| معد عيسى
قدم السوريون ثقافتهم وعمقهم التاريخي وحضارتهم وتسامحهم بعفوية كبيرة بما أظهروه من تكافل وتضامن مع المناطق المنكوبة ،فالصغار قبل الكبار بدؤوا بإحضار ألعابهم وألبستهم ومدخراتهم للتبرع بها ، و الشباب هبوا للالتحاق بفرق تطوعية وذهبوا إلى المناطق المنكوبة لرفع الأنقاض، والكبار توجهوا إلى الجمعيات الخيرية والمواقع المنكوبة لتقديم المساعدة و تقديم التبرعات وتوزيعها .
الدولة السورية قيادة وحكومة وشعب في جبهة واحدة داخليا وخارجيا لتخطي المرحلة الأولى من الكارثة ليأخذ بعدها العمل المستقبلي طابع اقل عفوية وأكثر تنظيما تتحمل فيه الحكومة مسؤولياتها بشكل مباشر ، لإعادة إعمار ما تهدم وتأمين السكن ومعالجة أوضاع الناس المنكوبين .
مشهد يعبر عن ذاته ليس بحاجة لشرح ولا تفسير ولكن بعد إعلان المناطق المتضررة مناطق منكوبة يجب أن يتم العمل والتنسيق بشكل دقيق داخليا وخارجيا للقيام بما هو مطلوب ، وهذا يتطلب إعداد البيانات الدقيقة عن الوفيات والمصابين والمتضررين وحجم الأضرار وتلقي المساعدات وتنظيم توزيعها ومتابعة وضع المتضررين وكل ما يتعلق بإعادة إعمار هذه المناطق وتأهيلها .
وان كانت المرحلة الأولى بدأت باجتماع السيد الرئيس بشار الأسد بالحكومة وتوجيهها للقيام بكل ما تستطيع لرفع الأنقاض وإيواء المتضررين وتامين احتياجاتهم ، فها هو اليوم في حلب والسيدة أسماء الأسد يتابع وضع المنكوبين وعمليات الإنقاذ ويعلن عن بدء المرحلة الثانية بإعلان المناطق التي تعرضت للزلزال مناطق منكوبة لتبدأ مرحلة من إيواء الناس وإعادة الخدمات والإعمار .
سورية المنكوبة تنهض من تحت الركام و تنطلق بكافة مكوناتها وأطيافها قيادة وشعبا وحكومة لنصرة أبنائها كما كانت صفا واحدا في مواجهة الإرهاب والحصار والعقوبات لتثبت للعالم عمقها الثقافي والحضاري في مواجهة الأزمات وتجسيد القيم والمبادئ الإنسانية .
(سيرياهوم نيوز3-الثورة)