ذكرت شبكة “سي أن أن” الأميركية، اليوم الجمعة، أنّ غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة مجموعة العشرين قد يكون جزءاً من خطة لإعادة تشكيل الحوكمة العالمية.
وأوردت الشبكة: “عندما يتوجه أقوى زعماء العالم إلى نيودلهي في نهاية هذا الأسبوع لمعالجة الأزمات المتعددة التي تواجه العالم، سيكون الرئيس الصيني شي جين بينغ غائباً بشكلٍ ملحوظ، إذ إنه لم يفوّت قط قمة مجموعة العشرين منذ توليه الحكم”.
وأشارت إلى أنّ “تحفظ بكين أثار مجموعة واسعة من التكهنات والتفسيرات”، مضيفةً: “من منظور تنافس القوى العظمى بين الصين والولايات المتحدة، يقول المحللون إنّ عدم حضور شي في مجموعة العشرين يمكن أن يشير أيضاً إلى خيبة أمله في نظام الحكم العالمي الحالي – والهياكل التي يرى أن النفوذ الأميركي يهيمن عليها بشكلٍ كبير”.
وبدلاً من ذلك، ربما يعطي شي الأولوية للمنتديات المتعددة الأطراف التي تتناسب مع رؤية الصين الخاصة للكيفية التي ينبغي بها حكم العالم، مثل قمة “بريكس” التي اختُتمت مؤخراً ومنتدى الحزام والطريق المقبل، وفق الشبكة.
وبحسب قولها، يرى بعض المحللين أنّ غياب شي ربما يمثل تحولاً في الكيفية التي تنظر بها الصين إلى مجموعة العشرين؛ المنتدى العالمي الأول الذي يجمع بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة الرائدة في العالم، والذي يمثل 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقالت الشبكة: “منذ قمة القادة الأولى عام 2008، كان الزعيم الأعلى الصيني يحضر الاجتماع دائماً”، وأضافت: “عندما استضافت الصين أول قمة لمجموعة العشرين عام 2016، بذلت كل ما في وسعها لإنجاح الحدث وإظهار نفوذها المتنامي على المسرح العالمي”.
وتابعت: “منذ ذلك الحين، أصبحت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم محفوفة بالتوتر والتنافس المتزايد”، مضيفةً: “الآن، ترى الصين أنّ مساحة مجموعة العشرين موجهة بشكلٍ متزايد نحو الولايات المتحدة وأجندتها التي يعتبرها شي جين بينغ معادية للصين”.
كذلك، ذكرت الشبكة أنّ “نحو نصف أعضاء المجموعة هم من حلفاء الولايات المتحدة. وقد حشدتهم إدارة بايدن لاتخاذ موقف أكثر صرامة في مواجهة الصين”.
ووفق “سي أن أن”، أعربت بكين عن غضبها من علاقات نيودلهي المتنامية مع واشنطن، وخصوصاً مشاركتها في المجموعة الرباعية، مشيرةً إلى أنّ الصين “ترى الهند في المعسكر المناهض للصين، وبالتالي لا تريد إضافة قيمة إلى القمة الدولية الكبرى التي تنظمها الهند”.
ويتفق المحللون الصينيون على أنّ بكين قد تنظر إلى مجموعة العشرين باعتبارها “منصة ذات قيمة وفعالية متناقصة”.
وأوضحت: “في الشهر المقبل، من المتوقع أن يستضيف الزعيم الصيني منتدى الحزام والطريق للاحتفال بالذكرى العاشرة لمبادرته العالمية المتعلقة بالبنية الأساسية والتجارة، والتي تشكل عنصراً رئيسياً في هيكل الحوكمة العالمية الجديد في بكين”.
يُشار إلى أنّ كبار الرؤساء ورؤساء الوزراء من جميع أنحاء العالم سيجتمعون في القمة السنوية لزعماء مجموعة العشرين في العاصمة الهندية دلهي في الفترة من 9 إلى 10 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وسيكون الموضوع الرئيسي لقمة هذا العام التنمية المستدامة، ولكن من المتوقع أيضاً مناقشة الصراع الدائر في أوكرانيا.
سيرياهوم نيوز-الميادين1