| مصعب أيوب
إيجاد الشيء من لا شيء… هكذا يعرّف الإبداع، والإبداع لم يحصر بفئة معينة دون غيرها وإذا ما أردنا الوصول إلى شواطئ النجاح لابد لنا من وضع الثقة بالأطفال ودعمها بأعمدة العزيمة، فالإنسان بالفطرة لديه ملكة معينة ولا بد من دعمها وتشجيعها، ولأن تكريم أبناء الشهداء هو عرفان لما قدمه الشهداء وما بذلوه من تضحيات في سبيل أمن واستقرار الوطن، فلا بد من دعمهم ورعايتهم.
بحضور الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة وفي إطار فعاليات الوزارة المستمرة ودعمها الدائم للطفولة والشهداء على حد سواء أقامت ظهر أمس احتفالية «طفولة وإبداع» لتكريم الفائزين بالمسابقات السنوية ومسابقات أبناء الشهداء لعام ٢٠٢٢ وذلك في المركز الثقافي العربي في كفرسوسة.
مساعٍ حثيثة
أوضحت الدكتورة لبانة مشوح خلال اللقاء أن وزارة الثقافة ترعى الطفولة وثقافة الطفل وضمن هذا الإطار نحاول أن نبني الثقافة بناء قويم وأن نبني الفكر والإنسان فالطفل هو البذرة الأولى لذلك لأنه يؤثر في البيئة التي يوجد فيها.
ونوهت بأن الأطفال بحاجة إلى رعاية مواهبهم وصقلها لأنها مواهب متنوعة في شتى الأجناس الأدبية «القصة والرواية والمسرح» وفي المجالات الفنية كالتصوير الضوئي ولوحات الخط العربي والرسم.
وبينت مشوح أن الوزارة مستمرة دائماً في ترسيخ القيم والمبادئ وإيصالها للأطفال من خلال الفنون الأدبية والثقافية والفنية برسم الخطوط العريضة لذلك وتذليل العقبات أمامهم.
وأشارت إلى أن للطفولة حقاً في الفرح والحماية والرعاية وتفتح المواهب فكل يحاول التعبير عن حقه عبر هذه المشاركات حيث كانت الأعداد كبيرة ومتنوعة ومن جميع المحافظات.
تخطيط وتنظيم
في تصريح خاص لـ«الوطن» أفادت مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين أن الإستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة تتضمن برنامج تكوين ثقافة الطفل والذي يحتضن مشروعات ثقافة للأطفال منها إرادة قوة ذوي الاحتياجات الخاصة ونغم وقلم ومهارات الحياة ورعاية مواهب الأطفال وتنميتها ومتابعتها وكثير من المشروعات.
وبينت أن المسابقات الأدبية والفنية سنوية يتم الإعلان عنها بداية العام ويتم التكريم بداية العام الذي يليه، ومن المميز هذا العام أعداد المشاركات الكبيرة والقيمة فالأعمال شملت حوالى ٣٢٠ مشاركة ويتم تكريمهم تباعاً بشكل متعاقب تبعاً للمحافظة التي ينتمي لها صاحب المشاركة.
وختمت أن التكريم مهم جداً للأطفال والأهم أن نتبنى هذه الأعمال ونطبعها ضمن مطبوعات الثقافة وأن يتم التعامل معهم كما الأدباء الكبار من ناحية الإخراج الفني والرسومات وهو من أولويات الوزارة، وبينت أن المسابقات الفنية يتم وضع دليل أعمال لها وتعرض على مدار العام ضمن معارض فنية.
إبداع وفن
ما إن بدأ عزف مقطوعته الفنية حتى عم الصمت أرجاء المكان والموسيقا وحدها التي تكلمت وعلى أوتار عوده أطرب الجميع، زياد أمونة خريج معهد صلحي الوادي قدم فقرة موسيقية وغنائية وأعرب عن سعادته المطلقة بما قدمه لأن ذلك أقل ما يمكن تقديمه لأبناء الشهداء والأطفال لما يمكنه من إدخال السرور إلى قلوبهم.
وأوضح أن مشاركته هذه تخلق لديه الشعور بالفخر لأن ذلك يسهم في بناء شخصيته وتقوية ثقته بنفسه، مبيناً أن الأغنية التي قدمها ليس بالضرورة أن تحكي قصة للأطفال أو ترثي الشهيد وإنما علينا تقديم فن راقي وأصيل من خلال إيصال رسالة موسيقية.
فائزون
الفائزة بالمسابقة السنوية التشجيعية عن الخط العربي ريناد شعبان بينت أنها اختارت الكتابة بالخط الكوفي لأنها تعتبر أن له جمالاً خاصاً من نوع مختلف يمتع النظر ويجذب القارئ ولاسيما أن أول من بدأ بكتابته واستخدامه العرب القدماء وتطور في العهد المملوكي
وأشارت إلى أنه من الممتع في الكتابة بالخط الكوفي أنه يشعرك بطريقة الرسم الهندسي ولاسيما من خلال استخدام القلم والمسطرة.
وأوضحت أن التكريم مميز كثيراً لها لأنه يعزز الثقة بالنفس ويبني الشخصية وينمي المواهب وكل ذلك يصب في نهاية الأمر في سبيل الارتقاء بالوطن ككل.
رند محمد حكيم إحدى الحائزات على جائزة مسابقة القصة عن قصة أزهار البيلسان أعربت عن سعادتها العارمة بالجائزة لأن ذلك يشكل حافزاً لها للمواظبة على الكتابة ومتابعة الإبداع، وبينت أن هذا اليوم مميز بالنسبة لها لأن وزيرة الثقافة هي من قدمت لها الجائزة.
وأفادت أن حبها للقراءة والعمل على تلخيص كل ما تشاهده ساعدها في التمكن من كتابة القصص التي تسعى لأن تمكن نفسها منها بشكل جيد.
وتقول المشاركة دلع العراوي:» مشاركتي اليوم ضمن هذه المسابقة استغرقت ٣ أشهر من العمل وهي لوحة لأم ريفية تقوم بإعداد الطعام والخبز وأنا اخترت هذا الموضوع لما للأم من أثر عظيم ودور كبير في المجتمع لأنها صاحبة الفضل الأول والأخير لأي نجاح ولا بد من تخليدها ولو بإمكانيات قليلة فهي تستطيع أن تعطي وتقدم رغم الألم رغم التقدم في العمر رغم صعاب الحياة وأنا أفضل رسم الشخصيات بعيداً عن الأشكال أو البيئة أو الطبيعة»
وكان من أعضاء لجنة التحكيم الدكتور جمال أبو سمرة والأستاذ قحطان بيرقدار، وفي اللجنة الفنية لجين الأصيل وأكثم طلاع ومحمود سالم
كما كان من بعض الفائزين، يسر غسان اللحام عن المجموعة القصصية فراشتي الحزينة، وهبة راضي حسون عن المجموعة القصصية حساء السعادة، وشهد تركماني عن قصة ٢٣ أيلول، وعن الرسم زين فادي ديب.
سيرياهوم نيوز1-الوطن