على الرغم من أن التحركات بشأن صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، صارت تبدو غير ذات صلة، نظراً إلى إغلاق رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، الأبواب أمامها، بل والتهديد بالتصعيد على الجبهة الشمالية مع لبنان أيضاً، إلا أن المعنيين بالوساطة لا يزالون يصرّون على محاولة التوصل إلى اتفاق. وفي هذا السياق، يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة اليوم، في زيارة مقرّرة في الأصل لترؤّس الجانب الأميركي في الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر. وتعوّل القاهرة على زيارة بلينكن، والتي قد تشهد اجتماعاً لوفود التفاوض المعنية بصفقة التبادل المحتملة، لإحداث اختراق ليس نحو التهدئة في غزة فقط، ولكن في اتجاه منع نشوب حرب واسعة ضد لبنان.ووفق تقديرات مصرية وردت ضمن تقرير أعدّه ستة مسؤولين مصريين من مستويات مختلفة، استعرضها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في اجتماع مغلق، الإثنين الماضي، فإنه «لا أفق لا لتسوية قريبة للوضع في غزة ولو بشكل مؤقت، ولا للتهدئة في لبنان، على رغم التحركات المتّزنة من الأطراف الإقليمية في مقابل التهوّر الإسرائيلي الساعي إلى التصعيد». وفيما اعتُبرت الوساطة مجمّدة حتى إشعار آخر، فإن السيناريو الأفضل، بحسب تلك التقديرات، هو استمرار استراتيجية الوساطة حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل، والتي ستتحدّد بنتيجتها الكثير من الأمور، مع الإشارة إلى أن فوز المرشحة الديمقراطية، كمالا هاريس، بالرئاسة، قد يتيح فرصة الدفع نحو التهدئة، أكثر مما يوفّره فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، كما يرد في التقرير المذكور.
«حماس» سيكون لها دور بارز في مستقبل القطاع
بدوره، بحث منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في دبي، تنفيذ خطة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مع وزير خارجية الإمارات، عبدالله بن زايد، وآخرين، وقال، في تصريح، «إننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة»، معتبراً أن كل الأطراف المعنية يجب أن تستمر في الضغط على إسرائيل و«حماس» للتوصل إلى اتفاق. وفي المقابل، أظهرت حركة «حماس» عدم استعجالها للتوصل إلى صفقة بأي ثمن، وقال القيادي فيها، خالد مشعل، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إن «حماس ليست تحت ضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بأي ثمن، وهي متمسّكة بمطلبها وقف الحرب وانسحاب العدو من قطاع غزة». ورفض الانتقادات التي صدرت عن بعض الفلسطينيين المعارضين للحركة لعملية «طوفان الأقصى»، قائلاً: «إننا سنقاتل حتى التحرير»، ومعتبراً أن «الدمار في غزة هو ثمن يُدفع من أجل الحرية». وتابع أنه «قبل 7 أكتوبر، كانت غزة تموت موتاً بطيئاً، وكنا في سجن كبير، وأردنا التخلّص من هذا الوضع».
وأشار مشعل إلى أن الحركة «لها اليد العليا في الحرب، وما زالت صامدة، وتستنزف العدو». وقال إن «الرؤية الأميركية لم تكن تتحدّث عن اليوم التالي للحرب، وإنما اليوم التالي بعد حماس»، مضيفاً: «الآن تقول الولايات المتحدة إننا ننتظر ردّ حماس، وهذا يعني أنهم يعترفون بالحركة». وأبدى ثقته بأن «الحركة ستلعب دوراً بارزاً في مستقبل غزة بعد الحرب»، لافتاً إلى «سقوط المقترحات الأميركية والإسرائيلية حول بدائل لإدارة القطاع»، ومعتبراً أن «كل أوهامهم حول ملء الفراغ في القطاع أصبحت خلفنا».
سيرياهوم نيوز١_الأخبار