من وزراء خارجية سورية كان تعاملي معه هو الاطول والأوفر حظا عندي بالرضى.*

 

*تبقى المشاركة المحدودة.*

 

*كما احتكرت اليونسكو يوم اللغة العربية وابعدت عنه شموخ الثقافة العربية ، وهو الذي ولد في كنف المتنبي وسيف الدولة،*

*كذلك تسلطت فرنسا على فكرة حقوق الانسان فحصرت ولادتها في 14 تموز 1789.*

 

*في ك ثاني 1993 اعدت الامور الى نصابها مطلقا فكرة ان*

*” حلف الفضول أول هيئة لتنظيم الدفاع عن حقوق الانسان في العالم الى ان يثبت العكس “.*

 

*في لقاء ثنائي مع الشرع في مكتبه تحضيرا لمؤتمر دربان طلبت منه أن يشيد بحلف الفضول في كلمته بالمؤتمر مقتدرة بي.*

*وافق وفعل*.

*فعل مرة واحدة وصمت.*

*لعله يعرف، لعله لا يعرف، ان المفوضية السامية لحقوق الانسان*

*اشارت الى الحلف بكلمات مقبولة في بيانها السنوي عام2007 بفضل جهدي وليس بفضل الخارجية السورية.*

 

*ما احوجنا الى حلف فضول جديد.*

 

*وتحية الى صديق قد يذكر ما لا اذكر، وهو ان لقاءنا الأول كان عام 1957 ، موظفين في البنك العربي بدمشق.*

————————

(أخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سوريا والصومال تبحثان تعزيز التعاون في مجالات البناء والإسكان والاستثمار

بحث وزير الأشغال العامة والإسكان مصطفى عبد الرزاق، مع سفير الصومال لدى سوريا أبيب موسى فارح، سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات البناء والإسكان والاستثمار. ...