نزار نمر
بعد أيّام على سقوط نظام الأسد في سوريا، انقشع الضباب الذي رافق عاصفة الاحتفالات إعلاميّاً، وعاد اللبّ الصهيوني إلى وضوحه على مختلف الوسائل الإعلامية. فقد أثارت «الجزيرة سوريا» انتقادات واسعة بعد نشرها خبراً مفاده «اكتشاف نفق سري ضخم قرب مدينة القطيفة في جبال القلمون بريف دمشق» أرفقته بمقطع من المكان. وتركّزت الانتقادات حول تعمّد «الجزيرة» التي تجاهلت بشكل شبه تامّ العدوان الصهيوني المستمرّ على سوريا قبل أيّام، إعطاء إحداثيّات لكيان الاحتلال لاستكمال عدوانه، مع العلم المسبق باستهدافه كلّ المنشآت العسكرية، التي انتفت حجّة وجود بشّار الأسد في الحكم لتبرير قصفها. هكذا، فإنّ «الجزيرة» التي أعادت تموضعها منذ أكثر من سنة على «طوفان الأقصى» كمناهضة للكيان الصهيوني، قد أعادت إظهار لونها الحقيقي المتعلّق بحسابات لا تمتّ إلى مصالح المنطقة وشعوبها بصلة. من جهة أخرى، بثّت قناة CNN الأميركية تقريراً لكلاريسا وارد ادّعت فيه أنّها وجودت معتقلاً متروكاً في أحد سجون سوريا التي أطلقت المعارضة المسلّحة سراح كلّ من فيها. وأثار التقرير الانتقادات والسخرية بسبب التلفيق الواضح فيه، واستخدام شخص للتمثيل على أنّه سجين سياسي. أشارت التعليقات إلى لا معقولية أن تكون السجون فُتّشت إلى آخر شبر، فيما بقي باب وحيد من دون أن يفتحه أحد. كما أشارت إلى ظهور السجين المزعوم وهو بكامل أناقته وحتّى لحيته محلوقة، وفنّدت ادّعاء القناة بقاءه منسيّاً أيّاماً عدّة من دون مياه أو طعام أو ضوء بعدم منطقية أن يستمرّ أحد على قيد الحياة لهذه المدّة بلا هذه المقوّمات. واستدلّ آخرون على التلفيق بعدم سماعه أيّ صوت أثناء تحرير السجناء الآخرين ولا حتّى صوت إطلاق النار على قفل زنزانته المزعومة في التقرير. ببساطة، كان يمكن لمعدّة التقرير مقابلة أيّ من آلاف السجناء المطلق سراحهم، لكنّها أرادت القيام بحيلة علاقات عامّة تصوّرها كبطلة وقناتها كسبّاقة، فيما النتيجة لم تكن سوى جذب السخرية إليهما وتذكير الجمهور بباع هذه القناة الطويل في الكذب. في هذه الأثناء، سجِّل دخول الإعلام العبري إلى قلب دمشق، إذ نشرت قناة i24 الصهيونية الرسمية تقريراً من هناك أقامت ضمنه مقابلات مع مواطنين سوريين وادّعى أنّ هؤلاء لا يجدون مشكلة مع الإسرائيليين
أخبار سورية الوطن١_الأخبار