سلمان عيسى
بعد عقد عدة اجتماعات ولقاءات للتحول الرقمي، وتطبيق مشروع الحكومة الإلكترونية.. هذه التي تحتاج إلى خدمات اتصال سريعة ودائمة وعصية على القطع أو (التقطيش)؛ فإن مصارف طرطوس مثلاً لا تعمل سوى ساعة واحدة في اليوم.. ليس بسبب موظفيها أو إداراتها، بل بسبب الكهرباء والمازوت..فأما الكهرباء، فتتعرض المحافظة إلى تقنين قاسٍ يؤثر في كل مناحي الحياة، ولأن نظام التقنين المعمول به منذ أشهر طويلة هو ساعة وصل واحدة وخمس ساعات قطع متواصلة، فهذا يعني أن كل مؤسسات الدولة تعمل في ظروف صعبة جداً..وأما المازوت، فإن المصارف تحديداً تحتاج إلى كهرباء طوال الدوام الرسمي، للاتصال بالإدارات واستمرار تغطية الانترنت، وتنفيذ العمليات المالية، سحب أو إيداع للمواطنين أو الجهات الحكومية فيما بينها.. إضافة إلى تغذية الصرافات.. لذلك فقد اقتنت هذه المصارف مولدات تعمل على المازوت وخصصت بالكميات..ولأن المادة أصبحت شحيحة جداً، فقد أصبح تزويد المصارف بها حسبما هو متوافر، وبالتالي توقفت عن العمل بشكل شبه كامل وفرع مصرف التسليف الشعبي خير مثال.. وحسب المعلومات فإن المولدة تحتاج يومياً إلى 24 ليتراً، وهذه ما يصعب تأمينه لذلك تم الاكتفاء بساعة عمل واحدة.. ولغرض التهوية فقد حمل الموظفون (هوّايات) يدوية بانتظار نهاية الدوام الرسمي والانطلاق إلى مكابدة وسائط النقل!!
الكلام ذاته سمعناه في مديرية المصالح العقارية التي يتعطل العمل فيها أيضاً باستثناء ساعة واحدة.. والمفارقة أن هذه الساعة قد تكون في السابعة أو الثامنة صباحاً وعليه سيبقى الموظفون خمس ساعات (يبحلقون) في هذا الوضع البائس.. لذلك فقد اقترحت مجموعة من الموظفات القيام بشراء البامياء و«تقميعها» وتشميسها كما كانت تفعل جداتنا سابقاً، إضافة إلى تشميس الباذنجان والفاصولياء لمؤونة الشتاء.. فقد رأيَن في ذلك ثواباً خاصة لمن تستطيع زيادة الكميات وبيعها في هذه الأيام الضاغطة الخالية من الكهرباء والمازوت.. والغاز كل ثمانين يوماً!!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين8-9-2021)